ما أوصاف النبي محمد إن وصفت إلا قطرة من بحر

نكاف يبصم "ما البرية دونك إلا ومضة تيه"

نكاف يبصم "ما البرية دونك إلا ومضة تيه"
الشاعر عيسى نكاف
  • القراءات: 751
نوال جاوت نوال جاوت

صدر للشاعر عيسى نكاف ديوان جديد، ضم قصائد في مدح خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، وحمل عنوان "ما البرية دونك إلا ومضة تيه"، فكانت نصوصا منيرة تعكس مكانة الرسول الكريم العظيمة في حياة كل مسلم، فهو سيد الفضيلة والخلق العظيم.

"ما البرية دونك إلا ومضة تيه" اعتبره الشاعر عيسى نكاف "فيض من غيض، حاولت أن أدبج بها طهر النبوءة، ما الأوصاف إن وصفت إلا قطرة من بحر، وما الفضائل إن عددت إلا نقطة من عطر، وما الأخلاق إن ذكرت إلا قبضة عليها فتسامت، وإن شئت فقل، إن الفضائل والقيم والأخلاق إلا نسمات ربانية مجلجلة، فاضت على الكون فجملته وتوهجت على المدى، فكان نورها منير ضياء مبهرا"، وأضاف "ماذا كان بوسعي أن أقول في سيدي الكونين وفي الرسول الهادي للبشرية، وقد أخصه الله مادحا من ملكوته ومن عليائه "إنك لعلى خلق عظيم"، هنا تتوقف قصائدي المادحة في رهبة يغمرني شرف الكتابة، ولا يكون التوفيق إلا بعون الله سبحانه وتعالى، إنني قدمت نصوصا ما استطعت إليها سبيلا".

الديوان الذي جاء في الحجم المتوسط وصدر عن "دار الكتاب العربي"، حمل 30 قصيدة، أولها "ما بمثل محمد" وآخرها "ما الكون دون رسولنا"، وبينهما "إني ذكرتك مكة"، "وجه باسق من نور"، "رسول الله مصباح الهدى"، "تهاليل ربانية"، ناهيك عن "أنتم أغلى من المسك"، هو الله"، "يا قارئ القرآن" و"لا عجب وهذه قدرته".

في هذا، يقول الشاعر عيسى نكاف لـ"المساء"، إنه سعيد بهذا الإصدار، خاصة أن جل قصائده في مدح خير المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء بعد رواية "لم أقل شيئا عن أمي"، وله روايتان أخريان هما؛ "رسم لوحة جديدة "و"موطأ قدم"، لكن ذلك، وفق نكاف، لا يعني أنه طلق الشعر ويقول "عشت مرحلة أحسست فيها أنني أصبحت أكثر نضجا، لذا توجهت إلى فضاء السرد لأخرج بتجربة جديدة، ليس إلا. أما عن الشعر فإنه يبقى رفيقي، لذا يتواجد بحوزتي ديوان شعري عنوانه "إذا جاء الشعر... جاء الشعراء"، وهو ديوان في مدح المادحين، أي الشعراء الذين يا ما مدحوا السلاطين والأمراء، لأخلد أسماءهم عبر هذا الديوان.

أضاف محدث "المساء"، أنه توجه أيضا إلى ميدان آخر أكثر صعوبة، وهو الكتابة للأطفال "أناشيد"، وقال "الحقيقة أنني لا أريد أن أحصر نفسي في زاوية من زوايا الإبداع، وأعلمكم أنني تخلصت من عقدة القصيدة النثرية التي لازمتني ربما لظروف، وأردت اقتحام لغة القوافي والأوزان، وأقول بكل تواضع، إن دخولي الجامعة وتحصلي على شهادتي ليسانس وماستر، ومشاركتي في مسابقة الدكتوراه، هو محاولة مني لتصحيح أدواتي الفنية والجمالية".

