ملتقى "الاستكشاف المعرفي الفرنسي ودوره في الاستيطان"

نوايا استعمارية هدفها السيطرة والنهب

نوايا استعمارية هدفها السيطرة والنهب
  • القراءات: 723
مريم. ن مريم. ن

تنظم كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة "مصطفى اسطمبولي" بمعسكر، يوم 15 مارس الداخل، أشغال الملتقى الوطني الافتراضي بعنوان "الاستكشاف العلمي الفرنسي للجزائر ودور المعرفة العلمية في مشروع الاستعمار الاستيطانية"، يناقش فيه المشاركون خلفيات المشروع المعرفي الاستعماري، للرد عليه ومواجهته بالحقائق العلمية.

من ضمن ما جاء في ديباجة الملتقى، أن إرادة الإنسان الفرنسي الاستعماري، تميزت بتسخير كل ما هو متوفر في الطبيعة خلال القرن التاسع عشر، تحت مسميات عديدة، منها "الفضول العلمي"، لكن في حقيقة الأمر، كان ذلك مخططا له ولم يكن مجرد فضول علمي، حيث قررت السلطات الفرنسية، تجنيد كل الموارد البشرية للقيام بعملية الاستكشاف العلمي للجزائر، وبدأت بخطة ناجحة، وهي جرد وإحصاء كل الموارد الطبيعية والبشرية في أرض الجزائر، بعد احتلالها ووضعها في مصنفات جاهزة للعرض في المتاحف والتظاهرات العلمية والثقافية، التي كانت تقام في الجزائر، وحتى في فرنسا.

كان هدف فرنسا من وراء ذلك، تطوير وتوسيع الاستعمار، بتسخير طبيعة الجزائر وما تزخر به من خبرات متنوعة، من أجل استغلال ذلك في إنقاذ الاقتصاد الفرنسي المنهار، وتموين أوروبا كمشروع خارجي، أما الشطر الآخر من مشروعها الاستيطاني داخل الجزائر، فيرتكز على توسيع نفوذها وترسيخ الاستيطان بكل تفاصيله على الأرض والإنسان.

من محاور الملتقى "بداية الاستكشاف العلمي الفرنسي للجزائر"، "المؤسسات المشاركة في مشروع الاستكشاف"، "اللجان العلمية والجمعيات" وكذا "الصحافة والوكالات السياحية"، "التعريف بالعلماء الفرنسيين والجزائريين وأهم مصادرهم حول الاستكشاف العلمي للجزائر"، "مجالات الاستكشافات العلمية الفرنسية في الجزائر" و«الدراسات التاريخية والجغرافية"، ناهيك عن "الدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية"، "الاستكشاف في مجال الطبيعة" (البيئة والحيوان)، "الاستكشاف في مجال ما قبل التاريخ وعلم الآثار" و«انعكاسات الاستكشاف العلمي للجزائر على التوسع الاستعماري وتثبيت الاستيطان".

تعد الأعمال التي أنجزت في تخصصات عديدة ومختلفة، تمس مجالات المعرفة العلمية التي كان يركز عليها الاستعمار في مشروعه الاستكشافي العلمي للجزائر تراثا علميا قيما، إذ يعتبر بمثابة أدوات للاطلاع على حالة الجزائر في تلك الفترة بالذات، وما سبقها من فترات زمنية، من شأنه أن يساعد الطلبة والباحثين والمهتمين بتاريخ الجزائر الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والديني.

من أهداف الملتقى، تبيان أغراض الاستعمار الفرنسي وترسيخ تواجده تحت شعارات مزيفة، يدعي من ورائها نشر الحضارة الفرنسية في الجزائر المستعمرة، مع التأكيد على أن اللجان العلمية والجمعيات المختلفة والمؤسسات الرسمية الفرنسية آنذاك، كانت خاضعة كلها إلى إيديولوجية الاستعمار، حتى وإن كان هناك بعض الأعمال العلمية التي تميزت بنوع من الاستقلالية عن السلطة الفرنسية، من حيث تحقيق جانب من الموضوعية العلمية.

تم التأكيد على أنه لا يجب "أن نتخوف من الآخر، وما أنتجه من معرفة في مختلف الجوانب التي تتعلق بالجزائر المستعمرة، لأن ذلك يجعلنا نقع في فخ عدم فهم الآخر، وما أنتجه من تراكمات إبستمولوجية، لهذا وجب الآن، مواجهة الأمر بكل شجاعة وإرادة، من أجل تبني مشروع علمي يعتمد على تحليل ما أنتجه الاستعمار من معرفة علمية، في إطار مشروعه الاستكشافي للجزائر،  بتحديد طبيعة المعرفة العلمية التي أنتجها الاستعمار، وفهم ماهيتها بالنسبة لنا، والوصول إلى النتائج التي حققها من وراء ذلك، إذ تتبع منهجية علمية تعتمد على تحليل ونقد تلك التراكمات من المعرفة، التي خلفتها المؤسسات الفرنسية، التي تبنت مشروع الاستكشافات العلمية لبلاد الجزائر، التي اعتبرت في ذاكرتهم أرضا جديدة لا يعلمون عنها شيئا، نظرا للخصوصية الدينية والثقافية للمجتمع الجزائري.

كما أُشير إلى ضرورة توفر الحس العلمي والفطنة، لقراءة هذه التراكمات المعرفية ذات الطابع الاستعماري الصرف، من أجل استخلاص دروس في الحاضر "تجعلنا نستفيد من الماضي، ولا نتخوف مما أنتجه الآخر في فترة لم نكن نحن المسؤولين عنها، بحكم سيطرة الاستعمار على الأرض والإنسان الجزائري أنذاك، بهدف الاستشراف للمستقبل، لأن العالم متجه نحو توظيف العلم والاستكشافات الجديدة من أجل السيطرة مستقبلا"، مع تعزيز الانتماء لوطن والتشبث بهويتنا، التي حاول الاستعمار طمسها بالتستر وراء الشعارات المزيفة التي حاكها حول مشروع الاستكشافات العلمية، التي كانت جزء من نظريته في نشر الحضارة والثقافة الفرنسية في الجزائر المستعمرة.