جديد الروائي الدكتور عفيف موات
"هيميرا.. اليوم التالي"..للحلم، الحب والحياة
- 234
بوجمعة ذيب
صدرت للروائي الشاب الدكتور عفيف موات، مؤخرا، رواية "هيميرا.. اليوم التالي" ، عن دار "الخيال للنشر". وستكون حاضرة بالمعرض الدولي للكتاب، المزمع انطلاقه غدا الخميس 29 أكتوبر. الرواية التي تقع في 200 صفحة، تتحدّث عن امرأة (ياسمينة) اختارت أن تُصغي لنداء قلبها، فتترك وطنها وتسافر إلى فرنسا؛ حيث يرقد من أحبّته غارقا في غيبوبة بعد حادث أليم في مستشفى صغير يقع بمدينة شاتورو.
يبدأ زمن آخر، تجلس كل يوم قربه. كتاب بين يديها، وصوتها ينساب كنسيمٍ دافئ. تقرأ له القصص؛ لأنّها في أعماقها تؤمن أن للكلمات قدرة خفية على اختراق الصمت على ملامسة ما لا يُرى. أما هو ففي عمق سباته يحيا ما تقرأه، يحلم بما ترويه، يسافر بين الحروف كما لو أن الروح وجدت طريقها إلى الحياة من جديد.. عامان من الانتظار والرجاء. وحين يفتح عينيه أخيرا يكون عليهما معاً أن يتعلّما من جديد المشي، والكتابة، والحب.
وخلال حديث "المساء" مع الدكتور عفيف موات، أوضح أنّ الرواية تتحدّث عن الشفاء بالكلمة، وعن الأدب كجسر بين الحياة والحلم، وعن الحب الذي يتجاوز الجسد والزمن. ويضيف أنّ النصّ يستعمل "الحالة المعلقة" أو لحظة ما بين الحياة والموت كالحالة التي تسبق أو تلي غيبوبة أو إصابة أو انفصالا؛ ما يعطي توترا نفسياً، مستغلا الزمان بطريقة ليست خطّية بالكامل، أو على الأقل، كما قال: " أنا أستفيد من التأخير في الحدث؛ لخلق فضاء داخلي "، مضيفا أنّه أعتمد على الوصف النفسي، والمشاعر، ولغة مليئة بالرمزية. فالنصّ، مثل ما أشار، يجمع بين وصف واقعي؛ سفر إلى فرنسا، إصابة، مستشفى، قراءة كتب، وبين تجربة داخلية أو نفسية حتى فيها الحلم. فالبطل في غيبوبة يعيش تجارب تستحضرها القراءة. والرواية، كما أوضح لـ"المساء"، هي، في الواقع، تحية لكلّ مريض عانى في صمت بعد أن رجعت إليه الحياة.
وعن اختياره اسم "هيميرا" قال الدكتور موات إنّ "هيميرا" في الميثولوجيا الإغريقية هي إلهة النهار ابنة الإلهة نيكس إلهة الليل والإله إيريبوس؛ أي إله الظلام. ومن ثمّة فهي تُمثِّل هيميرا؛ النور الأول الذي يُبدِّد العتمة. وبظهورها ينقشع الليل، وتبدأ دورة الحياة من جديد. وفي الأساطير القديمة، كما أوضح، كانت هيميرا تُجسِّد الانتقال بين الظلام والنور، بين الغياب والظهور، بين الموت الرمزي والبعث؛ لهذا كثيرا ما تُذكَر كرمزٍ للإشراق، للأمل، ولليوم الجديد الذي يولد من رحم الليل؛ فرمزية هيميرا في الأدب والفكر هي النهضة بعد السقوط، وإلى الإفاقة بعد الغيبوبة؛ سواء كانت جسدية أو روحية. كما يمكن أن تُرى كصوت داخلي يُعيد للإنسان وعيه، أو كصورة للنور الذي يُقاوم الموت؛ لذا حين يُستخدم اسمها في عملٍ روائي فهو غالبا إشارة إلى بعث جديد، أو وعي متجدّد، أو شفاء بعد ظلمة طويلة.