المكتبة البلدية "الشهيد خليفي الدراجي"

نموذج للمكتبات الناجحة بسكيكدة

نموذج للمكتبات الناجحة بسكيكدة
  • القراءات: 1446
 بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تعدّ المكتبة البلدية "الشهيد خليفي الدراجي" الكائنة بحي "عيسى بوكرمة" في سكيكدة، من بين أنشط المكتبات الخمس المتواجدة في  الولاية، ونموذجا حيا يعكس بصدق أنه عندما تتوفر الإرادة والتعاون والتناسق يمكن تحقيق نتائج باهرة لا تتطلب أموالا ضخمة. وما شدّ "المساء" وهي تزور هذا الصرح الثقافي الذي تدعمت به المدينة؛  العلاقة المتينة القائمة بين كل مؤطري هذه المكتبة من المدير إلى أبسط عامل، مما جعلها وفي ظرف وجيز، تعرف إقبالا كبيرا من قبل الشباب من مختلف الأعمار والجنسين.

عن تاريخ نشأة هذه التحفة الفنية الحقيقية التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة وأضفت على الحي بعدا جماليا، قال مديرها السيد مراد شاوش، بأنّ هذا المكسب الثقافي تمّ تدشينه في 05 جويلية 2015، وهي تحتوي على ناد للرسم خاص بالأطفال وآخر للفنون الجميلة خاص بالكبار، إضافة إلى ميدياتيك بها 17 حاسوبا، إلاّ أنّ الإشكال الذي تعاني منه هذه الأخيرة؛ انعدام خدمة الأنترنت التي انقطعت عن المكتبة منذ فترة. وهو أمر تأسف له المدير، خاصة أن المكتبة كانت تجذب إليها أعدادا كبيرة من شباب الحي من هواة الإبحار في عالم الأنترنت، خاصة المتمدرسين الذين يجيدون فيها فرصة سانحة لإنجاز أبحاثهم.

إلى جانب الميدياتيك، تحتوي المكتبة على قاعة كبيرة للمطالعة مفتوحة لجميع الفئات العمرية، أكثرهم ـ حسب المدير ـ الجامعيون وطلبة أقسام النهائي الذين يزداد توافدهم على القاعة قبل امتحانات البكالوريا بشهرين، حيث تعمد إدارة المكتبة على وضعها تحت تصرّفهم إلى غاية ساعات متأخّرة من الليل، لتبقى النقطة السوداء التي تتطلّب تدخلا عاجلا؛ تزويدها بآمات الكتب والمراجع، حتى تتمكّن من مواكبة متطلبات الباحثين. كما تحتوي على قاعة كبيرة متعدّدة النشاطات بإمكانها استقبال أكثر من 100 شخص.

فيما يخص التأطير، وبالرغم من أهمية المكتبة البلدية "خليفي الدراجي" بالحي المعروف بـ"سيسال"، إلاّ أنها تفتقر لمختصين في علم المكتبات، ويبقى توظيفهم أكثر من ضرورة، وهذا عكس الفنون الجميلة التي يؤطرها فنانان مختصان من خريجي المدرسة البلدية للفنون الجميلة، وهما سيعود فؤاد وسيفي نبيل.

يرى مسؤول هذه المكتبة بأنّ تواجد جمعية "مهرجان المسرح" لمدينة سكيكدة ساهم بشكل كبير في ترقية النشاطات، من خلال المحاضرات التي تقدمها وحتى الورشات المتخصصة في المسرح وفي تقنياته.

وفي كل هذا، تبقى هذه المكتبة التي تعد من أهم الاستثمارات نموذجا للمكتبات الناجحة التي تعمل على ترقية الثقافة الجماهيرية بمفهومها الحقيقي.