شهدت العاصمة المصرية القاهرة أخيرا، أعمال الدورة الـ21 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في العالم العربي، تحت شعار "المشروع الثقافي العربي أمام التحديات الراهنة". أخذ المؤتمر علما باقتراح يتعلّق بتخصيص يوم 13 أكتوبر من كل عام، يوما للرواية، ودعا "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" (ألكسو) إلى التنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، من أجل اتخاذ الترتيبات لإدراج هذه المناسبة في قائمة الأيام الدولية المُحتفى بها.

أقر المؤتمر "الجائزة العربية للمبدع الشاب" في ثلاثة مجالات ثقافية، وقيمتها 15 ألف دولار أمريكي كحد أدنى، على أن تخصص دورتها المقبلة لـ«الإبداع حول القدس"، وتقام حفلة تسليمها في المغرب. كما أقر اختيار الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش رمزا للثقافة العربية للعام 2018، "ألكسو" إلى استحداث وسام اِستحقاق يمنح إلى الرموز الثقافية التي يقع عليها الاختيار، ورحب بمبادرتها استضافة الاحتفال باليوم العربي للشعر في مقرّها في شكل دائم. أشاد المؤتمر باختيار جامعة الدول العربية ضيف شرف الدّورة الخمسين لـ«معرض القاهرة الدولي للكتاب"، ودعا الدول العربية إلى تكثيف مشاركتها في تلك الدورة التي ستعقد في (كانون الثاني) يناير المقبل.

كما دعا الدول العربية إلى الاحتفال باليوم العربي للشعر وبالشاعر المُحتفى به طيلة السنة، على أن تخصص دورة عام 2019 للشاعر السعودي الراحل غازي القصيبي. طالب المؤتمر الدول الأعضاء بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح في إمارة الشارقة (دولة الإمارات)، تنفيذ مضامين الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية.

اِطّلع المشاركون في المؤتمر على التقرير الذي أحالته إليه اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، واللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربيّة، حول "الدور العربي المأمول في مواجهة التحديات التي تتعرض لها مدينة القدس الشريف والأراضي الفلسطينية المُحتلة"، ودعا الدول إلى العمل على تأمين مُشاركة فلسطيني الأرض المحتلة في المشاريع والنّشاطات الثقافية والفكرية العربية.

كما دعا إلى موقف عربي موحد وقوي في اِجتماعات المجلس التنفيذي للـ«يونيسكو"، واجتماعات لجنة التراث العالمي في شأن القدس، والتأكيد على أنها أرض عربية مُحتلة حسب قرارات الشرعية الدولية، ومُكاتبة مدير عام "اليونيسكو" لإبراز الموقف العربي الواحد والراسخ من عروبة القدس. وتقرر أن تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر، والموافقة على اختيار مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتطويرها موضوعا رئيسا لتلك الدورة.

أوصى المؤتمر الدول العربية ببذل الجهود لتنفيذ إصلاحٍ ثقافي شامل، يؤسس سياساتها الثقافية على تشخيص دقيق لواقع الإنتاج والممارسات الثقافية. ودعا إلى تعزيز مكانة المعرفة وما يرتبط بها من صناعات إبداعية خلاقة، بما يجعل الدول العربية قادرة على المشاركة في منظومة الإنتاج المعرفي العالمي، مع المحافظة على خصوصيات كيانها الثقافي والحضاري.

أقيم المؤتمر بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"،  وترأسته وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم وشاركت في أعماله الأردن، الإمارات، البحرين، تونس، الجزائر، جيبوتي، السعودية، السودان، الصومال، العراق، عُمان، فلسطين، الكويت، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب، موريتانيا، واليمن.

ناقش المؤتمر وثيقة العقد العربي للحقّ الثقافي (2018-2027) في صيغتها النّهائية. وسعى المؤتمر إلى تأكيد اعتبار القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، وتوأمتها مع كل عاصمة ثقافية عربية يُحتفى بها، ومواصلة الفعاليات والأنشطة الثقافية المؤكدة لعُروبة القدس، ثقافة وحضارة ومصيرا، وأخذ المؤتمر علما بطلب دولة ليبيا اقتراح مدينة "بنغازي عاصمة للثقافة العربية للعام 2002"، واطلع على العرض الذي قدمته المنظمة بخصوص مشروع إنشاء القناة الثقافية العربية، ورأى أن هذه التوصية يُعاد طرحها من اجتماع إلى آخر من دون التوصل إلى تحقيق الهدف المنشود، وأقر شطب هذا البند نهائيا من جدول أعمال المؤتمر في حال عدم التوصل إلى المطلوب.

تقررت متابعة تنفيذ بيان الرياض الصادر عن الاجتماع الثالث لوزراء الثقافة في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في نيسان (أفريل) 2014. واطلع المؤتمر على تقرير الاجتماع المُنعقد في القاهرة بتاريخ 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 في هذا الشأن، وقرر تشكيل لجان فنية مُشتركة تحت إشراف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للبدء بتنفيذ المشروعات المُتّفق عليها، وتقرر دعم اتّجاه "الألكسو" في نشر اللغة العربية والثقافة العربية في جمهورية جزر القمر المتحدة. وتوجيه الشكر للدول التي ترعى هذه المبادرة وتُساهم في تمويلها.