«سر الحصى» بمركب «مصطفى كاتب»

وشوشات تكسر لغة الجماد

وشوشات تكسر لغة الجماد
  • القراءات: 2330
مريم. ن مريم. ن

يفشي الفنان فريد عترون، أسرار الحصى وينقل وشوشاتها المشفّرة ويصوّر تجلياتها في الطبيعة وفي فضاءات الابتكار ليقف الجمهور بإعجاب أمام عالم كان يعتبره جمادا لا حياة فيه، وتكتمل الصورة بتركيبات مزجت بين مختلف قطع الحصى أو الحجر، كما طعمت الأحجار لوحات فنية مختلفة فرضت فيها حضورها على المشهد العام.

الحصى والأحجار هي الباقية لأنّها تمثّل العمق لذلك يقال في مثلنا الشعبي «ما يبقى في الوادي غير أحجاره» كدليل على الأصل، ولأنّ الحصى هي المادة الأولية المكونة للجبال ولأنّ الأحجار حاضرة في كلّ أمر تعلّق بالحياة كان ينبغي استحضار فضلها على الإنسان والطبيعة وتفعيل أجمل تشكيلاتها التي تحمل الحسن والجمال.

عند مدخل المعرض المقام للفنان برواق المركب الثقافي «مصطفى كاتب» تتموقع الأحجار الملساء ذات السواد القاتم لتقدّم في شكل طواقم متناسقة تماما كما أدوات الزينة تسرّ الناظرين، وتمتدّ الأحجار إلى مساحات مسطّحة تشبه العلب معبأة بالرمل توضع عليها الأحجار المزركشة من نفس اللون (الرمادي) تمتدّ من القطع الكبيرة إلى الصغيرة، وأخرى توضع في حيّز يشبه لعبة «البيار»، فيما تظهر في حيز آخر المساحات الشاسعة الممتدة عبر البصر منقوش عليها مسار من الحصى كدليل على الطريق نحو الخروج.

على لوحة نقشت عبارات تنبّه إلى قيمة الحصى والحجر عموما فهي لعبة في يد الأطفال، وهي أداة بناء ووسادة يستريح عليها المتعب، وهي أيضا أداة عنف وهنا نرى أنّ العيب ليس في الحجر بل في الإنسان الذي يسيء استعماله.

في مجسّمات أخرى، يظهر الحصى كمجموعات بشرية بدائية تمشي في الفضاء المطلق، وفي لوحة وضعت أحجار وركبت عليها أصابع بالحصى ووصفت بآثار الإنسان الباقية الشاهدة على حياته، وبالقرب منها وجد كفّ كبير به حصى لتبدو وكأنها حفنة ذهب.

حضرت بالمعرض اللوحات الفوتوغرافية متفاوتة الحجم ومختلفة المواضيع بعضها يصوّر الطبيعة بعدّة مناطق منها بجاية والبليدة وتلمسان وكذا جرجرة والقصبة، ورصّعت كلّها بقطع الحصى خاصة البراقة منها لتبدو كالأحجار الكريمة، كما عرضت بعض القطع ومجموعات التحف في غاية التناسق، ولعلّ حبات الزيتون كان من أجمل ما جلب الانتباه فالحصى لم تدع مجالا للشك في أنّها زيتون حقيقي.

اختار فريد عترون، الحصى ليعبّر عن خوالجه، وقد اجتهد في جمعها من البحار التي تخط واجهة الجزائر الزرقاء منها البحر بشرشال، فجاءت لامعة عكست الجمال وقدرة الخالق، لتؤكّد أنّ الجمال هو ابن الطبيعة طعّمه المخيال الخصب والرحب القادر على تشكيل حياة أخرى من هذا الذي يظنّه الكثيرون منا جمادا رغم أنّ بعضه يتفجّر منه الماء، ومنه الأملس الذي يضفي الرقة.

الحجر كان ركن الأساس عبر التاريخ وبه بنيت الحضارات وكان ملهم الفنّانين بألوانه وأشكاله، أدخل السرور والبهجة وتوغل في كل مناحي الحياة من الطريق إلى السهل إلى البيت وفي الميناء والوادي، ولم يفقد الحجر مكانه وبقي هو الرقم الثابت في المحيط وفي الثقافة باعتباره جزء من رائحة الأوطان.

ثقافيات

«جنات» تتوّج بالوادي  

توّجت مسرحية «جنات» لجمعية «ن أس» للمسرح بقفصة (تونس) في حفل اختتام الطبعة الخامسة للمهرجان المغاربي للمسرح بولاية الوادي بجائزة أحسن عرض مسرحي متكامل، ويتناول هذا العرض المسرحي قضية لا تزال شائكة في المجتمعات العربية وهي قمع واضطهاد المرأة «جنات» لاسيما بالمناطق الجغرافية التي تستند في تسيير شؤونها الأسرية الاجتماعية على نمط القبيلة الذي يفرز ممارسات قهرية محورها التدخّل في خصوصيات وخيارات المرأة، تصل إلى حدّ التدخّل التعسفي في قراراتها المصيرية لاسيما المتعلقة منها بالزواج والطلاق والتعليم والعمل.  وعادت جائزة أحسن أداء رجالي إلى الممثل المسرحي كمال بوزيدي، من تونس عن تمثيله مسرحية «جنات» وجائزة أحسن أداء نسوي للممثلة سناء غنام من تونس، عن أدائها في العرض «الدرجة الصفر» لجمعية مسرح الإبتسامة بنابل، وعادت جائزة أحسن سينوغرافيا لجمعية مسرح الابتسامة بنابل (تونس) عن العرض «الدرجة الصفر»، أما جائزة أحسن نص كانت في هذه الطبعة مناصفة بين نص مسرحية «أنا والماريشال» لتعاونية مسرح الباهية للمسرح والفنون لوهران ونص مسرحية «جنات»، وكانت جائزة أحسن إخراج من نصيب المخرج المسرحي سعيد بو عبد الله، عن مسرحية «أنا والماريشال» لتعاونية مسرح الباهية للمسرح والفنون لوهران. 

