العلوم الإسلامية

‘’الأصالة" تناقش الرصيد التاريخي والتفعيل الحضاري

‘’الأصالة" تناقش الرصيد التاريخي والتفعيل الحضاري
  • القراءات: 914
د.مالك د.مالك

تنظم مؤسسة "الأصالة" للدراسات والاستشارات الإسلامية، يومي 15 و16 مارس 2022 في الجزائر، مؤتمرا دوليا عنوانه الرئيسي "العلوم الإسلامية من الرصيد التاريخي إلى التفعيل الحضاري".

وجاءت ديباجة المؤتمر تقول "بالاعتماد على أدوات التحليل التاريخي والنفسي والاجتماعي؛ قدم الأستاذ الكبير والمفكر القدير مالك بن نبي تفسيرا لنشوء الحضارة، من أهم مرتكزاته "الفكرة الدينية"، فاعتبر أنها ذات الأثر الأبرز في تكوين الحضارة، واستمرارها، لأنها تشحذ المجتمع بالهدف والغاية، وتجعل الحياة ذات دلالة ومعنى، فضلا عن كونها تروض الغرائز، وتمنح العقل معالم هادية للتفكير والتدبير". استطردت الديباجة "هذا الذي نظر له الأستاذ مالك، رحمه الله؛ تمثل في قصة الحضارة الإسلامية بأجلى التمثلات وأوضحها، فكان الإسلام بما حمله من أفكار وغايات حية، ومستحيية؛ الإضافة النوعية التي جعلت الإنسان السابق على الحضارة (الإنسان الفطري) إنسانا متحضرا، وجعلت تلك القبائل العربية البدوية المشتتة أمة واحدة، ثم حضارة رائدة".

وإذا كان كذلك؛ فإنّ العلوم الإسلامية هي المنظومة المعرفية التي دارت عليها الفكرة الدينية الإسلامية، فهذه العلوم هي التي استكشفت معاني الإسلام ومقاصده، ثم كشفت عنها، وفسرتها، وقربتها. وكانت منظومةً فريدة من طرازها، متميزة عن كل مثال سابق أو نموذج لاحق، بخصائص استمدادية، ومنهجية، وغائية متفردة، جعلتها ولادة ومنتجة للنظريات والعمليات المثلى في معظم المجالات الحيوية.

كان كلما أصاب الأمة والحضارة شيء من الوهن والاختلال، عمدت إلى إحياء علوم الدين، أي منظومة العلوم والمعارف الإسلامية، بحيث تُبعث من الرقود، ويُطرد عنها البرود والجمود، وتصفّى مما عَلِق وعُلّق بها من أغلاث الموت والإماتة، إماتة الإرادة الحضارية، إماتة الحركة الحضارية، إماتة التجديد الحضاري، إماتة التدافع الحضاري، حتى يصل الأمر إلى إماتة الذات الحضارية كلية. فكان استحياء الحضارة من جديد دائرا كل مرة على استحياء علوم الدين من جديد.

في الضفة المقابلة للتحضر الإسلامي، وبينما كان المسلمون يعيشون ويؤسسون لعصر الحكمة والأنوار، وينشرونه في الأصقاع التي بلغتها دعوتهم؛ كانت تلك الضفة تعيش عصر الظلمات، وكان الدين والتدين عنصرا مميتا ومخدرا، أو هكذا زعموا، فهي مسألة للتحقيق، وتحتمل الكذب على التاريخ، لتسويغ القطيعة التي أُحدِثَت مع كل ما هو ديني، وإلاهي، وروحي، وغيبي، ونبوي. فقامت مدنية غربية وأخرى تغريبية على عقيدة وفلسفة قديمة جديدة، ألا وهي: ‘عبادة العِجْل’، الرامزة إلى إنكار الألوهية الحقة، والاستعاضة عنها بتأليه المادة، وتعبيد الإنسان لغرائزة الجامحة، بلا قيد أو ضابط.

لم يكن لهذه العقيدة والفلسفة أن تقوم وتستديم إلا بالعولمة والتعميم، مع طرد الدين القويم، والتديّن الواعي والرصين، ومحو ما يمت إليه بعلة أو سبب، ولم يجد نابلُهم خيرا من منظومة العلوم الإسلامية مرمًى لغايته الهدّامة.

ولئن كان ذلك سياقا من خارج؛ فالسياقات الذاتية، والداخلية، والبنيوية، وشروط البيئة المحيطة؛ ضليعة بشكل مباشر وحاسم جدا، فيما آلت إليه منظومة العلوم الإسلامية من عدم الفاعلية الحضارية، وهذا حكم نستجيز السبق إلى تقريره، لنعده إشكالية هذا المؤتمر، التي نقترح الوقوف عليها بالتشخيص والتحليل المتشعّب، والمتعدد المناحي، بغية الخلوص إلى اقتراح رؤًى جديدة، وأهداف جديدة، ومضامين جديدة، ومناهج وآليات جديدة، تستعيد بها العلوم الإسلامية قدرتها على الفاعلية الحضارية.

تتلخص إشكالية المؤتمر في سؤال جوهري، وهو كيف نمكّن العلوم الإسلامية بمفهومها الأكاديمي التخصصي، من مواجهة التحديات المعاصرة، انطلاقا من الرصيد التاريخي الكبير، لتساهم في تحقيق الفعالية الحضارية مجددا؟

من أجل المشاركة، يشترط المؤتمر تقديم ملخصات وافية، تتضمن الفقرات الآتية: الإشكالية، أهداف البحث، الخطة التفصيلية، النتائج المتوقعة، أهم المراجع، وذلك قبل تاريخ 31 جويلية 2020. وأن تكون المشاركة ضمن محور من المحاور، وألا يكون العمل قد سبق المشاركة به في فعالية علمية أخرى، والمشاركات الدولية ستكون عن طريق الوسائط الالكترونية: zoom; google meet، وفي حال استمرار الحجر الصحي على التجمعات والفعاليات العلمية وطنيا، ستكون جميع المشاركات بالبث الإلكتروني.

يتم قبول 12 محاضرة (30 د لكل محاضرة) تقدم للحضور في القاعة الأساسية، و36 مداخلة (15د)، تقدم في ست ورشات مرافقة للمؤتمر في نفس الوقت، وترسل المشاركات إلى البريد الإلكتروني: assalamutamar2@gmail.com

"الأصالة" للدراسات والاستشارات الإسلامية، مؤسسة جزائرية غير حكومية، تتشوف إلى الإسهام في تفعيل دور العلوم الإسلامية في بناء الإنسان والمجتمع الجزائري الذي يحقق لوطنه وأمته الإقلاع الحضاري، والتنمية المستدامة، من خلال تقديم المعرفة الإسلامية الصحيحة، حيث أن المعرفة بمختلف أبعادها، ومنها البعد الإسلامي؛ هي أهم ركائز النهضة الحضارية الشاملة.

كما تنظر المؤسسة إلى الإسهام في تعزيز المرجعية الإسلامية، التي تأخذ الخصوصيات الجزائرية والمغاربية بعين الاعتبار، حتى يكون فهمُنا للإسلام -كما كان عبر تاريخنا- عامل تحفيز، وإضافة، ووِحْدة، وانسجام، وتغيير دائم نحو الأفضل.