فيلم «كلاب» للمخرجة مارسيلا سعيد

هل يمكن إدانة الأب المجرم؟

هل يمكن إدانة الأب المجرم؟
  • القراءات: 440
❊  مبعوثة «المساء» إلى القاهرة: دليلة مالك ❊ مبعوثة «المساء» إلى القاهرة: دليلة مالك

دخل فيلم «كلاب» للمخرجة الشيلية مارسيلا سعيد المنافسة الرسمية ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 39، يوم الأربعاء المنصرم بالقاعة الصغرى لدار الأوبرا المصرية، وهو عمل مشترك بين دول الشيلي وفرنسا والأرجنتين والبرتغال. يروي قصة «ماريانا» التي تعيش تجاهلا من قبل أبيها وزوجها رغم أنها تنحدر من عائلة مرموقة في الشيلي. تواجه صدمة شديدة كون والدها من المتعاونين في انتهاك حقوق الإنسان، إلى جانب عشيقها «العقيد» المتابع بقضايا جرائم ضد الإنسانية.

تشغل «ماريانا» حياتها بمعالجة الخصوبة وإدارة معرض فني، إلى جانب تعلمها الفروسية عند العقيد «يوان»، إذ تكتشف مع مرور الأيام أنه خاضع لتحقيق في قضية اختفاء أفراد من الميلشيات في سنوات 1973 و1975. تحاول مساعدته لتجاوز هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها مدربها، ثم ما لبث أن أصبح عشيقها رغم أنه يكبرها بعقدين، لكن «يوان» في كل مرة يصدها عن معرفة باقي التفاصيل عن الموضوع، غير أنه في الأخير يترك لها رسالة قبل أن ينتحر، يكشف فيها أن والدها كان متعاونا في تلك الجرائم، إذ خضع لأوامر الجيش في إرسال شاحنات لنقل الضحايا ورميهم بعيدا.  تلتزم «ماريانا» الصمت، ولا تستطيع مواجهة والدها الذي يملك نفوذا كبيرا وهو محصّن من قبل النظام، وتقوم بحرق الرسالة الدليل على إدانة أبيها، فتعود ماريانا إلى حياتها الروتينية مصدومة بالواقع المرّ.

اشتغلت المخرجة على رمزية الكلب، حيث غلب على معظم مشاهد الفيلم حضور الكلاب على اختلاف أشكالها، فالكلب الذي تملكه «ماريانا» في بداية العمل، يحتفى به في عيد ميلاده، ثم في الأخير يموت، فيهديها زوجها المحامي الأرجنتيني جروا، لكنه يتعرض للقتل، وهو ما يعكس إدانة الفيلم الديكتاتوريين، وأن مصيرهم لا بد أن لا يكون سوى الإعدام.

اعتمدت مارسيلا سعيد في فيلمها «كلاب» (94 دقيقة، إنتاج 2017)، على المشاهد المقربة في نقل تفاصيل الأحاسيس والدنو من حركة الممثلين عبر كاميرا على الكتف. كما كان للممثلة البطلة أنطونيا زيجرز دور كبير في تجسيد دور ماريانا بشكل احترافي بفضل أدائها النابع من صدق إحساسها وتمكنها من نقل صورة المرأة المقهورة نفسيا بسبب أهلها.        

  مبعوثة «المساء» إلى القاهرة: دليلة مالك