الاجتماع الأول للمركز الإقليمي لحماية التراث الثقافي غير المادي

هدية لإفريقيا وتثمين للتعاون جنوب –جنوب

هدية لإفريقيا وتثمين للتعاون جنوب –جنوب
  • القراءات: 719
❊مريم .ن ❊مريم .ن

عقد المركز الإقليمي لحماية التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا (مركز من الصنف الثاني تحت رعاية اليونسكو)، أمس، بالمتحف الوطني للفنون الجميلة  الاجتماع الأول لمجلس إدارته، وتم التأكيد خلال هذه المناسبة الرسمية دعم كفاءات القارة في مجال تحديد والجرد والبحث العلمي والتوثيق وحماية التراث غير المادي، وتنشيط التعاون وتبادل الخبرات وتسهيل المبادلات بين المتاحف ومراكز الأرشيف على مستوى القارة، مع إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالتراث في إفريقيا.

 

أثنى ممثل اليونسكو، السيد تيموتي كورتيس، خلال كلمة ألقاها على جهود الجزائر والتزامها بالاتفاقيات المبرمة مع اليونسكو علما أنها كانت أول بلد في العالم يمضي على اتفاقية حماية التراث غير المادي، ثم احتضنت أولى الجلسات الخاصة بالاتفاقية، وأكّد أنّ العمل في مجال التراث قادر على تعميق أواصر التعاون والتعايش بين الشعوب وكذا مواجهة التحديات واحترام ثقافة الآخر، كما أضاف أنّّ اليونسكو تعتبر القارة السمراء عبارة عن مكتبة ضخمة واعتبر المتحدث أيضا أن العمل في مجال التراث يعزّز التعاون جنوب- جنوب.    

أما ممثل وزارة الخارجية، السيد لدهان، فأكّد أنّ احتضان الجزائر لهذا المركز شرف لها وتثمين لجهودها في مجال التراث على المستويين الوطني والدولي، وحيا بالمناسبة الخبراء الجزائريين العاملين والمتعاونين مع اليونسكو، كما اعتبر دعم الجزائر للمركز مكمّلا لدعمها للقارة السمراء.

بدوره، أسهب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في الحديث عن المركز وعن مختلف الاتفاقيات التي وقعتها الجزائر ومساهمتها في تحضير وتحرير الاتفاقية الدولية التي تبنتها اليونسكو في 2003 والمتعلقة بحماية التراث الثقافي غير المادي، ومنذ 2004 كانت الجزائر أوّل بلد في العالم يوقّع على هذه الاتفاقية، الساري اليوم مفعولها عبر 170 دولة، وأضاف الوزير أنّ من أهداف هذا المركز تعزيز كفاءات البلدان الإفريقية وقدراتها في مجالات تعريف التراث غير المادي وجرده، والبحث العلمي والتوثيق والحماية وتحفيز التعاون وتبادل الخبراء، والخبرات بين الهيئات الإفريقية المكلفة بالتراث غير المادي، وتسهيل التبادل بين المتاحف ومراكز الأرشيف المتخصصة في مجال التراث، وتشكيل قواعد البيانات والمساهمة في معرفة أفضل بالتراث في إفريقيا.

أشار الوزير إلى أنّ اتفاقية 2003 تعرف التراث بأنّه مجموع الممارسات والتمثلات والتعبيرات والمعارف والمهارات التي تعترف بها المجتمعات والأفراد وتعيد إبداعها باستمرار وفق بيئتها وتاريخها وتفاعلها مع الطبيعة، وتناقلها عبر الأجيال، وقد وضعت الاتفاقية قوائم تدعى لوائح تراث الإنسانية التي يمكن للدول الانضمام إليها، كما ذكر أن الجزائر سجلت في اليونسكو «أهليل»، «الشدة التلمسانية»، «الركب لأولاد سيدي الشيخ» و»السبيبة» وأسبوع تيميمون، و»كيالي الماء» بتوات و»إمزاد» وأعدت ملفات متصلة بتقطير ماء الزهر بقسنطينة وحلي آث يني والراي وأشويق والياي ياي والسراوي، وكذا الملف المغاربي المرتبط بالكسكسي.

للإشارة، طلبت الجزائر من اليونسكو منذ سنة 2011 أن توافق لها على منحها شرف احتضان مركز دولي تحت وصايتها مخصص لخدمة اتفاقية 2003 لفائدة إفريقيا، وتم توقيع اتفاق إنشاء هذا المركز في فيفري 2014 ليجعل من مركز الجزائر السابع من نوعه في العالم بعد مراكز الصين واليابان وكوريا الجنوبية وإيران والبيرو وبلغاريا.

ويبقى هذا المركز هدية لإفريقيا وتكريما لها ولتراثها الضارب في التاريخ السحيق، كما أنّه تثمين لشعوبها التي استطاعت الحفاظ على هذا الإرث الكبير وتحويله إلى رأس مال ثقافي.