وهران تستقبل مهرجان المسرح العربي في غياب ثقافة الإشهار

وهران تستقبل مهرجان المسرح العربي في غياب ثقافة الإشهار
  • القراءات: 689
خ. نافع خ. نافع

بحلول شهر يناير من سنة 2017، بدأ العد التنازلي لاحتضان وهران الطبعة التاسعة لمهرجان المسرح العربي واستقبال ضيوفها من مختلف المدن العربية، بداية من العاشر من الشهر الجاري، في غياب تام للإشهار المسبق لهذا الحدث المسرحي المهم، لجلب الجمهور العريض خاصة في ظلّ غياب ثقافة مسرحية عند الجزائري.

وحسب الأستاذ زهير مالكي من كلية الآداب والفنون بجامعة وهران، لابدّ من توظيف التكنولوجيات الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعية، وإدراج متعاملي الهاتف في عملية الإشهار من خلال بعث رسائل قصيرة، مثلا، إلى جانب العمل مع الجامعات في مدينتي وهران ومستغانم المعنيتان باحتضان المهرجان، بالتنسيق مع الثانويات، وبرمجة عروض خاصة بهذه الفئات في توقيت يسمح لهم بالحضور.

أكد الأستاذ أن نجاح أية تظاهرة ثقافية في مدينة ما، لا يتحقّق إن لم تحظ بالإعلام اللازم لتحسيس الجمهور بوجود مثل هذه التظاهرات بمدنهم، كما يرى أنّ احتضان وهران لمهرجان المسرح العربي بكلّ ما ستحمله هذه الطبعة من زخم فني مسرحي طيلة عشرة أيام، مكسب لمدينة غابت عنها لسنوات مثل هذه الفعالية المسرحية التي ستسمح لطلبة التخصّص والمهتمين بالاحتكاك بالمسرحيين العرب وكذا الفنانين.

من جهتها، رحبت الممثلة المسرحية فضيلة حشماوي باختيار عاصمة الغرب الجزائري لاحتضان هذا العرس الثقافي الكبير، الذي سيعود بالفائدة على الجميع -كما قالت- من ممثلين وجمهور المسرح والمدينة نفسها التي تملك مسرحا من أجمل مسارح العالم، بينما اعترفت السيدة حشماوي بصعوبة إعادة الجمهور للمسرح، كما كان عليه في السابق، بعد القطيعة التي تسبّبت فيها سنوات الجمر، زيادة على وسائل التكنولوجيا والوسائط الإلكترونية التي طغت على الحياة الاجتماعية عندنا،  وجعلت من المتلقي شخصا خاملا لا يكلّف نفسه عناء الخروج من بيته لمشاهدة عرض مسرحي أو فيلم سينمائي، ناهيك عن مستوى العروض المتواضعة في أغلبها، والتي لا تقنع الجمهور في الكثير من الأحيان، حسبها، متسائلة عن سبب عزوف المستثمرين ورجال الأعمال الجزائريين عن الاستثمار في قطاع الثقافة، بعدما فتحت لهم الأبواب، على غرار العديد من البلدان العربية، في مجال المسرح، السينما، الفنون الجميلة وغيرها باعتبارها من الحلول التي من شأنها أن ترفع من قيمة الإبداع الثقافي والفني في بلادنا.

بينما وجهت نصيحة لشباب المسرح بالعمل من أجل تقديم إنتاج جيد يمس واقع المجتمع الجزائري، وليس من أجل المشاركة في المهرجانات والتتويج فقط، وهذا ما كان يفعله جيل المرحوم علولة الذي كان ينتقل بالمسرح للجمهور عندما كان يغيب عنه ويمسّ جميع فئات المجتمع تلاميذ المؤسسات التربوية والجامعات، وحتى مرضى المستشفيات ونزلاء المؤسسات العقابية، وهو ما يعمل مسرح وهران على تحقيقه حاليا.

ثقافيات

مكتبتان بلديتان جديدتان بسوق أهراس

ضمن برنامج الصندوق المشترك للجماعات المحلية، تعزّزت فضاءات القراءة بولاية سوق اهراس بمكتبتين بلديتين جديدتين افتتحتا بكلّ من المشروحة والتجمع السكني الثانوي عين سنور (لحنانشة). وأوضح مدير الثقافة بالمناسبة أنّه بهذين الإنجازين فإنّ عدد المكتبات البلدية في هذه الولاية يصل حاليا إلى 21 مكتبة، تمّ تجهيزها كلّها وتدعيمها بعدد معتبر من العناوين في شتى العناوين والتخصصات، مضيفا أنه تم ربط المكتبتين البلديتين لكلّ من المشروحة ولحنانشة بشبكة الأنترنت. 

وذكر المسؤول أنه تم خلال السنتين الأخيرين في ولاية سوق أهراس وفي إطار برنامج الهضاب العليا، فتح 9 مكتبات بلدية تم تجهيزها وتشغيلها ببلديات تاورة وسيدي فرج ومداوروش وبئر بوحوش وأم لعظايم وسوق أهراس وتارقالت وسافل الويدان ووادي الكبريت. 

ولتدعيم هذه الفضاءات، تم في مطلع عام 2016، استلام هبة من وزارة الثقافة تضم 38680 كتابا في العديد من المجالات والتخصّصات الثقافية والعلمية والأدبية، وزّعت على 9 مكتبات بلدية بمعدل حوالي 2684 كتابا للمكتبة الواحدة، فضلا عن تزويدها «عما قريب» بحصة أخرى بـ7430 كتابا لكل مكتبة كذلك. 