وشارك في هذه المنافسات الثقافية ذات البعد العربي التي تحمل شعار «المسرح بوابة لثقافات الشعوب» دول كلّ من الجزائر وتونس وليبيا والكويت والإمارات العربية المتحدة والسعودية بـ14 عرضا مسرحيا منها ستة عروض شاركت في المنافسة، بالإضافة إلى أربعة عروض شرفية منها عرضان 

 موجهان للأطفال إلى جانب أربعة عروض الشارع.  ... عبق الجلفة في معرض

يستمتع سكان مدينة الجلفة هذه الأيام بفعاليات معرض للصور الفوتوغرافية يربط تاريخ مدينتهم العريق بعبق الحاضر الجميل تزيّنت به دار الثقافة «ابن رشد» التي تحتضن هذه المبادرة، وعادت الصور الفوتوغرافية القديمة بالتحديد في أذهان البعض ممن يشكّل لهم الماضي القريب فترة طفولتهم وشبابهم إلى ذكريات جعلت الكثير منهم يذرفون الدموع وهم يرون الأزقة والشوارع والساحات العمومية، وحتى المؤسّسات التربوية ومقرات الإدارة والمساجد العتيقة التي ألفوها. 

وأثنى زوار المعرض الذي انطلقت فعالياته بداية الأسبوع الجاري، ليتواصل حتى نهايته على هذه المبادرة التي اشترك في تنظيمها كلّ من المركز الثقافي للوثائق الصحراوية بولاية غرداية، وكذا جامعي الصور القديمة من الجلفة منهم بلخضر شولي ومالك كردال، ومساهمة المصوّر المحترف طالب عماد الدين. 

وتشكّل الصور المعروضة مجموعة أعمال تعرض لأوّل مرة، حيث تمّ التقاطها من بعض الرهبان بداية من عام 1900 وفي ما بعد قام برقمنتها وأخرجها السيد لوك فايلي، مسؤول مكتبة الصور في المركز الثقافي للوثائق الصحراوية. 

كما يحوي المعرض الذي ينظّم بمناسبة الذكرى الـ156 لتأسيس مدينة الجلفة بالمرسوم الإمبراطوري المؤرّخ في 20 فبراير 1861، صورا نادرة تعرض لأوّل مرة أخذت خلال القرن التاسع عشر (19م) إلى جانب مخطّطات لمدينة الجلفة عبر التاريخ، وصور قديمة للمدينة وبطاقات بريدية من مجموعة بلخضر شولي ومالك كردال. 

ويتزيّن المعرض كذلك بصور فنية حديثة تبرز معالم مدينة الجلفة بين الماضي والحاضر للمصور المحترف طالب عماد الدين، وخصّص داخل فضاء هذا المعرض الذي يعرف تهافتا للزوار جناحا لبيع كتاب يضم بين طياته الصور المعروضة من طرف المركز الثقافي للوثائق الصحراوية، حيث تعود أرباحه مباشرة في شكل بادرة تضامنية إلى جمعيتين محليتين هما جمعية «شعاع الأمل» لمساعدة مرضى السرطان وجمعية «كافل اليتيم» لمساعدة اليتامى. 

«الأسوار السبعة للقلعة» في القاعات مارس المقبل

سيعرض فيلم «الأسوار السبعة للقلعة» للمخرج أحمد راشدي، في قاعات السينما في شهر مارس المقبل، حسبما أفاد مخرج هذا العمل الذي حضر حفل تكريم الفنان التشكيلي البلجيكي الراحل إدوارد فيرشافلت (1874-1955). 

وبمقر المتحف الوطني العمومي نصر الدين-إيتيان ديني، حيث جرت مراسم التكريم، أوضح المخرج بأنّ الفيلم بلغ في الوقت الراهن مرحلة «الروتوشات الأخيرة» التي تسبق عرضه في قاعات السينما الشهر المقبل، وتشارك في هذا الفيلم الطويل المقتبس عن رواية تحمل نفس العنوان للكاتب محمد معرافية، كوكبة من الممثلين من بينهم حسان كشاش ويوسف سحيري اللذان أديا في وقت سابق دوري مصطفى بن بولعيد والعقيد لطفي، حسبما أضافه المخرج أحمد راشدي. 

ويتناول فيلم «الأسوار السبعة للقلعة» من خلال مسار الشخصية الرئيسية لهذا العمل «غضب الجزائري الذي تنتزع منه أرضه عنوة والحقيقة القاسية للمستعمرين الناهبين، وإصرار الجزائري على الكفاح من أجل استرجاع أرضه» حسبما أردفه المخرج.