المكتبة الرئيسية للمطالعة بعنابة
وهج المسرح والقراءة يُضيء الفضاء

- 77

نُظّمت ورشة مسرحية جديدة، أوّل أمس، بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "بركات سليمان" بعنابة، في إطار البرنامج الثقافي الصيفي، الذي تسهر على تنفيذه المؤسسة تحت شعار "صيفنا لمّة وأمان"، بدعم من وزارة الثقافة والفنون، ومرافقة دائمة من المكتبة المتنقلة.
وتأتي هذه الورشة المسرحية كامتداد طبيعي للأنشطة التفاعلية التي احتضنها شاطئ سيدي سالم ببلدية البوني على مدار الأيام الثلاثة الماضية، حيث نُقلت تجربة المسرح والقراءة إلى الفضاء المفتوح، وسط الرمال، وتحت نسيم البحر، في تفاعل مباشر مع الأطفال والمصطافين.
هذه المبادرة النوعية شكّلت نموذجا حيويا لتقريب الفعل الثقافي من الجمهور، وإخراج الكتاب والمسرح من قاعاتهم الكلاسيكية إلى قلب الحياة اليومية.
وقد شهد فضاء المكتبة توافد عدد من الأطفال واليافعين للمشاركة في الورشة، التي جاءت مخصّصة لتعزيز مهارات التعبير الشفهي والجسدي، وتدريب المشاركين على تقنيات الأداء المسرحي الأولي، من خلال تمارين مبسطة في الوقوف، والتفاعل، والحوار، وتقمّص الشخصيات، ولعب الأدوار.
كما رافقت الورشة أنشطة تثقيفية وترفيهية موازية، مثل القراءة الجماعية، والرسم، والحكي الشفهي، ما جعل من النشاط مساحة متكاملة، تجمع بين الأدب والفن واللعب، وتمنح الأطفال تجربة تعليمية ممتعة ومفتوحة.
ولا تقتصر أهمية هذه الأنشطة على بعدها الترفيهي فقط، بل تنبع قوّتها من دورها التربوي في تنمية شخصية الطفل، وتعزيز ثقته بنفسه، وصقل خياله، وتشجيعه على التواصل والتعبير بحرية. كما تفتح أمامه نافذة على عالم المسرح؛ باعتباره وسيلة تربوية وثقافية راقية.
وتسعى المكتبة الرئيسية من خلال هذا البرنامج الصيفي المتنقل، إلى جعل الثقافة ممارسة يومية متاحة للجميع، سواء داخل فضاء المؤسسة، أو في الفضاءات العامة، على غرار الشواطئ، والحدائق، والأحياء الشعبية. وهي رؤية ثقافية منفتحة، تعيد تعريف وظيفة المكتبة، لا كمكان لحفظ الكتب فحسب، بل كمحرك أساسي للتنمية الثقافية والاجتماعية.
ويُنتظر أن تتواصل هذه الديناميكية الثقافية طوال موسم الصيف، عبر محطات جديدة تُعلن عنها المكتبة تباعا، لتشمل أكبر عدد ممكن من الأطفال واليافعين بمختلف مناطق ولاية عنابة، وفق مقاربة تشاركية، تجعل من الفن والقراءة رافدين حقيقيين لبناء الإنسان.