الشاب أنور لـ "المساء":

‘’الراي " صنع التميز عالميّا.. والقرصنة الفنية مشكلة حقيقية

‘’الراي " صنع التميز عالميّا.. والقرصنة الفنية مشكلة حقيقية
  • 648
 حاوره: ع. بزاعي حاوره: ع. بزاعي

ضمّ الشاب أنور صوته للأصوات المنادية بتطهير الراي من الدخلاء والطفيليين، ودعم وتطوير أغنية الراي وما اصطُلح عليه بالراي الاجتماعي. التقته "المساء "في سهرة افتتاح السهرة الأولى لمهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الثامنة والثلاثين، لمحاورته في مجالات الفن والنوع الذي اختص فيه بأداء مميز للأغنية المغاربية التي كرّست سر نجاحه، وعن سر ارتباطه بمهرجان تيمقاد.

 ما هو إحساسك وأنت تشارك في سهرة الافتتاح؟

— شعور لا يوصَف وأنا أواجه جمهور تيمقاد بارتياح في سهرة افتتاح الطبعة إلى جانب طاوس، الجابوني، بلبش، خلاص وفرقة "الرحابة الأصيلة. وتغمرني الفرحة وأنا أستعيد ذكرياتي مع مهرجان تيمقاد في أكثر من 06 مشاركات.

  ماذا يمثل بالنسبة لك المهرجان؟

— مهرجان تيمقاد مع تقدم طبعاته أثبت أنه رمز للثقافة الجزائرية. ومشاركتي فيه تُعد إضافة إيجابية لمشواري الفني؛ فهو بغضّ النظر عن وظيفته الرسالية وبعده العالمي للتشهير بالتراث الجزائري يُعد فضاء فنيا للتنافس فيما بين الفنانين الجزائريين المشاركين؛ إذ بودّي، بالمناسبة، أن أشكر ديوان الثقافة والإعلام على الدعوة مجددا. 

 هل بالإمكان أن يغرس المهرجان ثقافة معيّنة لدى الفنان؟

— وجب لتأكيد حقيقة "نحن جزائريون من الحدود إلى الحدود"، فلقد يستحسن الوسط الفني كل ما يعكس طموح كل فنان بأن يتشبع بالثقافة الفنية، فالمهرجان وما يحمله من دلالات البعد الرسالي لوظيفة الفن، هو، بالدرجة الأولى، دعوة لتثمين كل ما هو جهد فني راق.

   هل تتوقع أن يدرك غاياته المنشودة في العالمية؟

— مهرجان تيمقاد أضحى من المهرجانات الجزائرية الكبيرة، فهناك جهود تُعدّ ثمرة سنين لإعطائه البعد الدولي، فهو رمز من رموز الثقافة الجزائرية، فبالتالي بإمكانه أن يدرك هذه الغاية؛ فهي مسألة وقت فقط. ولن أشكّك في جهود الدولة التي ترعى المهرجان منذ إعادة بعثه، خصوصا أنه اكتسب شهرة عالمية، وهذا شرف كبير للجزائر فإننا نتفاءل خيرا مقارنة بسنوات الكساد الثقافي.

  خضت في السنوات القليلة الماضية تجربة فنية أخرى، ما سبب ذلك؟

— هي مجرّد محاولات بحث لتطوير الأغنية. وفي نظري الانفتاح على الطبوع الموسيقية يندرج ضمن هذا المسعى، فأنا أؤدي الأغنية المغاربية والأندلسية، وأديت الأغنية اللبنانية بكلمات جزائرية..

  ما ردّك على من يصفون لون الراي بفن أعراس فقط؟

— الفن ليس له حدود، وأعتبر الأغنية الجزائرية أغنية كبيرة من خلال التراث الفني الكبير المشكّل لسجلها، فالراي بقدرته صنع التميّز عالميا، فهو الفن الجزائري الوحيد الذي استطاع الوصول إلى العالمية؛ فهو بقدرته صنع التميّز عالميا، فعندئذ فهو فن أصيل، فهو، بالتالي، إنجاز كبير برواده أمثال أحمد وهبي، خالد ومامي. أما عن الدخلاء الذين أفسدوا الكلام فكان الأجدر بهم مراعاة الذوق باعتبار الفن مدرسة تربوية، فالفنان بأخلاقه كفيل بالتأثير على الذوق. وأنا من دعاة تطهير الراي من الدخلاء والطفيليين واعتماد ما اصطُلح عليه بـ "الراي" الاجتماعي، اللون الذي يأخذ في الحسبان وظائف التربية التي تسهم في صناعة الفن..

   كفنان، هل تصادفك مشاكل مع المنتجين؟

— لم تعد هناك مشاكل مطروحة في هذا الخصوص مقارنة بوقت سابق أمام التطور الحاصل في تكنولوجيات الإعلام والاتصال وانتشار الأنترنيت بشكل واسع، وحتى العقليات البائدة التي كانت في وقت سابق تعمل على توجيه الفنان تلاشت.

  وماذا عن ظاهرة السرقة الفنية، هل بالإمكان معالجتها؟

— المشكلة مطروحة وليس بالسهولة محاربتها، فالقضية مطروحة بالنسبة لكل إبداع سواء كان فنيا أو أدبيا، وحتى الأفلام الكبيرة المميزة يتم قرصنتها بسهولة كبيرة. وفي اعتقادي فإن القضية تحتاج لتجند كبير.

  متى تشرّف سكان الأوراس "بديو" مع أحد فناني المنطقة؟

— يشرفني ذلك كثيرا كلّما توفّرت لديّ فرص إنجاز هذا العمل الذي يحتاج للدقة لتمرير الرسالة الهادفة؛ لأنني أستلهم الغناء الشاوي من رواده أمثال المرحوم عيسى الجرموني.. أروع صورة ومثال لقيمة هذا الفن التراثي الأصيل ومن بحثوا في تطويره، على غرار المرحوم كاتشو.. أتمنى أن تتاح لي فرصة مع بلبش أو غيره من فناني منطقة الأوراس.

 وماذا عن جديدك؟

— أنا حاليا بصدد التحضير لألبوم سيصدر خلال 3 أشهر على أكثر تقدير، فضلا عن حفلات سأقيمها خلال الصائفة الجارية. 

  ماذا تريد أن تقول في الختام 

— أتوجه بالشكر لجريدة "المساء" التي منحتني فرصة التعبير عما أكنّه من احترام كبير لقرائها. وأجدد شكري للجريدة على اهتمامها بالفنانين، وأغتنم الفرصة للإشادة بجهود القائمين على مهرجان تيمقاد الدولي، آملا في مشاركات أخرى وإسعاد جمهوري الوفي بباتنة.