أحلام مستغانمي تحتفل بـ 13 مليون مشارك على صفحتها

وقفة لاستحضار ذكرى محمود درويش

وقفة لاستحضار ذكرى محمود درويش
  • القراءات: 668
مريم. ن مريم. ن

احتفلت الروائية أحلام مستغانمي، مؤخرا، ببلوغ صفحتها 13 مليون مشارك. وبهذه المناسبة كتبت على صفحتها كلمة، أشادت فيها بهذا البلوغ الذي يعكس مدى تواصلها بقرائها الأوفياء المتابعين لجديد إبداعها. وشكرت مستغانمي الملايين من متابعيها، آملة أن يمتد ذلك ويتجذر. كما حرصت على استحضار ذكرى الراحل درويش صاحب القامة الشعرية والمواقف الثابتة.

كتبت أحلام “من القلب ....كل الحب لـ 13 مليون محب”. وأضافت: “مبروك.. لقد غدونا صفحة بحجم أمة؛ أمة تفوق في تعدادها عدد سكان أربع أو خمس دول عربية، أديرها وحدي (ع البركة) بدون وزراء ولا مديرين ولا سفراء ولا خزينة أو مداخيل، ولا جيوش ولا شرطة حدود.. بل أنفق عليها من وقتي وجهدي، لتبقى واحة حرية وورشة بوح وإبداع جماعي؛ لا أحد يدقق في طائفة أبنائها، ولا في فصيلة حبر المنتسبين إليها، ولا يتنصت على هواتف مواطنيها، أو منشوراتهم على فيسبوك، ولا يترك أحد فيها من يتامى الأوطان بدون مواساة؛ فنحن في تراحمنا وتعاطفنا كمثل الجسد الواحد. هنا السماء صافية، والكلمات صادقة، والناس طيبون.. إننا في جمهورية المحبة”.

وتضيف: “أحبتي.. تأخرنا كثيراً في بلوغ هذا المليون بالذات بسبب سياسة فيسبوك، الذي كان دوما يطالب بمقابل مادي ترويجي للصفحة، وهو ما كنت أرفضه؛ حتى لا يقال إنني اشتريت محبة الملايين من المتابعين؛ مما جعلنا عرضة لكثير من الإقصاءات التي طالت المنتسبين والمنشورات.

أود أن تعلموا أنكم لم تكونوا يوما بالنسبة لي أرقاماً لأكسب بكم رهان حملةٍ انتخابية، بل كنتم أهلا، جمعتني بكم المحبة. ولأكون صادقة تماما، البارحة كتبت منشورا كنت أنوي نشره اليوم، لأستسمحكم إغلاق هذا البيت لبعض الوقت؛ فأنا أحتاج عزلتي لفرط وجعي؛ فالأوضاع في وطني كما في العالم العربي، تفقدني شهية النشر؛ الجزائر في حداد على ما فقدت من أبناء بسبب وباء كورونا، سأقوم بتأجيل هذا القرار لبعض الوقت”.

وتختم: “الامتنان الأكبر يبقى لكم أحبتي؛ فأنتم من صنعتم  واحدا واحدا بمحبتكم، معجزة هذا الرقم الخرافي في عالم الأدب، بالنسبة لكاتبة تكره الأضواء، وتتحاشى الإعلام، ولا تجد تفسيرا لملايين البشر، الذين فتح الله لها قلوبهم بدون سابق معرفة؛ إنه القبول الذي أكرمني الله به، فوهبني أكثر مما أنا أهل له؛ لذا عندما علمت أننا بلغنا رقم 13 مليونا دمعت عيناي، وصليت حمدا لله؛ لأنني أرى في هذا القبول، محبة منه”.

كما أحيت الروائية، أول أمس، ذكرى رحيل الشاعر الكبير محمود درويش، فكتبت: “كلما نجا محمود درويش من “سرير الغريبة” وبعث حيا، ازدهر الشعر بعودته، وازداد منسوب الجمال في العالم”. وتساءلت: كم من مرة وُلد هذا الشاعر مقابل موتٍ واحد؟ موتا واحدا؟.. لا.. لقد مات عنَا جميعاً.. بعدد محبيه!

هو القائل: “لا تعتذر عما فعلت”؛ عليه الآن أن يعتذر لنا واحدا واحدا عن يتمنا بعده.

محمود.. “لماذا تركت الحصان وحيدا؟”؛ ألم تعثر له على فارس؟

محمود.. أيها الغالي، كم رخصت الأشياء بعدك لو تدري! وكم تواضعت أحلامنا!”.

وبالمناسبة، عرضت أحلام مستغانمي صورة لها مع محمود درويش، رحمه الله، في معرض الكتاب في فراكفورت سنة  2004، تلبس البشت الرجالي؛ هدية من كاتب سعودي قدمه لها حين أعجبت بارتدائه إياه في الافتتاح.

ودائما في ذكرى رحيل محمود درويش، الفتى المدلل للحزن  - كما تصفه الروائية - الذي كانت وصيته الأخيرة “لا تعتذر عما فعلت”، تقول إن موت محمود درويش ترك تلك القضية المقدسة عارية سوى من حناجر وخناجر أبنائها. وتضيف: “رحل درويشهم وبقي محمودنا: “ميم المغامر والمعد المستعد لموته / الموعود منفياً مريض المشتهى”.

الشاعر الأبهى مضى فتى كما جاءنا؛ لم يشخ، ظل يحمي صورة الشاعر في وسامته الأبدية، وعنفوانه الأزلي.

رفض، كما رفض قبله نزار، أن نراه في هيئةٍ تخذل قامة الشعر. أوصى بألا يعيش حياة اصطناعية في سرير. الموت السريري أكثر مهانة على الشاعر من الموت الشعري؛ كم نازل الموت كما ينازل “الماتادور” في كل أبهته ثورا في حلبة كوريدا! في كل مرة كان يعود إلينا من الموت بأذن الثور؛ برهاناً على معركة انتصر فيها على المرض، فيهدي أذن الثور حبيبته القصيدة”.