عُرض بوهران

‘’العشيق".. تعرية لجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر

‘’العشيق".. تعرية لجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر
  • القراءات: 1087
 خ. نافع خ. نافع

أثار الفيلم الروائي الطويل الجزائري "العشيق" لمخرجه عمار سي فضيل، اهتمام جمهور السينما عند عرضه بقاعة سينما المغرب ضمن المنافسة الرسمية لمهرجان الفيلم العربي بوهران. واختار المخرج تقنية "الفلاش باك" لسرد الأحداث التي انطلقت بمشهد شاب ملقى من أحد جسور مدينة قسنطينة، قبل أن تُكشف هويته ويتّضح أنّه مغن معروف في المدينة، ثم تطورت الأحداث وتسارعت لما يقارب الساعتين من الزمن، وتوقفت مطولا عند تفاصيل جريمة القتل التي وقعت سنة 1958؛ أي إبان الثورة التحريرية، والضحية هو شاب في مقتبل العمر معروف في مسقط رأسه قسنطينة، باسم "العشيق".

تتعقد الأحداث عندما يبقى المتهم مجهولا ويُفتح الملف على احتمالين، الأول يرجح أن الاستعمار الفرنسي هو من قام باغتياله، والاحتمال الثاني أنه تمت تصفيته من طرف جبهة التحرير الوطني؛ كون المغني القسنطيني صلاح بن مصباح لم يكن مؤيدا للثورة على الاستعمار، وكان مع فكرة الجزائر فرنسية. تبلغ الأحداث ذروتها خلال التحقيقات البوليسية التي يباشرها الطرفان، والتي تكشف عن هوية سرية للضحية، وهي أنه كان مناضلا سريا يعمل مع جبهة التحرير الوطني بشكل سري حتى لا ينكشف وتسهل مهمته. تعمل الشرطة الفرنسية على طمس الحقيقة باستعمال كل الطرق، خاصة بعد أن وصل صدى الجريمة إلى باريس، فتكرس كل جهودها ونفوذها لعرقلة عمل المحقق "خوجة" الذي يقوم بدوره الفنان عزيز بوكروني. ويضيئ الفيلم على زيارة ديغول لمدينة قسنطينة، التي تزامنت مع هذه القضية بعد أن تحولت إلى قضية رأي عام.

وأثناء المناقشة انتقد بعض المتدخلين مخرج العمل؛ كونه اعتمد في طرحه على أسلوب التحقيق، بينما افتقد الفيلم عنصر المفاجأة؛ كونه مال من البداية إلى استثنائية احتمال أن تكون جبهة التحرير الوطني هي من اغتال الشاب، وعليه بقيت الأحداث تدور في فلك حقيقة واحدة من البداية، وهي كيفية إثبات أن المستعمر الفرنسي هو من اغتاله.

الفيلم الذي صُورت أحداثه ما بين قسنطينة والعاصمة نجح في تجسيد الحقبة التاريخية من خلال الديكورات والملابس وأماكن التصوير التي اختيرت بعناية وصورة عالية الجودة، ورحلة مشوّقة ما بين شوارع مدينة قسنطينة وجسورها وطبيعتها.

شارك في الفيلم الذي كتب له السيناريو والحوار المؤرخ عبد المجيد مرداسي، كل من مراد أوجيت وأحمد رزاق إضافة إلى ممثلين فرنسيين.