الروائي الصديق حاج أحمد لـ"المساء":

وصول "منّا" إلى القائمة القصيرة لبوكر استحقاقٌ للأدب الجزائري

وصول "منّا" إلى القائمة القصيرة لبوكر استحقاقٌ للأدب الجزائري
الكاتب الجزائري الصديق حاج أحمد
  • القراءات: 723
لطيفة داريب لطيفة داريب

عبّر الكاتب الجزائري الصديق حاج أحمد، عبر منبر "المساء"، عن سعادته بوصول روايته "منّا.. قيامة شتات الصحراء" إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، مضيفا أن هذا الاستحقاق الذي حظيت به روايته من لدن لجنة التحكيم، هو استحقاق للرواية والأدب الجزائري.

كشف الكاتب الصديق حاج أحمد لـ"المساء"، عن تفاؤله إلى حد معين بوصول روايته إلى القائمة القصيرة بعدما خطت خطوتها الأولى في القائمة الطويلة لجائزة بوكر، ومع ذلك وضع في نفسه إمكانية عدم الصعود إلى القائمة القصيرة؛ حتى لا يشعر بالصدمة في حال عدم تحقق ذلك. وتابع قائلا: "لا يمكنك أن تتنبأ بما سيصل إليه نصّك في سباق التتويج بين أتراب القصيرة؛ لسبب بسيط، وهو أنك لم تطّلع على النصوص المنافِسة".

وبالمقابل، أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، أمس، عن القائمة القصيرة لدورتها السادسة عشرة لعام 2023، علما أن كل كاتب وصلت روايته إلى القائمة القصيرة، يظفر بجائزة مالية قدرها 10 آلاف دولار، بينما يحصل الفائز بالجائزة الكبرى على جائزة مالية كبرى، قدرها 50 ألف دولار، تضاف إلى 10 آلاف دولار.

ووصلت رواية "منّا... قيامة شتات الصحراء" للكاتب الجزائري الصديق حاج أحمد الزيواني، إلى القائمة القصيرة لهذه الجائزة المرموقة، بالإضافة إلى روايات "حجر السعادة" للعراقي أزهر جرجيس، و«كونشيرتو قورينا إدواردو" لليبية نجوى بن شتوان، و«أيام الشمس المشرقة" للمصرية ميرال الطحاوي، و«الأفق الأعلى" للسعودية فاطمة عبد الحميد، و«تغريبة القافر" للعماني زهران القاسمي.

وسبق للصديق حاج أحمد الحديث عن روايته مع "المساء"، فقال إنها تحفر في موضوع مسكوت عنه وتجاوزه المؤرخون رغم خطورته، بحكم أنه غيّر مسار الصحراء، وجعل شعوبها شتاتا بين دول الجوار. وأضاف أنه "ببساطة جفاف 1973، الذي ضرب صحراء شمال مالي، وأهلك العشب والنسل، فضاعت المواشي، وضاع معها الإنسان وتاه. مات من مات.. ومن بقي وجد نفسه أمام هجرة قسرية، لم يفكّر فيها يوما؛ فالبعض هاجر إلى النيجر، والبعض إلى موريتانيا، وآخرون إلى الجزائر، التي كانت رحيمة بإنسانية ثورتها النوفمبرية، نظرا للامتداد التاريخي بين القبائل التارقية والعربية بالجنوب؛ ككنتة بتوات، والبرابيش بكرزاز، والأتواج بفنوغيل، والتوارق بالهقار والطاسيلي"، يضيف ابن أدرار. وتابع الكاتب: "لعلّ المسار الذي غيّر الأحداث من هذه الهجرات والشتات، ليس هجرة النيجر أو موريتانيا أو الجزائر، إنما هجرة ليبيا، وإدخال التوارق في حروب بالوكالة في جنوب لبنان، واعتقالهم من طرف إسرائيل بمعتقل أنصار، وإقحامهم في حرب أوزو بتشاد"، مشيرا إلى معالجة "منا" الماضيَ المتسبّب في الراهن. ويتمثل ذلك في تدفق المتدربين من الأزواديين بليبيا بعد سقوط القذافي، نحو شمال مالي، وقيام حرب الأزواد والساحل، مضيفا أن السرديات التي تحفر وتحرث في المجاهيل، دائما تحوز شيئا من التميز والاستحقاق.

للإشارة، عقد الأستاذ محمد الأشعري رئيس لجنة تحكيم الجائزة، مؤتمرا صحفيا افتراضيا، كشف فيه عن عناوين الروايات التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة بوكر. وقد شارك في المؤتمر أعضاء لجنة التحكيم، وهم الروائية والباحثة فضيلة فاروق من الجزائر، والأكاديمية والروائية ريم بسيوني من مصر، والأكاديمية عزيزة الطائي من سلطنة عُمان، والأستاذ وعضو مجلس الأمناء ياسين عدنان، ومنسقة الجائزة فلور مونتانارو. كما سيتم الإعلان عن الفائز بالجائزة في احتفالية تنظَّم بأبوظبي، الأحد 21 ماي المقبل.