ينظمه المركز الجامعي ”علي كافي” بتندوف

‘’أثر اللهجات المحلية في التواصل الاجتماعي والثقافي” في ملتقى وطني

‘’أثر اللهجات المحلية في التواصل الاجتماعي والثقافي” في ملتقى وطني
المركز الجامعي ”علي كافي” بتندوف
  • القراءات: 1665
لطيفة داريب لطيفة داريب

ينظم المركز الجامعي علي كافي بتندوف في الرابع ديسمبر المقبل، مؤتمرا وطنيا بعنوان التخطيط والتعدد اللغوي وأثر اللهجات المحلية في التواصل الاجتماعي والثقافي، من منطلق أن الجزائر تزخر بثروة عظيمة في مجال اللهجات بتنوعها وتعدد مشاربها؛ فهي تمثل حالة لغوية فريدة؛ باعتبارها وعاء ناقلا للخصوصيات الثقافية والاجتماعية وتفاعلات المجتمع الجزائري في كل جوانب مكوناته ونشاطاته.

جاء في ديباجة ملتقى التخطيط والتعدد اللغوي وأثر اللهجات المحلية في التواصل الاجتماعي والثقافي، أن قضية النقاش الدائر حول التعدد والتنوع اللغوي في الجزائر، مرتبطة بمسألتي السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي، حيث تنخرط في تفاصيلهما وتبني الخيارات المتعلقة بهما المؤسسة الرسمية (الدولة) ومؤسسة المجتمع (المجتمع المدني)، وهو، بلا ريب، نقاش إثراء وتثمين يخدم في النهاية الرؤية التي تحقق الغاية من التعدد اللغوي الذي يفرض نفسه كواقع مؤثر في المجتمع، ولهذا فإن الوضع اللغوي بالجزائر هو عبارة عن مزيج متحرك ومتفاعل مع اللغات الوطنية والأجنبية، والتي لها مبرراتها وجذورها التي أثرت في الأبعاد الثقافية والاجتماعية والمعرفية في البلاد.

بالمقابل، من أبرز النتائج التي أفرزتها الظروف التاريخية التي شاهدتها البلاد، نجد ظاهرتي الاحتكاك اللغوي والصراع اللغوي، اللذين غالبا ما أنتجا أنواعا شتى من مظاهر التعدد اللغوي. هذا التفاعل بين اللغات، بالتأكيد، غني، لكنه يشير إلى واقع معقد، كما يقول برنار صبولسكي: الصراع الذي يتمثل أساسا في تبنّي وفرض استخدام إحدى اللغات على كثير من المتكلمين اللغات أخرى. وسواء أكانت سياسة الإملاء أو الضغط نتيجة متوقعة لسياسة لغوية مخطط لها سلفا أم كانت نتيجة حتمية أملتها عوامل اجتماعية طارئة أخرى، فإنها، بلا شك، أورثت جملة من التحديات التي تهدد سلامة البنية الاجتماعية، التي أضحت حقيقة مصدر قلق لكثير من الناس.

ومن هنا يتجلى سر اهتمام المنظمين بموضوع التعدد اللغوي؛ من خلال التركيز على مسألتي السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي، اللذين يؤثران، بصفة مباشرة، في المحافظة على اللغة وظاهرة التحوّل اللغوي. كما يندرج موضوع هذا الملتقى الوطني ضمن مجال الدراسات في علم الاجتماع اللغوي، الذي يعنى بدارسة تفاعل اللغة مع المجتمعات المتسمة بتعددها اللغوي، وذلك بالتطرق للإشكالية الآتية: ما هو واقع التعدد اللغوي والاتصال اللغوي في الجزائر؟ وكيف يصاحب تطور الوضع اللغوي في الجزائر ضمن تحديد الاختيار اللغوي؟.  وسيحاول هذا الملتقى مناقشة هذه التساؤلات، بهدف إلقاء نظرة تحليلية على كل من المفاهيم المنضوية تحتها والممارسات الفعلية المتعلقة بالتعدد والتخطيط اللغوي.

وفي إطار آخر، يضم الملتقى انعكاسات تدابير السياسة اللغوية على التعدد اللغوي في الجزائر، واللهجات المحلية في الجنوب الجزائري، جذورها ومميزاتها، والخصائص اللغوية في اللهجة الحسانية، وعلاقة التعدد اللغوي بالأدب والتعليم والإعلام في الجزائر، والممارسات اللغوية في الجزائر، والتنشئة الاجتماعية ودورها في إثراء التعدد اللغوي في الجزائر، ودور المخطوطات والأدب الشعبي في الحفاظ على الموروث اللغوي في الجنوب الجزائري.