طباعة هذه الصفحة

«سياسات الخطاب الأدبي” لفيصل الأحمر

نوتات تُعزف على شرف فلاسفة اهتموا

نوتات تُعزف على شرف فلاسفة اهتموا
الكاتب والأستاذ الجامعي فيصل الأحمر
  • القراءات: 789
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الكاتب والأستاذ الجامعي فيصل الأحمر لـ المساء، إنّ كتابه الصادر حديثا عن دار الوطن اليوم والمعنون بـ سياسات الخطاب الأدبي في المقاربة الفلسفية للخطاب الأدبي، يضمّ مقالات كُتبت بطريقة أوركسترالية، وكأنّها نوتات موسيقية مختلفة المواضيع والألحان، كما تناولت تعامل الفلاسفة مع النصوص الأدبية.

تحدّث الدكتور فيصل الأحمر إلـى المساء، عن بعض تفاصيل كتابه الصادر حديثا والمعنون بـ سياسات الخطاب الأدبي في المقاربة الفلسفية للخطاب الأدبي، فأشار إلى أنّ الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات الفلسفية التي تتناول موضوعا محددا، أو أنّها تجيب عن إشكالية كيفية تعامل الفلاسفة مع النص الأدبي، معتبرا أنّ الفلاسفة عموما، يتعاملون مع قضايا قدرية وعقلية وذات طابع جدلي؛ ما يبعدهم بعض الشيء عن المادة الأدبية، التي هي مادة تخييل وخلق تصوّرات رمزية حول العالم، وليس من مهامها الفصل في شؤون هذا العالم، بل تمسّ تجارب الإنسان وما يحيط به من حسّ ومعرفة ومشاعر. وأضاف الأحمر أنّ هناك فاصلا تقليديا ما بين الأدب والفلسفة، يبعدهما بالضرورة عن بعضهما البعض رغم أنّ الكثير من الفلاسفة تعاملوا مع النصوص الأدبية، حتى إنّ هناك منهم من هم أدباء، كما أنّ عددا لا يستهان به من الأدباء لامسوا الفلسفة، وقد قدّم المتحدّث أمثلة واسعة عنهم في كتابه هذا، وبالأخص في المقدّمة. كما ذكر الأحمر أنّ هناك من الفلاسفة من يتعامل مع النصوص الأدبية من أجل التفكير في شؤون العالم، وبالتالي يصبح التفكير النظري مبنيا على نص أدبي، وهو الأمر الذي دفعه إلى أن يتساءل عما يفعل الفلاسفة بالأدب، وبالضرورة يعقبه السؤال حول ماذا يفعل الأدباء بالفلسفة، مستأنفا قوله إنه تناول في كتابه هذا بعض الأمور التي يعمل عليها كثيرا؛ مثل الخيال العلمي والروايات والشعر وأدب الرحلة وغيرها، علاوة على نصوص تناولتها مجموعة كبيرة من الفلاسفة بالتحليل والمقاربة.

وبالمقابل، أشار فيصل الأحمر إلى تميّز طريقة كتابة الكتاب الذي يضم مقالات ذات طابع قصصي ومليئة بالجدل الفلسفي؛ ما يجعلها نوعا جديدا تماما من الكتابة. كما أنّ المقالات تتوفّر على مداخل، ثم تنويعات حول المواضيع؛ وكأنّها عزف موسيقي يدور حول مواويل معيّنة، في حين جاء الختام في صورة تمهيد لموضوع آخر، وهكذا هي مكتوبة بطريقة أوركسترالية جميلة، تمنى الكاتب أن تروق للقرّاء.