تساءل رئيس مؤسسة القصبة لحفظ مدينة الجزائر، السيد علي مبطوش، عن سبب التماطل في ترميم القصبة، في حين تم الانتهاء من إنجاز عدة مشاريع مثل المترو الذي عرفت أشغاله، تعطلا كبيرا، مضيفا أنّ أكثر من ستين سنة لم تكف لترميم دار السلطان وغيرها من معالم المحروسة، فهل نريد ترميم القصبة أم لا؟

نزل السيد علي مبطوش، رئيس مؤسّسة القصبة لحفظ مدينة الجزائر، ضيفا على منتدى ”المجاهد”، للحديث عن القصبة وما آلت إليه في ذكرى إحياء يومها الوطني الموافقة لـ23 فيفري من كل سنة، وفي هذا السياق، تساءل عن الأسباب التي أدت إلى الإخلال بترميم القصبة رغم الأموال الطائلة التي خصّصت لذلك، مضيفا أنه منذ عشرة أيام زار دار السلطان وتحسر لبقائها على حالها ما عدا ترميم دار واحدة بها، في حين أنّ مدناً تعرّضت إلى الهدم الكامل مثل برلين وهيروشيما وغيرها، رممت في فترة وجيزة، كما تحدّث عن جامع بتشين الذي كلّف ترميمه 800 مليون سنتيم إلا أنه أحيطت به محلات لبيع الملابس الداخلية بدلا من محلات للصناعات الحرفية، لتشجيع السياحة. وعن السياحة في القصبة، قال مبطوش إنّ للمؤسسة رؤيتها الخاصة بالثقافة السياحية في القصبة وقد قدّمتها إلى السلطات المعنية، إضافة إلى المواضيع التي تمس الصناعات الحرفية والترميم، فهل من مجيب؟. وانتقد أيضا طريقة تنظيم الجولات السياحية المنظمة من طرف الخواص بالقصبة، إضافة إلى تعرض أكثر من سائح إلى السرقة وهو ما يسيء إلى السياحة الثقافية بالقصبة. بالمقابل، أكّد المتحدث أنّه ليس ضدّ السياحة في القصبة لأنّها تتشكّل من جسد وروح، إلاّ أنّه طالب بضرورة تنظيمها بما يعود لها بالفائدة، خاصة من ناحية تشجيع الصناعة الحرفية، لينتقل إلى مشروع ملتقى الطرق الذي يؤدي من باب الجديد إلى المسمكة وقال إنّه يحتاج إلى ترميم قبل فتحه، نظرا لتوقف الأشغال به وهو المشروع الذي كان سيدر أموالا كبيرة، وهو نفس مصير مدرسة الترميم التي كانت المؤسّسة تود فتحها بالقصبة.

من جهته، قال الفنان وعضو بمؤسسة القصبة، عبد الحكيم مزياني، إنّه يجب إشراك المجتمع المدني في بناء وتسيير القصبة، كما تحدّث عن منح مشروع إحياء القصبة للفرنسي دون نوفال والذي قال إنّ المؤسسة لا تعرف عنه شيئا، لكنها لن تكون معارضة لهذه المبادرة التي قد تكون منتجة للقصبة