مسجد سيدي علي الكبير بسكيكدة

ڑتحفة معمارية في غاية الروعة

ڑتحفة معمارية في غاية الروعة
  • القراءات: 1676
❊بوجمعة ذيب ❊بوجمعة ذيب

يعد مسجد سيدي علي الكبير المتواجد بمدينة القل (غرب عاصمة ولاية سكيكدة)، واحدا من بين أهم المعالم الأثرية التي تزخر بها عاصمة شولو الساحلية، والمسجد أو الجامع الكبير، كما يحلو لعامة القليين تسميته، بني حسب المصادر التاريخية أثناء التواجد العثماني بالمنطقة بين القرنين 15 و16 الميلاديين، وبالضبط سنة 1756، ليعاد بناؤه من قبل أحمد باي القلي، أحد جنود الجيش الانكشاري، ثم أغا محمية القل، وبعدها باي قسنطينة. مع العلم أن أحمد باي القلي يعد جدّ آخر بايات قسنطينة الحاج أحمد باي،  خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1826 و1837.

عن فكرة إنجازه، أشارت نفس المصادر إلى أن أحمد باي القلي وعندما وطئت أقدامه عاصمة شولو، أقسم يمينا مغلظة بأن يبني بها مسجدا، فكان له ما أراد.. أما عن هندسته، فرغم أن المسجد أنجز خلال الحكم العثماني في الجزائر، إلا أنه يحمل إيحاءات رومانية خالصة متميزة، لاسيما أن جزءا منه بني ببعض الآثار الرومانية كالأعمدة البيضاء الداخلية المصفوفة مثل لعبة «الضامة»، بشكل متناسق وفي خطوط مستقيمة ومتوازنة، تزينها تيجان رومانية. أما الأبواب والنوافذ فاصطبغت بالمسحة العربية الإسلامية، وقد أظفت الألوان المختلفة لزجاج النوافذ بهاء زاد في هيبة المكان.. أما منارتها القصيرة، فتبقى فريدة من نوعها بالمنطقة، شامخة وصامدة كأنها تحاول وبكبرياء وتحد وفخر، أن تذكر زائري القل بأصالة القليين وتمسكهم بالدين الإسلامي الحنيف المتسامح.

للإشارة، فإن مسجد سيدي علي الكبير بالقل، المتواجد عند مدخل المدينة قرب الميناء، ويتوسط جبلين، يعد من بين أهم المعالم الوطنية المصنفة وواحد من بين أقدم المساجد على مستوى الشرق الوطني، استفاد في أول الأمر من مبلغ مالي قدره 25 مليون دج للقيام بأشغال الترميم والصيانة، ثم خضع لعملية إعادة تقييم ثانية، بعد أن أشرف على الدراسة مكتب متخصص ومعتمد من قبل وزارة الثقافة، لتتجاوز تكلفة الترميم والصيانة الـ03 ملايير سنتيم. كما تم خلال أشغال الترميم سنة 2011، العثور بداخله على موقع أثري يتمثل في معبد الإله نبتن إله البحر والمحيطات، حسب الأساطير الرومانية، مما يعني أن المسجد كان خلال الفترة الرومانية معبدا لهذه الآلهة، وتحول إلى زاوية لتدريس القرآن الكريم، وكان أول من درس فيه، الشيخ سيدي علي الكبير الذي أصبح هذا المسجد يحمل اسمه إلى الآن.

بوجمعة ذيب