من شأنه التوثيق للفن الرابع

‘’ذاكرة المسرح بسكيكدة" جديد الدكتور تليلاني

‘’ذاكرة المسرح بسكيكدة" جديد الدكتور تليلاني
  • القراءات: 912
 بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

يستعد الدكتور أحسن تليلاني لوضع اللمسات الأخيرة على كتابه الجديد حول "ذاكرة المسرح بسكيكدة"، الذي يتناول الحركة المسرحية المحترفة بعاصمة روسيكادا. كما يتطرّق لمختلف الفرق والجمعيات المسرحية الهاوية ولأعلام المسرح. ويرى الدكتور تليلاني من خلال حديثه مع "المساء"، أنّ كتابه الجديد هذا من شأنه التوثيق للمسرح في سكيكدة، ومن ثمّ فهو سيساهم في المحافظة على الذاكرة، كما أنّه سيكون مرجعا أساسيا للباحثين، خاصة من قبل الطلبة الجامعيين والمهتمين بالحركة المسرحية بعاصمة 20 أوت 55.

ويعتبر الدكتور تليلاني أنّ للمسرح في منطقة سكيكدة، جذورا قديمة جدا تتجلى في المسرح الروماني الذي يعود تشييده إلى القرن الثاني الميلادي. كما تتجسّد في المسرح البلدي لسكيكدة الذي تم افتتاحه سنة 1932، غير أنّ هذا المسرح ـ كما قال ـ ظلّ بعيدا عن الجزائريين، لأنّه مسرح ميتروبولي مخصّص للأوروبيين فقط.

وفيما يخصّ نشأة المسرح العربي في منطقة سكيكدة، يرى الدكتور تليلاني أنّها بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي، سواء من خلال تلك الزيارات التي كانت تقوم بها بعض الفرق العربية كفرقة يوسف وهبي الشهيرة أو الفرق الجزائرية كفرقة محيي الدين باشتارزي التي زارت كلا من سكيكدة والقل عام 1937، ناهيك عن النشاطات المسرحية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومدارسها الحرة المنتشرة في كل مكان، و منها مدرسة الإرشاد بمدينة سكيكدة، هذه الأخيرة ـ التي قال عنها ـ  بأنّها كانت منبعا ومرتعا لفن المسرح بغض النظر عن النشاطات المسرحية التي كانت تقوم بها مختلف أفواج الكشافة الإسلامية بمنطقة سكيكدة، ليؤكد أن المسرح بسكيكدة قد انتعش حسب مختلف الشهادات والآراء التي جمعها بعد الاستقلال؛ حيث انتشر عبر مختلف المدارس التعليمية مستفيدا من خبرات المعلمين الأجانب الذين لم يبخلوا بدعمهم للنشاط الثقافي والمسرحي للتلاميذ والطلاب، مما شجّع  على تأسيس عدة فرق مسرحية خاصة في سبعينيات القرن الماضي، وعلى رأسها فرقة الطليعة التي استطاعت تقديم مسرح اجتماعي وسياسي هادف.

وما ساهم في ترقية هذا المسرح في المنطقة وتطوّره ـ حسبه ـ غناها بالتراث الشعبي الغني بالظواهر المسرحية من خلال "القصّاد" و«المدّاح" في الأسواق الشعبية كالثنائي الأعمى المشهور في ناحية تمالوس إضافة إلى الظواهر الفرجوية في مختلف المناسبات، على غرار خيال الظل والقراقوز وبوغنجة وغيرها من الأشكال ما قبل المسرحية، والتي لم تتطور للأسف ـ كما قال ـ حتّى تصبح أشكالا مسرحية مكتملة فنيا.

وعن مؤسسة المسرح أشار الدكتور إلى أنّه منذ الاستقلال وهذا الأخير تحت وصاية البلدية قبل أن يتم التنازل عنه لفائدة وزارة الثقافة، وفقا لمداولة التنازل الصادرة عن المجلس الشعبي البلدي لسكيكدة، ليتم بموجب المرسوم التنفيذي رقم 07-141 المؤرخ في 19 ماي 2007 تنصيب المسرح الجهوي سكيكدة كمؤسسة ثقافية، حيث باشر مهامه بصفة رسمية في 01 أوت 2009، مضيفا أنّه بداية من هذا التاريخ شهد حراكا ثقافيا كبيرا من خلال الإنتاجات المسرحية (كبار صغار) وتنظيم تظاهرات ثقافية وفنية؛ قصد تعريف المواطن بالتراث الثقافي الوطني والعالمي، استجابة لدفتر الشروط الذي يلزم المسارح الجهوية أداء الخدمة العمومية وعملا بالمرسوم التنفيذي رقم 07-18 المؤرخ في 16 جانفي 2007، مشيرا إلى أنّه منذ افتتاحه إلى اليوم، أنجز المسرح الجهوي لسكيكدة 25 مسرحية صنعت الفرجة والمتعة وحصدت الجوائز والتتويجات.