"مدغاسن، حكايات سرية" عن أقدم ضريح ملكي

نماذج متعدّدة من مخيال تاريخي مشترك

نماذج متعدّدة من مخيال تاريخي مشترك
  • القراءات: 566

 

صدر مؤلف جماعي يضم نظرات متقاطعة لعشرا الكتاب والشعراء حول الضريح البربري "مدغاسن" يحمل عنوان "مدغاسن، حكايات سرية"، مؤخرا الذي أنجز بالتعاون مع جمعية "أصدقاء مدغاسن".

يضم هذا الكتاب المكون من 256 صفحة من إصدار دار النشر "الشهاب"، قصائد وروايات باللغة العربية والفرنسية، وشارك في إعداد هذا العمل عدّة مؤلفين وصحفيين منهم نصيرة بلولة وشوقي عماري وأمزيان فرحاني وأمين خان وجودت قسومة وكذا احميدة العياشي.

ينتقل شوقي عماري في عمله بعنوان "الأحجار الـ12 لمنتصف الليل" بين قصة محتال يحاول بيع الضريح لرجل أعمال ثري من زمننا هذا وقصة يسرد فيها اليوم الأخير لعملية تفقد أشغال بناء هذا الضريح قبل 23 قرنا، كما يروي قصة رحلة الزائر "حمادة" الذي جاء من طاسيلي بحثا عن كنز بباتنة وكذا قصة الشابة "عزة" التي تعيش ببوسطن (الولايات المتحدة الأمريكية) التي رافقت أمها إلى أرض  أجدادها، وتعالج كل هذه القصص حكاية الضريح حيث يقوم العديد من الأشخاص بالبحث عن نفق سري.

من جهتها، تتطرق نصيرة بلولة في عملها الذي يحمل عنوان "متلازمة مدغاسن" إلى "هذا الجد المتعب من تكبده مشقة البقاء واقفا من دون دعم يقيه من الانهيار دون أن يتمكن من البوح بكل أسراره"، كما شكل هذا العمل فرصة للروائية المنحدرة من منطقة مدغاسن للإشارة إلى نقص المعلومات حول الضريح وحول هذا الجزء من  تاريخ الجزائر.

تستكشف الكاتبة ضمن نصها الضريح من الداخل من خلال عنصر أساسي يتمثل في  بطل القصة، وهو طالب جامعي في التاريخ، يقوده نوميدي في حلمه عبر الممرات  الموجودة تحت الأرض والمقابر التي يحتوي عليها ضريح مدغاسن.

وشارك الشاعر والفيلسوف أمين خان، من جهته، في هذا العمل من خلال قصيدة تحمل عنوان "في ذكرى حجر نوميديا"، وفي إطار مشاركته في هذا العمل، اقترح رشيد مختاري خاطرة "رالي البربر" الذي  يعتبر سباقا ماراطونيا يروي من خلاله قصة ألفية الجزائر وتناقضاتها.

بدأت هذه الرواية الخيالية من خلال عملية إعادة جماجم المقاومين الجزائريين (رفات محولة ومحفوظة في فرنسا لغاية اليوم) إلى أرض الوطن حيث تسعى السلطات  إلى دفنها داخل مدغاسن، أقدم ضريح ملكي في الجزائر.

وحسب الصحفي الفرنسي تياري بيري، فلقد أصبح مدغاسن معلما جامعا، وفي عمله "أحجار بمثابة نجوم"، يستغل الكاتب هذا الضريح كحبكة يتداخل فيها التبادل المتقاطع  بين ثلاثة أصدقاء: جزائريان وفرنسي يتحدثون عن التطورات غداة الحراك الشعبي، ويستمد الكاتب هذه التعددية من تغير الأسماء والكتابات المقدمة لهذا المعلم الذي يعكس حسبه مختلف العلاقات التي تربط المواطن بالتراث.

تبرز فكرة المعلم الأزلي في رواية الصحفي والكاتب حميدة العياشي بعنوان "ظلال مدغاسن"، ويسرد هذا النص حياة عائلة في منطقة باتنة من خلال يومية شاب مشتت بين  والديه وزوجته وحياته في أوروبا الشرقية، وفي هذه الرواية العائلية الغامضة، يبقى الصرح دائما واقفا بالرغم من تقلبات الحياة.