العرض الأول لفيلم يروي قصة شاعر معروف

واقعية علي موزاوي في سيرة "سي محند أو محند"

واقعية علي موزاوي في سيرة "سي محند أو محند"
سي محند أو محند
  • القراءات: 557
دليلة مالك دليلة مالك

استقبلت قاعة ابن زيدون في الجزائر العاصمة، العرض الأول للفيلم الروائي الطويل "سي محند أومحند" للمخرج علي موزاوي والذي قدم للصحافة، إذ روى المخرج سيرة الشاعر القبائلي الشهير سي محند أومحند، برؤية واقعية لحياة الرجل بدون تقديس. وقد استعرض بعضا من أشعاره المعروفة، مسلطا الضوء على المجتمع وقتئذ وهم يعيشون تحت نير المحتل الفرنسي. وصاغ المخرج وكاتب السيناريو علي موزاوي عمله إلى واقعية قد تكون صادمة بالنسبة لمن لهم أفكار مسبقة عن حكمة وعلم وأخلاق الشاعر المعروف في منطقة القبائل سي محند أومحند، لما صوره رجلا سكيرا كثير التأمل في الحياة، وسط صخب السهرات، ولا يتوانى في التحديق في خواصر النساء وهن يرقصن، وقد مرر المخرج هذه  المشاهد في أكثر من مرة.

وكان الفيلم أشبه بسرد مسرحي أكثر منه رواية سينمائية تحكي القصة بالصورة بشكل استعراضي. ولم يحمل الفيلم أي عقدة تذكر من شأنها أن تبنى عليها الأحداث الدرامية المتوقعة. وقدم المخرج في هذا العمل الجديد الذي تعود فكرة إنجازه إلى أكثر من ثلاثين عاما، الحياة المثيرة للشاعر الجوال سي محند أومحند آث حماداش، المليئة بالتقلبات والأحزان على وقع التطورات المأساوية لحياة هذا الشاعر المتعلم، وابن إحدى الأسر الميسورة في منطقة القبائل. ويستعرض الفيلم على مدى ساعتين، ما آلت إليه حياة سكان هذه المنطقة الجميلة والأصيلة بسبب الاحتلال الفرنسي، الذي شتت الأسر، وقام بقتل ونفي أبنائها الذين رفضوا الاحتلال وقاوموا بالسلاح. وتشاء الأقدار أن تساير حياة هذا الشاعر الكبير الذي وجدت أشعاره الواقعية انتشارا وإعجابا في المنقطة وخارجها، ما كان يعيشه الشعب الجزائري تحت نير الاستعمار. وقد بلغت شهرة الشاعر أوجها في حياته. ويرجع ذلك إلى صدق وجمال أشعاره، التي كانت تأتي عفوية بحسب الأحداث التي يعيشها.

وعمد موزاوي ـ وهو كاتب السيناريو ـ إلى ربط تنقلات ورحلات الشاعر بالأحداث الصعبة التي عاشتها المنطقة وأبناؤها جراء بطش واستبداد المستعمر. وقد نجح المخرج في نقل المعاناة النفسية والقهر الذي عاشه الشاعر، الذي كان يقابل تلك النكسات بأشعار يشكو فيها حاله لله وينتظر الفرج. ورغم التشرد والفقر والمرض إلا أن الفيلم أعطى صورة قوية لشخصية سي محند. كما  جاء الحوار الناطق بالأمازيغية قويا وعفويا، حيث تجاوب طاقم التمثيل مع كل الأوضاع. وتمكن الممثل جمال محمدي من تقمص شخصية الشاعر بصدق رغم صعوبتها. وساهمت المقاطع الموسيقية التي وقعها الفنان جعفر آيت منقلات، في جلب المشاهد، وجعله ينغمس في أجواء القصة. يذكر أن المخرج علي موزاوي أصدر في 2020 عن دار القصبة للنشر، رواية عن الشاعر سي محند أومحند بعنوان "شاعر الألم والغربة". وله عدة أعمال في السينما والتلفزيون، من بينها فيلم "ميمزران"، و"صاحبة الظافرة"، و"الكاذب"، وأعمال وثائقية عن مولود فرعون ومولود معمري وغيرهما.