التشكيلي العصامي محمد سليمان لطرش لـ«المساء»:

نقص الدعم حال دون تطور الفن الجزائري

نقص الدعم حال دون تطور الفن الجزائري
  • القراءات: 844
حاورته: خ. نافع حاورته: خ. نافع

فنان تشكيلي موهوب، في عقده الخامس ينحدر من عائلة متواضعة، لم يدرس الفن التشكيلي دراسة أكاديمية، لكنه استطاع أن يبدع في هذا الفن وتمكّن من تحويل قطعة عادية إلى تحفة فنية رائعة، هو الفنان المبدع محمد سليمان لطرش ابن مدينة وهران، ممارسته الفنية الطويلة أكسبته شرعية الدخول إلى عالم الألوان من الباب الواسع، وجعل منه متنفسا لما يعيشه حاليا من وضع اجتماعي صعب، يترجم من خلاله معاناته إلى قطع فنية ولوحات تشكيلية غاية في الجمال والروعة، زارنا بمكتب «المساء» فكان لنا معه هذا الحوار.

- كيف كانت بدايتك؟

— بدايتي كانت قبل عشرين سنة، اكتشفت موهبتي وأنا في سن مبكرة من خلال محاولات رسومات بالأبيض والأسود، كانت خربشات لم أفهمها، لكنها نالت إعجاب من حولي ومن حينها بدأت مسيرتي.

- في أية خانة من الطبوع الفنية تصنّف أعمالك؟

— في الحقيقة، أنا في بدايتي لم أعرف في أي المدارس الفنية أصنف أعمالي، لكن فيما بعد وباحتكاكي مع الفنانين التشكيليين اكتشفت أنني أميل إلى طابع المنمنمات، بالإضافة إلى المدارس الفنية الأخرى.

- كيف تتغير اللوحة عند الفنان محمد سليمان؟

— اللوحة عندي قابلة لأن تكبر أو تصغر، قابلة للانتقال من فضاء إلى آخر، أن أشتغل على مساحات معينة، لذلك أستطيع التعرف على أعمالي بين آلاف اللوحات التي أنجزها.

- المتأمل لبعض لوحاتك يغوص في عالم مختلف، كيف تتمكن من تحقيق لغة التواصل بين رؤيتك كفنان ورؤية المشاهد؟

— أحاول أن أجعل لوحاتي تخاطب ذكاء المتأمل سواء كان إنسانا عاديا أو فنانا، وهو ما يتيح لكل واحد أن يحلل تجاويفها بطريقته الخاصة، وحسب هويته وتراكماته وأيضا تجربته الإنسانية. وعلى العموم فالنظرة هي التي تحدد قراءة اللوحة ومن هنا تتعدد القراءة بتعدد نوعية المتلقي.

- هذا يحدث غالبا في الفن التجريدي الذي يعطي اهتماما للعين الناقدة، هل أنت مع هذا النوع من الفن؟

— نعم أنا مؤمن بأن الفن إحساس داخلي عميق، يصعب تقييمه دون التوغل في تجاويف إحساسات المبدع.

- كيف تقيّم الحركة التشكيلية بوهران؟

— لا توجد حركة حتى أقيّمها في ولاية وهران، الفنان التشكيلي عندنا يعتمد على مجهوده الشخصي للعمل وتسويق إنتاجه، لا توجد فضاءات للعرض، اللهم إلا إذا افتتح المتحف الفني المتواجد بوسط المدينة، يوجد فنانون مبدعون لكن كل واحد يسبح في عالمه ولا يعلم عن زميله شيئا، عكس باقي دول العالم وهو ما يحول دون تقدم هذا الفن في بلادنا.

- لم تنظم ولا معرضا واحدا لأعمالك الفنية طوال مسيرتك، هل أنت ضدّ ذلك؟

— صحيح، وأتمنى ذلك، لكن الفكرة حاليا مستبعدة جدا، فأنا عاطل عن العمل ولا أملك حتى ثمن الأدوات التي أعمل بها، وأستعمل أبسط الأشياء التي أجدها أمامي.. كل الأبواب مغلقة وكرامتي تمنعني من استجداء أبواب المسؤولين عن الثقافة في الولاية، أنا ابن مجاهد تعرفه وهران كلها، هو لطرش سعيد رحمة الله عليه، ورباني على الأنفة.

- هل من كلمة أخيرة؟

— أتمني أن تساعدني مديرية الثقافة في إقامة معرض لأعمالي الفنية، حتى يطلع عليها الجمهور الوهراني المحب للفن التشكيلي، ربما تكون فاتحة خير لي مستقبلا.