نادي ”المزهر المسرحي” بقسنطينة

وقفة مع المترجم الراحل أبو العيد دودو

وقفة مع المترجم الراحل أبو العيد دودو
  • القراءات: 957
ز. زبير ز. زبير

احتضنت قاعة الاجتماعات بمسرح قسنطينة الجهوي محمد الطاهر الفرقاني، أول أمس، بمناسبة إطلاق أول نشاطات نادي المزهر المسرحي، خلال السنة الجارية، ندوة وطنية حول المرحوم الأستاذ الجامعي والمترجم الدكتور أبو العيد دودو، نشطها الأستاذ محمد زتيلي.

أكد السيد أحمد طارق ميرش، مدير المسرح بقسنطينة، أن هذا النشاط جاء بعد تلقي تعليمة وزارة الثقافة بفتح المؤسسات الثقافية للمثقفين، خاصة الكتاب والأدباء والشعراء، بعد غلق استمر عددا من الأشهر بسبب وباء كورونا، مضيفا أن المسرح، بالتنسيق مع نادي المزهر المسرحي، سيبعث العديد من النشاطات، سعيا لإعطاء الفرصة لجميع المبدعين في الساحة الثقافية، من أجل طرح أعمالهم، مع تكريم الأسماء التي تركت بصمة في الساحة الثقافية الجزائرية. حسب مدير مسرح قسنطينة، فإن المناسبة فرصة لإطلاق أول نشاط رسمي لنادي المزهر المسرحي، مضيفا أن أول نشاط يتمحور حول الأستاذ الجامعي والمترجم الراحل أبو العيد دوود، بمشاركة لفيف من الأساتذة وأصدقاء المرحوم الذين تقاسموا معه لحظات لا تنسى ضمن النشاطات الثقافية الجزائرية، على غرار الدكتور عبد الله حمادي، البروفيسور موسى معيرش، يزيد بوعنان وعلاوة جروة. 

من جهته، أكد الكاتب والروائي والمؤرخ عبد الله حمادي، خلال مداخلته  في هذه الوقفة التي خصصت للراحل أبو العيد دودو، أن المثقف مطالب بالنهوض بالأعمال التي تركها مثقفون وأدباء رحلوا عن هذه الدنيا، والعمل على إبرازها للسلطات التي تكون دوما مشغولة بأشياء أخرى، معتبرا أن دور المثقف، هو النبش والبحث من أجل تكريس هذه الأسماء وفرضها وجعلها علامات على مستوى المؤسسات الثقافية، وحتى الأحياء والشوارع. رجع الدكتور حمادي بذاكرته إلى الوراء، عندما كان يتحدث عن روح المرحوم أبو العديد دودو أحد كتاب الأدب الساخر في الجزائر، حيث وصف الرجل بالصديق العزيز الذي تعرف عليه سنة 1973 بجامعة الجزائر، مؤكدا أن هناك علاقة وطيدة كانت تربطه بالمرحوم، كما وقف وقفة ترحم وتأبين لفقدان الساحة الثقافية الجزائرية والجامعة، خلال اليومين الفارطين، اسما بارزا في الأدب والترجمة، وهو المرحوم حسين خمري. حسب الدكتور حمادي، فإن المرحوم أبو العيد دودو من مواليد منطقة أعطت المجاهدين بالكلمة وشهداء السلاح، وكانت منطقة متجذرة فيها اللغة العربية ومتمسكة بتحفيظ أبنائها القرآن الكريم، وهي دوار بني عايشة بمنطقة العنصر، ولاية جيجل، وهو نفسه دوار الشيخ المرحوم عضو جمعية العلماء المسلمين، الشيخ حماني، وكذا الأديب الشهيد محمد الزاهي.

كان المرحوم أبو العيد دودو قاصا وناقدا أدبيا ومترجما، عمل أستاذا جامعيا، درس بمعهد عبد الحميد بن باديس في قسنطينة، ثم انتقل إلى جامع الزيتونة، ومنه إلى دار المعلمين العليا ببغداد، ثم إلى النمسا فتحصل من جامعتها على دكتوراه برسالة عن ابن نظيف الحموي سنة 1961، درّس في الجامعة التي تخرج منها، ثم بجامعة كييل بألمانيا قبل أن يعود إلى الجزائر ويشتغل منصب أستاذ في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب، ومن أعماله حيرة الزيتون (قصص 1967م)، التراب (مسرحية 1968م)، دار الثلاثة (قصص 1971م)، البشير (قصة 1975م)، الطريق الفضي (1981م)، الطعام والعيون (قصص 1998م)، كتب وشخصيات (دراسة 1971م)، الجزائر في مؤلفات الرحالين الألمان (دراسة 1975م)، صور سلوكية (تأملات اجتماعية)، الحمار الذهبي للوكيوس أبوليوس، مارتن هايدغر، وقد وافته المنية سنة 2004 عن عمر ناهز 70 سنة.