"قراءة في احتفال" تدخل القبة لأول مرة

ورشات يجمعها الكتاب والكتابة

ورشات يجمعها الكتاب والكتابة
  • القراءات: 867
مريم – ن مريم – ن
تحتضن الساحة العمومية ببلدية القبة إلى غاية 27 أوت الجاري، فعاليات المهرجان الثقافي المحلي "قراءة في احتفال"، يوميا من الساعة الخامسة إلى السابعة مساء .
يستقبل المهرجان أطفال القبة وعائلاتهم ببرنامج ثري يعتمد في أساسه على الكتاب.
نصبت في الحديقة العمومية بالساحة الكبيرة، بجانب دار البلدية، خيمتان كبيرتان تضمان الورشات المقترحة وهي "ورشة القراءة" و«ورشة الكتابة" و«ورشة الرسم" و«ورشة الحكواتي".
بالمناسبة، التقت "المساء" برئيس الموقع الأستاذ جمال ولد العيد، وهو أستاذ متقاعد (أدب عربي) الذي أشار إلى أنه استدعي من قبل مديرية الثقافة لولاية الجزائر لإدارة هذا الموقع الذي نصب لأول مرة في تاريخ المهرجان، أي منذ تأسيسه قبل 5 سنوات. علما أن مهرجان هذه السنة يضم 15 موقعا موزعا عبر بعض بلديات العاصمة.
وأكد محدث "المساء" أن موقع القبة استغنى طيلة أيام الأسبوع، ماعدا يوم الجمعة، عن "ورشة الرسم" عمدا من أجل إعطاء المجال كله للقراءة والكتابة اللتين هما الهدف الأول للتظاهرة، ويوضح قائلا: "لاحظنا الإقبال المفرط للأطفال على ورشة الرسم والتلوين، إذ يهبون دفعة واحدة نحوها ويفضلونها على باقي الورشات، فعمدنا إلى تخصيص يوم واحد لها طيلة الأسبوع، والتركيز على القراءة والكتابة لتمكين الطفل منها وتحضيره بطريقة غير مباشرة للدخول المدرسي".
دخلت "المساء" ورشة الحكواتي "ذات الديكور الجذاب والأنيق والأفرشة المزركشة التي جذبت الصغار البالغ عددهم 10 أطفال، أغلبهم من الفتيات، علما أن هذه الورشة تستقبل أساسا الأطفال الذين لا يقدرون على الكتابة والقراءة والتلخيص نظرا لصغر سنهم الصغيرة (دون السابعة) . حضرت "المساء" إحدى الحكايات التي روتها المنشطة قداش سهام، منها مثلا قصة "الأرنب والسلحفاة" وغيرها من القصص القصيرة التي تتضمن معاني وقيما تربوية سامية، دون إغفال جانب المتعة وشد انتباه الصغير، كما أكدت المنشطة، ويعطى المجال لهؤلاء البراعم كي يرووا قصصهم، بعضهم يحكي بعفوية عن مغامراته الصيفية في البحر، كما كان الشأن مع الصغيرة ياسمين، وآخر يعيد سرد ما حكته الراوية سهام.. وهكذا. وأشارت سهام بالمناسبة إلى أن الورشة تقترح على الصغار بعد كل حلقة، لعبة تعلم الحروف بشكل جذاب وممتع بعيد عن التلقين، كي لا يمل الصغار، خاصة أن بعضهم يتردد على الورشة طيلة أيام الأسبوع.
كانت "ورشة القراءة" أكثر هدوء وتنظيما. حيث جلس الأطفال يقرأون في صمت، علما أن الكثير من العناوين وضعت على الطاولات، يختار منها الطفل ما يشاء بحرية مطلقة، وكان من ضمنها مثلا "الذئب المحتال والخروف الساذج" و"جوهرة الكهف العجيبة" وغيرها. اقتربت "المساء" من الطفلة نجمة التي قالت بأنها اختارت قصة "السنديانة والحطاب" وبعد قراءتها طلب منها كتابة التلخيص، وهو "واجب" لم تعتد عليه، كما قالت، لذلك تكتشفه وسرعان ما تستسيغه. بالمناسبة، أكد السيد جمال ولد العيد أن المؤطرين يقرأون هذه التلاخيص ويصححون الأخطاء فيها، ويعطونها علامات، ثم يرجعونها للصغار، علما أن الملخص الجيد ذا الخط الحسن يتم اختياره لاقتراحه للنشر في مجلة المهرجان.
للإشارة، خصص الموقع سجلا للأولياء كي يدونوا فيه ملاحظاتهم، هؤلاء الذين يحضرون يوميا قبل موعد الافتتاح، وقد وقفت "المساء" عند إحدى الأمهات المهتمات بالمهرجان، أحضرت صغارها وراحت تدون ملاحظاتها بتركيز شديد، فقالت محدثة "المساء": "لا نستطيع أن نفرض أمرا على صغارنا، لذلك فهم من اختاروا المجيء، إنها مبادرة تستحق التشجيع والتحية، فهي تنتشل أبناءنا من اللعب في الشارع ومن الكرة والصخب، وتنتشلهم أيضا من عالم الألعاب الإلكترونية وغيرها من الأمور التافهة أو الخطيرة، لتعيدهم إلى الكتاب والثقافة التي لم نعد نجدها في مدارسنا، للأسف، ولا في المؤسسات الثقافية التي لا تتوفر في الأحياء. أسعدنا أيضا الجانب التربوي، فالطفل حتى حين يخربش فهو يتعلم وهذا بفضل التأطير الحسن، ونتمنى أن يمتد هذا إلى مدارسنا التي لم تعد تلتفت إلى الجانب الثقافي والفني، فحتى حفل نهاية السنة أصبح عبارة عن حلويات ومشروبات وشوكولاطة فقط، وغابت العروض الفنية التي كانت زمان وهو ما نتج عنه تذمر التلميذ وتهربه من المدرسة وطغى السلوك العنيف على تصرفاته".
للتذكير، فإن المهرجان من تنظيم وزارة الثقافة، وقد وصل إلى طبعته الـ 5 بعد الانتشار الذي حققه في الطبعات السابقة، ويمتد في طبعة عام 2014 إلى 15 موقعا عبر بلديات العاصمة.