كما تمّ في مطلع السنة المنقضية 2016، فتح 135 منصب عمل بالمكتبات البلدية التابعة لقطاع الثقافة عبر الولاية، وهي المناصب التي استفاد منها طالبو التوظيف القاطنون بالبلديات التي توجد بها تلك المكتبات. 

وفضلا عن ذلك، تم استلام في الولاية، المكتبة العمومية الولائية للمطالعة، وهي المنشأة التي تضم قاعة مطالعة للكبار بـ250 مقعدا وأخرى للصغار بـ100 مقعد وقاعة أنترنت وأخرى للأرشيف، إلى جانب جناح إداري. 

كان حفل تدشين هذين المرفقين فرصة لانطلاق تظاهرة «مكتبتي بيتي الثاني» التي بادرت إلى تنظيمها الجمعية المحلية «جسور» للثقافة والفنون، بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، وستتواصل التظاهرة إلى غاية نهاية مارس المقبل وتهدف أساسا إلى تشجيع القراءة وإعادة الاعتبار للمكتبة  وتنمية الذوق الجمالي لدى الطفل، حسبما أوضحه رئيس الجمعية عبد الغني بومعزة. 

«مخبر الكوميديا» بوهران

ستنظّم الطبعة الثالثة من المسابقة الانتقائية للشباب الفكاهيين «مخبر الكوميديا» يومي 27 و28 يناير المقبل بوهران، حسبما علم من المنظمين. وقد أبدى حوالي مائة من المواهب الشابة الذين ينشطون بمختلف ولايات غرب الوطن، رغبتهم في المشاركة في هذه المسابقة، حسب محمد ميهوبي رئيس الجمعية الثقافية «الأمل» المبادرة لتنظيم هذا الموعد الفني. وأشار السيد ميهوبي إلى أنّ التسجيلات تبقى مفتوحة إلى غاية الموعد المحدد للشباب الراغبين في المشاركة في هذه المسابقة الانتقائية التي ستجري على ركح «المسرح الصغير» لجمعية «الأمل». 

وسيتم اختيار 40 فائزا في نهاية هذه المسابقة التي تتضمّن عرض مونولوج قصير، وأشار المتحدّث إلى أن الفائزين سيكون لهم حق المشاركة في البرنامج التلفزيوني «مخبر الكوميديا» المبرمج من قبل المحطة الجهوية لوهران للتلفزيون الجزائري الذي يدعم هذا العمل الرامي إلى ترقية المواهب الشابة. 

وستحيي الجمعية الثقافية «الأمل» في هذا العام الذكرى السنوية الـ40 لتأسيسها من خلال تنشيط تظاهرات فنية بعنوان «الأسبوع المسرحي»، تعرف هذه الجمعية باستثمارها المتواصل في تكوين المواهب الشابة الذي شهد ديناميكية جديدة منذ عام 2015 في أعقاب تأسيس «المسرح الصغير» الذي يتسع لـ70 مقعدا ويسمح بتنظيم تربصات وعروض بمقر الجمعية. 

الجزائر تتدعم بـ«الغواصة» 

تم بشارع كريم بلقاسم في الجزائر العاصمة، تدشين فضاء جديد يحمل اسم «الغواصة»، مخصّص للفنون ومعارض الرسم، يتوفر الفضاء الذي سيعمل من الآن فصاعدا كرواق لتنظيم معارض، على فضاءات أخرى تجري تهيئته لاحتضان مقهى أدبي وأستوديو لما بعد الإنتاج السينمائي وفضاء للعرض ولتنظيم لقاءات. 

يرمي هذا الفضاء الجديد إلى توفير فضاء ثقافي جواري في العاصمة، مفتوح على جميع الفنون لكي يحتضن مشاريع فنية تجديدية وورشات تكوينية مفتوحة للجمهور العريض، حسبما أعلن أحد المبادرين بالمشروع، ياسين تقية. 

وبعد تدشين هذا الجزء من الرواق، يعكف المبادرون بالمشروع حاليا بالتعاون مع فنانين من مدرسة الفنون الجميلة ومهندسين معماريين على تهيئة توسعات هذا الفضاء. وبهذه المناسبة، عرض الفنان التشكيلي «بوب-آر» هشام غاوة المعروف باسم «موسطاش»، جميع أعماله المعروفة في شبكات التواصل الاجتماعي، وهي سلسلة بورتريهات رقمية لفنانين وشخصيات تاريخية. 

اقترح الفنان على الجمهور سلسلة أولى من البورتريهات الرقمية أنجزها باستعمال الحاسوب للفنانين عمر الزاهي وكمال مسعودي والهاشمي قروابي وحيمود إبراهيمي وعثمان بالي، كما أراد الفنان الإشادة بطريقته، برجال الثقافة الذين اغتيلوا خلال العشرية السوداء، مثل الكاتب، الشاعر والصحفي طاهر جاوت ورجل المسرح عبد القادر علولة والمغنيين معطوب الوناس وحسني شقرون. 

يبقى هذا المعرض مفتوح للجمهور إلى غاية يوم 7 يناير في فضاء «الغواصة» الذي من المفروض أن يستقبل في شهر يناير المقبل معارض أخرى وورشات للسينما، بالتعاون مع جمعيات ثقافية.