الفنانة الرسامة فاطمة الزهراء بورحلة لـ"المساء":

ولجت عالم الرسم صدفة ولا أرضى إلا بالإتقان والدقة

ولجت عالم الرسم صدفة ولا أرضى إلا بالإتقان والدقة
  • 110
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الله تعالى في محكم تنزيله "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" وهو ما حدث حرفيا للفنانة الرسامة فاطمة الزهراء بورحلة التي وجدت نفسها مقعدة لعام كامل بفعل مخلفات عملية جراحية، لتكتشف الرسم وتنطلق في هذا المسار الذي لم يكن في الحسبان.

شعرت الفنانة الرسامة فاطمة الزهراء بورحلة بقلق شديد حينما وجدت نفسها مقعدة في سريرها إلى حين شفائها التام من العملية الجراحية التي أجريت عليها، وهي المرأة النشطة التي اتخذت من الحركة شعارا لها في الحياة، فطلبت من ابنتها تزويدها بأدوات الرسم وهي التي لم ترسم من قبل ولم تتخيل نفسها أن تصبح يوما رسامة، ولكن القدر أنطقها وجعلها تختار هذا الطريق بشكل لا شعوري لتصبح اليوم رسامة تعرض أعمالها على الجمهور في معرض تحتضنه حاليا مؤسسة عسلة إلى غاية 29 نوفمبر الجاري بعنوان: "الأرض والأثير".

قالت الفنانة بورحلة لـ«المساء" إنها وجدت نفسها رسامة حينما مرضت وأجبرت على معانقة السرير لمدة عام كامل، فاتخذت من الرسم ملاذا لها وتعلمت بعض تقنياته من الأنترنت، ومباشرة بعد شفائها بحثت عن ورشات تكوينية لصقل موهبتها فالتحقت بالعديد منها لكنها ما تزال تستذكر ورشة الفنان الراحل محمد طاهر لعرابة الذي تعلمت عنه الكثير. وفي هذا قالت: "عرضت لوحة بمقام الشهيد رسمتها اعتمادا على عمل الفنان الكبير لعرابة، لأكتشف انه في المكان نفسه فالتقيت به وأعجبه عملي وطلب مني أن التحق بورشته ، حقا تعلمت منه الكثير".

وأضافت أنها أصبحت ترسم كل ما يروق لها من خلال التقاط صور ثم تحويل الصورة إلى رسمة مع وضع لمساتها الخاصة فيها، أو من خلال اختيارها لصورة على الانترنت، ثم إضفاء ألوانها الخاصة وحتى احداث تغيرات على موضوعها ولو جزئية لتكون النتيجة ..لوحات جميلة مزيّنة بإطار مذهّب. وفي هذا قالت: "أحب اتقان أي شيء أقوم به، لهذا أضع في لوحاتي اطارا مذهّبا، فلا أبتغي الا الجمال والرقي لأعمالي، لكن في حدود المعقول أي في حدود الإمكانات".

وتظهر لوحات بورحلة وكأنها من عصر آخر وهي مزينة بإطار مذّهب، والذي زادها جمالا تقنية أسلوب الرسم الزيتي الذي تعتمده الفنانة في أعمالها باستثناءات قليلة حينما ترسم بتقنية الأكريليك التي تقول إنها تتطلب السرعة في العمل لأن ألوانها تجف بسرعة بينما الأعمال المنجزة بتقنية الرسم الزيتي تعطي لها الوقت الكافي لمراجعتها.

وما يزيد من جمال اللوحات، الإضاءة التي تشع منها والتي تبرز أكثر في ظلمة الليل، حيث ينبعث منها نورا وكأنه الأمل الذي يحتاجه الانسان لكي يواصل حياته وسط كل المطبات التي تعترضه. بالمقابل لا تشح الفنانة في استعمال الألوان في أعمالها، فكل الألوان حاضرة وإن كانت هناك بعض الأفضلية للون الأمغر وكذا للألوان الحمراء والصفراء والبرتقالية.

في إطار آخر عبرّت الفنانة عن فرحتها بتنظيمها لأول معرض فردي لها بعد أن شاركت في الكثير من المعارض الجماعية، فهي الفنانة التي انطلقت في الرسم منذ عام 2012 بشكل غير متوقع على الاطلاق، لتحصد لوحاتها الاعجاب من طرف زوار المعارض التي تشارك فيها، نظرا لتميّزها من حيث المواضيع المتنوعة التي تختارها الفنانة والألوان المستعملة وبالأخص الإطار المذهّب الذي يحيط بها. ورسمت الفنانة في معرضها هذا غروب الشمس في البحر وأزقة القصبة والطبيعة الصامتة والواحات والبدو الرحل، كما أعادت رسمة لاتيان ديني، واستعملت مخيلتها في مواضيع أخرى في لوحات تسرّ الناظرين وتسجل عنوانها في قائمة الفنانين الرسامين الجزائريين.