"يا ولفي مريم" بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي

يد الطبقية تغتال الحب

يد الطبقية تغتال الحب
  • القراءات: 867
دليلة مالك  دليلة مالك
قدّمت الجمعية الثقافية صرخة الركح من تمنراست مساء أول أمس، آخر مسرحية لها عنوانها "يا ولفي مريم" للمخرج عزوز عبد القادر بالمسرح الوطني الجزائري، وهو عمل يحاول نقل قصة حب جمعت الحسناء بنت العزّ "مريم" بالفقير "الوناس"، لكنها ما لبثت أن تُغتال بيد الطبقية الواهية وتمسك المجتمعات العربية بالظواهر الاجتماعية، التي تبدو بالنسبة لهم أكثر من عقيدة.
وسط حضور متواضع للجمهور ولمدة 75 دقيقة، وفي تجربة أولى بالنسبة أطل المخرج عزوز عبد القادر بعمل مسرحي يضم عددا كبيرا من الممثلين بعد أن تفوّق على نفسه في مونودرام "نوارة" و"ريق الشيطان"، اللذين شكّلا نجاحا بالنسبة لمساره الفني إلى جانب الممثلة المتألقة وهيبة باعلي، والتي لم يستغن عنها المخرج كذلك في هذه المسرحية وأسند لها دور البطولة.
ألقُ وهيبة باعلي لم يتجلَّ بالقدر المنتظَر، خاصة لمن يعرف إمكانياتها في التمثيل، وحاولت عبثا أن تجد نفسها وسط قصة مسرحية، الأغلب أن نصها تعرّض لإعادة الكتابة على الخشبة، لكن بدون توفيق، ففي البداية بدت الفتاة "مريم" أصيلة من عائلة مرموقة، ولكن سرعان ما ظهرت أنه تم تبنّيها، ثم "حمادو" الذي بدا أباها لكنه غريب عنها وكان طامعا في الزواج بها، إضافة إلى ابن عمها مصطفى المتيم بحب مريم كذلك، يتفق مع حمادو للإطاحة بالعاشق لوناس.
القصة جميلة كونها تتضمن موضوع الحب، لكن لم يصل إحساسه إلى المتفرجين. وفي تطور سريع للأحداث لم يتمكن الحاضرون من فهم بعض المشاهد والاستمتاع بأطوار الحكاية التي لم نلمس فيها آلام العشق وأنين الشوق. كما تميزت بمراحل من الفتور والرتابة، ومراحل أخرى بالحركة في مختلف أرجاء الخشبة.
فبين مريم التي تنحدر من الأرستقراطية الترقية والوناس الحرفي البسيط الذي يهوى الموسيقى، تولّد ولع كبير، يحاول من أجله هذان المحبان كسر هذه القواعد الاجتماعية، وتقرر مريم الشجاعة كسر الطابوهات، وتذهب لمقابلة لوناس الذي أُسند دوره للفنان صادق يوسف. ومن خلال حبكة درامية بسيطة ووسط ديكور يصوّر منطقة الأهقار تتوالى الأحداث وتتشابك إلى أن تتحول قصة الحب بين مريم ولوناس إلى موضوع حديث القبيلة.
أدرج مخرج المسرحية الذي حرص على إضفاء ألوان أخرى على تصميمه للمسرحية، رقصات وأغاني لقيت استحسان الجمهور، ولكونه لم يتحمل أن يُلحق مجرد خادم مثل هذا العار بأسياده، يتآمر مصطفى ابن عم مريم المتيّم بها ضد وناس ويوقعه في فخ، وينتهي به الأمر إلى قتله.
ويحاول والد مريم ووالدتها وخادمتها وأهل القبيلة في نهاية العرض المسرحي، شرح القواعد الاجتماعية؛ حيث يساندها البعض، فيما يرفضها البعض الآخر.
جدير بالذكر أن توزيع أدوار هذه المسرحية بين ممثلين هواة من تمنراست وتقرت وباتنة وتيزي وزو، مكّن من تقديم عمل ديناميكي.
وسيتم عرض مسرحية "ولفي مريم" المدرجة في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015"، في جولة عبر 10 ولايات بالوطن.