افتتاح السهرات الأدبية بفضاء بشير منتوري

وقفة تكريم للراحل بن يوسف حطاب

وقفة تكريم للراحل بن يوسف حطاب
  • القراءات: 1129
مريم.ن مريم.ن

افتتحت مؤسسة فنون وثقافة أول أمس بفضاء بشير منتوري بوسط العاصمة، فعاليات سهراتها الأدبية الرمضانية، وقد كان الموعد فرصة تلاقت فيها الكثير من الفنون، مع تخصيص وقفة للفنان القدير بن يوسف حطاب الذي وافته المنية منذ أكثر من شهرين.

تضمنت الفعالية تنظيم معرض جماعي لفنانين من أجيال مختلفة، منهم من تكوّن بمؤسسة فنون وثقافة. وقد تحدثت "المساء" إلى الفنان التشكيلي محمد جرموني الذي حضر بلوحتين في اختصاص الرسم بقلم الرصاص؛ حيث سجل فيها حنينه لحي القصبة العتيق من بيوت ونسوة يسرن في الأزقة بالحايك والعجار. 

أشار الفنان إلى أنه يعشق رسم الطبيعة بكل تجلياتها ومتغيراتها خاصة في بلادنا التي تُعتبر قارة بها كل أنواع الاخضرار والتضاريس والبحار والأنهار والفصول وغيرها، مؤكدا أنه تكوّن بمؤسسة فنون وثقافة على يد السيدة شراز التي جلبته من مركز تكوين المعاقين.

الفنان العاج عبد الرحيم شارك بـ 3 لوحات زيتية كانت غاية في الاحترافية، منها "مهرجان السبيبة" بالأهقار. وقد أشار إلى أنه مولع بكل ما هو عادات وتقاليد وتاريخ وأصالة، لذلك كانت لوحاته كلها في هذا المنحى، وهي "المرأة البربرية" و«الحصان العربي الأصيل". ويقول: "دخلت الدروس المسائية بالمدرسة العليا للفنون الجميلة وصقلت موهبتي، ثم درست سنتين بفضاء مصطفى كاتب التابع لمؤسسة فنون وثقافة. كما نمّيت قدراتي في تقنيات الرسم عبر الأنترنت وكذا من خلال الممارسة المستمرة، والاحتكاك مع الفنانين المحترفين، ثم شاركت في العديد من المعارض".

يرتبط هذا الفنان بالمدرسة الواقعية؛ ذلك لأنه ـ حسبما قال ـ يميل لكل ما هو واقعي ومجسد لذلك مثلا؛ فهو متأثر بدفانشي وبحسين زياني.

بعد افتتاح المعرض وكذا أجنحة مخصصة للصناعات التقليدية، أعلنت السيدة لا رادي عن انطلاق النشاط رسميا، والذي سيمتد لسهرات أخرى طيلة أيام الإثنين والأربعاء.

دخلت بالمناسبة المصورة الشابة عشير فريال، التي عبّرت عن حبها للصورة الحية التي هي جزء من ثقافة المجتمع. كما تدخلت السيدة بن جعفر عتيقة، وهي رسامة ذات 77 سنة، أشارت في كلمة ألقتها إلى أنها رغم سنها المتقدمة فقد كسرت الحواجز الاجتماعية والنفسية المفروضة، وهنا تذكرت المعاناة التي كانت تعيشها المرأة الجزائرية إبان فترة الاستعمار، وكيف أنها كانت محرومة من ممارسة هواياتها. وتضيف: "المرأة عندنا كانت تعجن وتغسل وحُرمت من كل شيء، بينما كنا نرى الفرنسيات يرسمن ويمارسن هواياتهن، لكن بفضل الشهداء تحقق الكثير، وهنا نحن نرسم وننطلق. وأملي أن أتعلم الخط العربي لأكتب الشهادتين، فتكونا مسك ختامي". بعد التصفيق الحر تقدمت سيدة أخرى عشقت الجزائر حتى النخاع، وهي السيدة "ماري صول" من أصول إسبانية (تمثل في سلسلة فكاهية رمضانية مع صويلح) كانت ترتدي في هذه السهرة لباسا عاصميا "البدرون"، وقد تجاوزت من العمر السبعين، لكنها كانت في حيوية تامة تروح هنا وهناك. وفي كلمتها عبّرت عن حبها الجنوني للجزائر، مما دفعها لأن تبقى فيها وتعيش مع أهلها الطيبين. وذكرت بالمناسبة الفنان الراحل بن يوسف حطاب، الذي وصفته بالحكيم والأخ الحنون الذي لم يعاملها كأجنبية، بل كواحدة من شقيقاته الجزائريات، وكشف لها الجزائر الجميلة التي ستبقى تحت ضوء الشمس، ثم رافقها عازف القيتار حسام، حيث غنت بصوت جميل وأصيل مقاطع من تراث الفلامنكو.

