إبراهيم قاري ينشر كتب والده الراحل ويصرح لـ"المساء":

هذه البداية... وسأنشر كل ما كتبه محمد قاري

هذه البداية... وسأنشر  كل ما كتبه محمد قاري
  • 978
لطيفة داريب لطيفة داريب

في بادرة لا يسعنا إلا تثمينها بشدة، طبع الكاتب الشاب إبراهيم قاري كتابا خطه والده الراحل عن هذه الدنيا، والباقي فيها بما كتبه، ولم يتسن له نشره، ليأتي لاستكمال هذه الخطوة الحميدة.

قال الكاتب ابراهيم قاري لـ«المساء"، إن "حقيبة فيلسوف" كتاب يجمع مقالات وخواطر كتبها والده الراحل محمد قاري، ونشرها في مختلف الجرائد المحلية في سنوات الثمانينات والتسعينات، وأضاف أن "حقيبة فيلسوف" يعد ثاني كتاب للفقيد، بعد أن طبعت الجمعية الفلسفية العربية بالقاهرة، أطروحته الأكاديمية في الماجستير الموسومة بـ«سيميائية المعرفة المنطقية: منهج وتطبيقه" بتوصية من الدكتور حسن حنفي، الذي حازت الأطروحة على إعجابه.

وتحسر إبراهيم على عدم تمكن والده من طباعة إنجازه الغزير، بعد مغادرته الحياة فجأة، إثر حادث مرور سنة 2001، مخلفا وراءه إرثا قيما، دفع المتحدث للشعور بالمسؤولية تجاهه، خصوصا حينما شرع في البحث عن أثر والده في محيطه، فاقترب من أستاذه والصديق المقرب لوالده الدكتور عبد الحفيظ بورديم بتلمسان، الذي اقترح عليه فكرة نشر ما كتبه محمد قاري، فكان كذلك فور عودة ابراهيم إلى المنزل العائلي.

وعن "حقيبة فيلسوف"، أشار ابراهيم إلى ضمه مقالات حول الظواهر الاجتماعية والسلوكيات والثقافة، إذ يقدم الكتاب رؤية لمشروع فلسفي، أو بشكل أدق، كما يقول الدكتور عبد الحفيظ بورديم في خاتمة مقدمة الكتاب "وظني أن من يفتح هذه الحقيبة سيجد صورة مثلى من فيلسوف أراد أن يبني مشروعا فيهديه لأمته، وهي تستقبل قرنا جديدا، قد يكون هو قرن العالمية الثانية إن شاء الله". وتابع مجددا أنه أنجز هذا العمل، أي نقل المقالات من ورق الجرائد المصفر إلى جهاز الكمبيوتر، في مدة قاربت السنة، ليتفاجأ بسهولة نشره، بعد تعرفه على المعلم الأستاذ التهامي مجوري صاحب مؤسسة ميلاد العلمية الثقافية بالجزائر العاصمة، الذي أعجب بالمخطوط، فقرر نشره باسم مؤسسة ميلاد.

بالمقابل، قال إبراهيم لـ«المساء"، إن "رسالتي الأولى، تخليد لأعمال والدي، حتى لا يضيع إرثه القيم بين الورق. والأهم أني قبل كل شيء أقتدي بالحديث الشريف (إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)".

كما أكد أن هذا الإصدار لن يكون الأخير، إذ يعمل على تجديد أطروحته "سيميائية المعرفة المنطقية: منهج وتطبيقه" في إصدار جديد، ستعقبه إصدارات أخرى في شكل سلسلة، تجمع بحول الله كل ما كتبه والده رحمه الله.

للإشارة، صدرت لإبراهيم قاري مجموعة قصصية بعنوان "آخر الرواق"، تضم ست قصص في أدب الرعب. كما صدرت له أيضا رواية "سنابل وأغلال"، وأخرج عدة أفلام قصيرة.