من خلال نشاط "أماسي الشموع"

وهران تحتفي بالذكرى المزدوجة 20 أوت

وهران تحتفي بالذكرى المزدوجة 20 أوت
  • القراءات: 1400
خ. نافع خ. نافع
ڑنظم الاتحاد الوطني لترقية الحركة الجمعوية بمركز التسلية العلمية بوهران، نشاطه "أماسي الشموع"، وهذا تخليدا للذكرى المزدوجة 20 أوت المتعلقة بمؤتمر الصومام وهجمات الشمال القسنطيني، حضره أساتذة محنَّكون وشعراء شباب؛ في بادرة أريد منها تشكيل جسر تواصل بين الأجيال. وتم خلال هذه التظاهرة تنشيط محاضرات للتعريف بالمناسبتين التاريخيتين. والبداية بمداخلة للأستاذ بوهادي مبارك، والتي عرج فيها على أهم المحطات في هجومات الشمال القسنطيني التي خططت لها قيادات ورموز الثورة. ورد عليها المستعمر بعمليات جهنمية لاجتثاث الثورة الجزائرية، ومحاولة تصفية رموزها وبتر جذور انتشارها بعدما باتت تقض مضجعه، والتي كانت بداية لحرب إبادة لرمز الثورة التحريرية الكبرى.
من جهته، أكد السيد قديح مصطفى منسق الاتحاد الوطني لترقية الحركات الجمعوية بوهران في مستهل مداخلته القيّمة، على أهمية إطلاع جيل اليوم على تاريخ الجزائر الحافل بالبطولات. وتأسّف كون الجيل الحالي لا يعرف شيئا عن تاريخه ويمجّد فرنسا التي كانت قوة استعمارية كبرى، سعت لطمس هوية الشعب الجزائري بشتى الأساليب والطرق، ولكن نضال المجاهدين كان الصخرة التي تحطمت عليها أطماع "المستدمر" الفرنسي، الذي لم يكن يؤمن سوى بلغة الحديد والنار. وفي نفس السياق، جاءت محاضرة الأستاذ مجدوب صلاح الدين من ولاية سيدي بلعباس، والتي تحدّث فيها عن الأهداف التي رمى من خلالها المستعمر الفرنسي وبنى عليها خطة الهجوم على الشمال القسنطيني، والتي خططت خلالها قيادة الثورة لشن هجومات واسعة في الشمال القسنطيني، دام التحضير لها حوالي 3 أشهر في سرية تامة. وقد وجّه زيغود يوسف القائد الذي خلف ديدوش مراد على رأس المنطقة الثانية، نداء إلى كلّ الجزائريين أعضاء المجالس الفرنسية، يدعوهم فيه للانسحاب منها والالتحاق بمسيرة الثورة. كما كانت لهذه الهجمات التي تمت في أوج الصيف ولم تثن عزيمة الرجال، أهداف عدة، من أهمها إعطاء الثورة دفعا قويا من خلال نقلها إلى قلب المناطق المستعمرة في الشمال القسنطيني.
اختراق الحصار الحربي المضروب على المنطقة الأولى "الأوراس" والتي وقع تحت نيرها 2200 جزائري، وذلك باستهداف أهم القواعد العسكرية المتواجدة بالمنطقة، إلى جانب رفع معنويات جنود جيش التحرير بتحطيم أسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يُقهر، وتحطيم ادعاءات السلطات الاستعمارية بأن ما كان يحدث هو مجرد أعمال تخريبية يرتكبها متمردون خارجون عن القانون وقطّاع طرق. كما دعا السيد قديح إلى أهمية إشراف الحركات الجمعوية على توعية الشباب بمدى التضحيات الكبرى التي قدّمها الشهداء على مذبح الحرية، مؤكدا في الوقت نفسه أن دور المدرسة لا يكفي للإشراف على هذه المهمة، بل يجب أن يشترك فيها الجميع، مضيفا أنه من ينسى تاريخه فقد خان أمانة الشهداء.
وبعد سلسلة المداخلات فسح المجال لامتطاء منصة البوح، والتي تنوعت فيها المواضيع بين تغزّل بالوطن وخواطر وقصص قصيرة؛ حيث استمتع الحضور بقراءات شعرية رائعة تصدرتها الشاعرة أحلام بوزيان من ولاية مستغانم في أداء شعري وإلقاء رائع في قصيدة نثرية حول الجزائر، الشاعر حقيقي عبد القادر بقصيدة ملحونة بعنوان "الشهيد الثائر"، وكذا الشعراء مليكة وهاب، عائشة حاجي، الطفل المهوب بن حمو يحيى، عمراني شهرزاد، موساوي الطيب، نورهان باكور، الهتاك بلخير، آمال تومي وسحاري فتيحة، وقصيدة غزلية لأجل الوطن للشاعر عباس بن مسعود. وكان مسك الختام توزيع شهادات شرفية على الأساتذة المحاضرين الذين أعطوا للاحتفالية نكهة خاصة، وساهموا في التعريف بذكرى 20 أوت المزدوجة.