المناسبة كانت فرصة أيضا لتكريم الفنان القدير الراحل بن يوسف حطاب، وذلك بمناسبة يوم الفنان. والبداية كانت بعرض أحد أفلامه التلفزيونية التي صورها في الخمسينيات مع كوكبة من النجوم، منهم رويشد ونورية وفريدة صابونجي وباش جراح وعلاّل المحب وغيرهم، وكان حينها في مقتبل العمر، وأدى دور البطولة؛ شاب رفض الزواج التقليدي، ثم تنكّر في هيئة خادم.

مباشرة بعد العرض نشّط الفنان عبد الحميد رابية وبوجاجة لقاء تناولا فيه حياة هذا الفنان، الذي أعطى الكثير للفن الجزائري وعمل مع جيل الرواد.

والراحل من مواليد العاصمة، وكانت بداية مشواره الفني مع المسرح الإذاعي في 1940، حيث قدّم الكثير من العروض المسرحية الموجهة للأطفال قبل التحاقه بفرقة محيي الدين بشتارزي.

تم توقيفه في سنة 1960 من طرف الشرطة الاستعمارية بسبب نضاله ودعمه لثورة التحرير الوطني. بعد الاستقلال التحق بفرقة الأمن الوطني، وفرقة الإذاعة الوطنية التي أدى فيها أدوارا مسرحية مع ممثلين كبار أمثال عبد الحليم رايس والأخوين حلمي و الفنانة القديرة فريدة صابونجي.

شارك الراحل في أدوار سنيمائية هامة، منها فيلم "بوعمامة" لبن عمر بختي في 1984، ودوره في الفيلم التلفزيوني "سامية وأبوها" مع ليندة ياسمين ومراد زيروني والذي أخرجه مصطفى بادي.

للإشارة، فإن الليالي الأدبية ستتواصل إلى غاية نهاية الشهر، وسيكون فيها ضمن إطار "أربعاء الكلمة"، لقاء مع الدكتور نذير بن سغني، يتناول فيه مجموعته الشعرية الصادرة عن منشورات الفيروز بعنوان "ولدت الزهور لتتلاشى".

ليلة الشعر ستفتتح سهرة الإثنين المقبل مع مجموعة من الشعراء والموسيقيين، منهم لزهر لبتار وعبد الرحمن جلفاوي وحسام وآخرون. أما في سهرة الأربعاء 22 جوان فسيكون اللقاء مع إبراهيم نوال وعرض قطعة مسرحية من كتاب "السطح والنجوم والحروف الساهرة" لفوزية لارادي.

بعدها ستكون السهرة الختامية لبرنامج الليالي الأدبية الرمضانية وذلك سهرة الإثنين، وفيها يحتفل بعيد الاستقلال من خلال "ليلة القصة" التي ينشطها الدكتور عبد الحميد بورايو بمحاضرته "صورة البطل في الرواية الشعبية"، وستقرأ أيضا نماذج من بعض القصص، ثم عرض لأزياء تقليدية لمصممين شباب.