في ما يتعلق بالراهن الثقافي، يشير نكاف إلى أنه "مثلي مثل المبدعين، أحاول أن أنشط مهما كان الوضع الثقافي، وأن أتموقع وأرسم لنفسي خريطة ثقافية، وأرى أن مدير الكتاب بوزارة الثقافة والفنون تفهم وضعيتي، ويريد مساعدتي وإعادة صندوق دعم الإبداع، حيث استفدت كما استفاد غيري من الطبع.. وفي هذه السانحة من جريدتكم، أنوه بتدخل أسماء ثقافية لا أريد ذكرها في مساعدتي، درءا للحرج، لقد شدوا من أزري في ظروف اجتماعية قاسية، كنت أمر بها"، منتقدا موقف المديرية المحلية للثقافة، وقال "وعدت بتقديم ديواني في لقاء مع المثقفين من طرف مدير الثقافة بالنيابة، ورئيس المجلس الشعبي الولائي، إلا أن اللقاء لم يحدث البتة، وهذا هو الواقع الذي يعيشه المثقف مع كل الأسف.. أما عن المنتخبين المحليين، فوعودهم كلام وفقط، ولا يلتفتون إليك إلا في المواعيد الانتخابية".

وعن الترويج لديوان "ما البرية دونك إلى ومضة تيه"، أوضح المتحدث أن الإذاعة الوطنية أو الإذاعة المحلية بالشلف، مستغانم وغليزان، فتحت له أبوابها على مصراعيه، وهو نفس الاستقبال الذي حظي به لدى الصحافة المكتوبة، خاصة أن العديد من الجرائد كانت له فيها مساهمات وأعمدة ثقافية في وقت سابق، لكن "صراحة، أبواب التلفزيون الجزائري أغلقت في وجهي دون سبب".

لم يفوت الشاعر عيسى نكاف فرصة الحديث عن الدعم الذي تلقاه من السيد السعيد بن خليفة، رئيس مؤسسة تصفية الرمال وتحضيرها بالصبحة، الذي وقف إلى جانبه وقدم له كل الدعم والمساعدة، وهذا ليس بغريب عنه، حيث أن هذه المؤسسة لها نشاط خيري وتضامني كبير في ولاية الشلف، وتستحق كل آيات العرفان.

للتذكير، الشاعر والروائي عيسى نكاف من مواليد 19 ديسمبر 1966 ببلدية تاوقريت (ولاية الشلف)، طٌبع له من طرف وزارة الثقافة، ثمانية دواوين شعرية هي؛ "إرهاصات من ذاكرة الورق" سنة 2001، "رأيت في المعبـد" سنة 2006، "أقانيم البياض" سنة 2007، "هـذا البعد.. هذا القرب" سنة 2013، فضلا عن "أكثر من برد سنة 2013، "أمكنة" سنة 2013 وكذا "صبي العتمات" سنة 2014 والرميم" سنة 2014.

كما طبعت له وزارة الثقافة روايـة بعنوان "لم أقـل شيئا عن أمي"، وشارك في الملتقيـات الوطنيـة والدوليـة، ومساهما في الكتابة في الجرائد الوطنية في الصفحات الثقافيـة، ولـه روايات غيـر منشورة هي "رسم لوحة جديدة"، "موطئ قـدم"، "الأجـداد يتكلمون"، وله أيضا حضور متميز في الإذاعـة المحليـة والإذاعة الوطنيــة. متحصـل على شهـدة ليسانس أدب عربي سنة 2015 وشهـادة ماستر "2" سنـة 2020.

عيسى نكاف من الشخصيات الثقافيـــة بولايـة الشلف، رئيس فرع جمعيـة الجاحظية، وعضو اتحاد الكتاب الجزائريين، قدم له الروائي الكبير رشيد بوجدرة ديوانه الشعري "أمكنة"، وبحوزته مسرحية شعرية بعنوان "مغارة الفراشيح"، قصاص وكاتب أناشيد للأطفال، وبحوزته أيضا كتاب تاريخي عن الشهيدتين"الأخوة باج" رفيقتي المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد، والآن هو عاكف على كتابة رواية جديدة.