في كتاب فاخر للمصور عمار بوراس

وقائع الجزائر في صور

وقائع الجزائر في صور
  • القراءات: 1299

صدر كتاب صور من نوع الكتب الفاخرة، مؤخرا، يرصد بالصورة أحداثا بارزة من الواقع الجزائري بين سنوات 1990 - 1995 التقطها المصور عمار بوراس، بعنوان ”1990 - 1995 الجزائر وقائع مصورة. ويُعدّ هذا العمل الذي صدر عن منشورات البرزخ في 237 صفحة والذي أمضت مقدمته الجامعية مليكة رحال، شاهدا على المظاهرات والمسيرات والتجمعات والإضرابات، والأحداث الرياضية والثقافية التي ميزت تلك المرحلة.

اختار المصور بالنسبة لعام 1990 العودة بالصور إلى المسيرة التي نظمتها جبهة القوى الاشتراكية في شهر ماي بالجزائر العاصمة، وعودة السيد حسين آيت أحمد، وتخليد زيارة نلسون مانديلا للجزائر بعد ثلاثة أشهر من إطلاق سراحه من سجون نظام الأبارتيد الذي كان سائدا في جنوب إفريقيا، إلى جانب صور تُظهر الحشود التي خرجت لاستقبال رئيس الجهورية الأسبق أحمد بن بلة.

كما تضمّن الكتاب عدة صور التقطها المصور أثناء أداء مهمته كمصور صحفي في جريدة الجزائر الجمهورية، وصورا عن مختلف الأحداث؛ من محاضرات ومسيرات نُظمت في 1991 مساندة للعراق خلال حرب الخليج الأولى، إلى جانب صور تجمعات الأحزاب السياسية التي كانت ناشطة آنذاك.  وتُظهر العديد من الصور التي التُقطت في نفس السنة، منافسات رياضية وحفلات فنية وبورتريهات لفنانين ورياضيين وصحافيين من ضمنهم محمد فلاق ونور الدين مرسلي وسعيد مقبل. وبالنسبة لعام 1992 يعرض الكتاب صورا للرئيس الراحل محمد بوضياف أُنجزت بمناسبة زيارته الأخيرة التي قادته إلى مدينة عنابة يوم اغتياله، وأخرى لشخصيات من عالم الثقافة، مثل الكاتب الروائي رشيد بوجدرة والممثلة صونيا والمغني خالد حاج براهيمي...... الشهير بالشاب خالد.

وتُظهر سلسلة من الصور التي التُقطت سنة 1993، بدايات العنف الإرهابي، من بينها صور مراسيم دفن الجامعي جيلالي اليابس، وصور أخرى عن مسيرة تناهض العنف من تنظيم الاتحاد العام للعمال الجزائريين.

كما نشر عمار بوراس في هذا العمل، صورا غير معتادة، التقطها في بيته بالجزائر العاصمة في 1995 لتخليد حصة تلفزيونية بعنوان اعترافات إرهابي، كانت تُبث في وقت الذروة بالنسبة للمشاهدة؛ لأن المصور يرى أنها كانت تحمل شحنة كبيرة من العنف؛ حيث يعترف الإرهابيون بما اقترفوه من جرائم أمام الكاميرا. وقد حرص عمار بوراس الذي كان في تلك الفترة طالبا بمدرسة الفنون الجميلة، على إبراز التباين بين العنف ووضعية البلد في تلك الفترة التي كانت تتميز بـ الإرادة الكبيرة لدى الشباب لمواصلة النشاط، كما يتجلى من خلال صور الطلبة والفنانين والرياضيين المصرّين على تجاوز الأحداث بمواصلة النشاطات اليومية.

ويقيم عمار بوراس ويعمل ـ وهو رسام تشكيلي ومصور صحفي ـ بالجزائر العاصمة، وكان صاحب الكتاب درس في مدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة ودرس بها أيضا، وقام بعرض أعماله بالجزائر وفي الخارج في عدة مدن أجنبية، على غرار نيويورك وباماكو ومدريد وواسلو والإسكندرية وباريس.