المخرج الفلسطيني محمود رمزي:
.. هذه تجربتي مع فضل شاكر

- 293

يُعدّ المخرج الفلسطيني محمود رمزي حاليا، واحدا من أبرز الأسماء في عالم الإخراج الغنائي في المنطقة، خصوصاً عبر تعاونه المستمر مع الفنان فضل شاكر، حيث استطاع أن يمنح أعماله المصوّرة طابعا بصريا رومانسيا بسيطا، غنيا بالإحساس والعفوية.
ويعتمد رمزي في إخراجه على البساطة، والصدق البصري، مبتعدا عن التعقيد والمبالغة في المؤثرات، أو الاستعراض المفرط، مفضّلًا الاعتماد على الإضاءة الناعمة، والتركيز على ملامح الفنان، والمشاعر التي تنقلها الكاميرا بوضوح، ليخلق صورا صادقة، تصل مباشرة إلى الجمهور، بعيدا عن الابتذال أو التصنّع.
ويكشف رمزي أنّ بدايته مع فضل شاكر جاءت بعد لقائه بابنه محمد، إذ صوّره في جلسة فوتوغرافية داخل سكنه بالمخيم، قبل أن يقدّم أول تعاون مع فضل في كليب "وينك حبيبي" قبل أربع سنوات. ويشرح فكرته وقتها قائلاً: "أردت أن يظهر فضل بنظارة سوداء وقميص أسود وخلفية داكنة مع إضاءة بسيطة، لتكون الصورة حميمية، ومركّزة على حضوره".
ومنذ ذلك الحين قدّم رمزي سلسلة من الكليبات الناجحة لفضل شاكر، مستخدما أسلوبه البسيط، المعتمد على المساحات الصغيرة، والأكسسوارات المحدودة، مثل الميكروفون، والنظارة السوداء، مع إضافة لمسات عفوية، تحوّلت إلى بصمة بصرية محبّبة لدى الجمهور. ويصف رمزي علاقته بكاميرته قائلاً إنّها تلاحق ملامح فضل شاكر بدقة، وتركّز على تفاصيل تعبيراته لتجعل المستمع يرى الأغنية بعيني الفنان نفسه. ويعتمد في ذلك على الألوان الدافئة، والإضاءة الناعمة لخلق أجواء رومانسية حنينية، تتماشى مع طابع أغنيات شاكر، فيضعه في قلب الكادر بوصفه المحور الرئيس للصورة، لا مجرد عنصر ضمن ديكور أو مؤثرات ضخمة.
آخر أعمال رمزي مع فضل شاكر كان كليب "كيفك ع فراقي"، الذي جمع فضل بابنه محمد شاكر؛ في صورة شاعرية عاطفية، ركّزت على المشاعر الإنسانية العميقة بين جيلين، فجاءت الكاميرا قريبة من القلب، تلتقط لحظات وجدانية حميمة عزّزت صدق الكلمات واللحن. ويؤكد رمزي أنّ التعاون مع فضل شاكر مستمر، إذ يُحضّر حاليا لتصوير كليبات جديدة له، إلى جانب مشاريع أخرى مع فنانين بارزين، من بينهم صابر الرباعي والشامي، بالإضافة إلى تحضيرات أولية لفكرة كليب مع الفنان محمد رمضان.
وفي حديثه مع "العربي الجديد" يستعيد رمزي بداياته، قائلاً: "بدأت رحلتي في الإخراج عام 2010، وكان أوّل كليب من توقيعي للفنان جاد خليفة. ثم توالت الأعمال مع رويدة عطية، وإبراهيم الحكمي، ومعين شريف، ونوال الزغبي، وأدهم النابلسي". وعن فلسفته في الإخراج يوضّح رمزي أنّه يعتمد على التناغم بين الفكرة وروح الأغنية بعيدا عن أيّ استعراض لا يخدم المعنى، مضيفًا: "البساطة أقرب وسيلة لتجسيد الواقعية، وهي العنصر الأهم في نجاح أعمالي".