المطرب نوري الكوفي لـ"المساء":

يكفيني حب الجمهور

يكفيني حب الجمهور
  • القراءات: 2739
حاوره/ بوجمعة ذيب حاوره/ بوجمعة ذيب
يعد المطرب المتزن، نوري الكوفي ابن مدينة تلمسان، واحدا من عمالقة الطرب الأندلسي الحوزي الأصيل، جمع بين الأصالة والمعاصرة، واستطاع بفضل إرادته وعزيمته وأدائه المتميز أن يتبوأ لنفسه مكانة مرموقة في الساحة الفنية الجزائرية بعد أن تعدت شهرته حدود الوطن.. "المساء" التقته بسكيكدة وأجرت معه هذه الدردشة التي فتح من خلالها قلبه.

❊ "المساء": ما سرّ غياب نوري كوفي عن الساحة الفنية؟

نوري الكوفي: السبب يعود طبعا لعدة عوامل منها أن الفن أصبح في قبضة بارونات تنظيم الحفلات، وأيضا إلى غياب الحصص الفنية التلفزيونية المباشرة الجادة وكذا سيطرة المنتجين الخواص على السوق، حيث يعملون على الترويج للغناء الهابط، إلى جانب تفاقم ظاهرة القرصنة التي أصبحت تطال كل ما هو جميل في الفن. أقول لكم بكل صراحة هناك أطرافا غيبتني لحاجة في نفسها وإلا بماذا تفسرون تغييبي وأنا ابن مدينة تلمسان عن المشاركة في فعاليات تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2012 ومنعي أيضا من المشاركة في تظاهرة «الجزائر عاصمة الثقافة العربية».

❊ بماذا تفسر هذا؟

❊ طبعا تعود إلى مواقفي فأنا فنان ملتزم أدافع وبشراسة عن الفن الجزائري الأصيل، أؤديه قلبا وقالبا لكن المؤسف هو أن المغني الذي يؤدي الأغاني الساقطة هو الذي تفتح له كل الأبواب.

❊ انطلاقا مما قلت كيف تنظر إلى واقع الفنان اليوم؟

❊ الفنان الملتزم مهمش بعد أن طغى عشق المال والركض وراءه.

❊ ما هو الحل الذي تقترحه لتطهير الساحة الفنية من الدخلاء؟

❊ أرى أنه بات من الضروري إعادة رد الاعتبار للفن الأصيل بغلق الطريق أمام هؤلاء الانتهازيين.

❊ ما رأيك في بطاقة الفنان؟

❊ شخصيا أرى أن بطاقة الفنان لابد أن تسلم بالترتيب أي حسب الجهد الذي بذله الشخص طوال مشواره الفني، خاصة حيال مساهمته في الحفاظ على التراث الوطني الفني الجزائري الأصيل وكذا ترتيب الفنان من حيث رصيده الفني ومشواره.

❊ هل توجد احترافية فنية لدينا؟

❊ أرى أن الفنان غير مؤطر مما يعني انعدام الاحترافية.

❊ ما الذي قدمه الغناء الأندلسي للجزائر؟

❊ الغناء الأندلسي أصبح موجودا في كل ربوع البلاد، كما أن هناك فرقا أندلسية ومنها الفرقة التي أنشط معها فعناصرها من مختلف مدن الجزائر و ليس من تلمسان فقط ولهذا فإن الطرب الأندلسي أصبح فنا جماهيريا وطنيا.

❊ هل أنت مع ضرورة تدوين الغناء الأندلسي؟

❊ أرى أن الأهم هو أن نقوم بتسجيل كل ما هو موجود من الغناء الأندلسي بعد جمعه وتصحيحه وتنقيحه ثم كتابته، و لا يكون ذلك إلا بتشكيل 03 لجان، واحدة تمثل المدرسة التلمسانية والثانية مدرسة الصنعة بالعاصمة والثالثة مدرسة المالوف بقسنطينة، ثم تقوم هذه اللجنة التي تضم في صفوفها مختصين وباحثين بدراسة وتنقيح التراث الجزائري الأصيل من أجل إثبات صحته على أساس أنه تراث غنائي جزائري ثم يدون.

❊ هل أنت مع المطرب الذي يؤدي مختلف الطبوع؟

❊ أنا مع المطرب الذي يؤدي طبعا غنائيا واحدا، لأن تعدد الطبوع في الأداء الغنائي تقتل الفنان.

❊ هل أنت مع الذين يقولون إن اليهود القدامى لعبوا دورا في الحفاظ على النوبة الأندلسية؟

❊ طبعا اليهود القدامى لعبوا دورا كبيرا في الحفاظ على كل النوبات الأندلسية من أمثال إدمون ياسيل.

❊ هناك من ينفي وجود 24 نوبة؟

❊ لا أحد يستطيع القول بوجود 24 نوبة أو 12 نوبة، فهذه الأخيرة نعرفها ونلمسها من خلال الكلمات الموجودة وبالتالي فكل نوبة تؤدي حسب المقطع وحسب الزمن الذي يتماشى والمقطع.

❊ ماذا منحك الفن؟

❊ منحني محبة واحترام وتقدير الناس وهذا يكفيني.

❊ هل من كلمة أخيرة؟

نوري الكوفي: أشكر يومية المساء التي أتاحت لي هذه الفرصة ومن خلالها أؤكد على ضرورة الاهتمام بالفنانين القدامى الذين أسسوا للتراث الغنائي الجزائري وحافظوا عليه.