المخرج بلقاسم حجاج في فوروم إذاعة تيزي وزو

نقص التكوين معضلة أثّرت على الفن السابع

نقص التكوين معضلة أثّرت على الفن السابع
  • القراءات: 763
س. زميحي س. زميحي

أكد المخرج وكاتب سيناريو بلقاسم حجاج، على أنّ القطاع السمعي البصري له دور إستراتيجي في تفعيل وتطوير الثقافة الجزائرية بكل أطيافها، بما فيها قطاع الفن السابع الذي يواجه جملة من المشاكل، خاصة ضعف التّكوين، مما أثّر سلبا على صناعة السينما في الجزائر. مؤكّدا على أن التكوين في المهن التي تمسّ السينما مثل التركيب، أخذ الصور، الصوت، الصورة، كتابة السيناريو وغيرها قليل في ظل نقص مؤسسات متخصّصة في المجال، مما أثّر بشكل سلبي على الفن السابع الجزائري.

أضاف المخرج الذي حل ضيفا في فوروم إذاعة تيزي وزو، أن الجزائر تواجه مشكلة نقص في الكوميديين، كما هناك نقص وافتقار للمرافق ومؤسّسات تعليم الموسيقى والمسرح، حيث يوجد مركز تكوين واحد ببرج الكيفان وهو قليل مقارنة بالحاجة المسجلة، موضحا أنه عند القيام بكاستينغ لا يوجد حرية اختيار، لأنّ عدد الكوميديين قليل، كما أنّ عدم وجود تقنيين مكوّنين في مجال وضع الضوء، الصورة، الصوت، وغيرها من النقاط جعل الفن السابع في الجزائر لا يتقدم، داعيا إلى ضرورة تغيير الذهنيات والانفتاح لتوسيع دائرة التمثيل وضمان إنتاج سينمائي واسع وثري، حيث قال بأنّ السينما عمل فريق والمخرج هو قائد الأوكسترا، مما يتطلّب تضافر الجهود في اختصاصات فنية مختلفة تخدم الفن السابع.

تطرق المخرج لسنوات الأزمة السينمائية التي بدأت من عام 1990، بالتركيز على وضع السينما وقتها وما آلت إليه الأفلام الوطنية. وأشار إلى أنّ عملية غلق المؤسسات العمومية للإنتاج تسبّب في فراغ كبير في نظام التكوين، ليجد منتجو الأفلام أنفسهم في العراء، يفتقرون لمكان إنتاج فيلم سينمائي، متوقّفا عند انعكاسات العشرية السوداء السلبية التي عاشتها الجزائر على السينما الجزائرية، لتأتي مرحلة ما بعد سنة 2000، حيث كان من الصعب العودة إلى الوراء لمواصلة العمل السينمائي، ومن ثمة كان يجب البدء من الصفر، حيث تسعى السينما إلى البحث عن نفس جديد، داعيا إلى إعادة بعث السينما الجزائرية لضمان الاحترافية في مهن ذات صلة بالفن السابع. كما أنّه على السلطات العمومية لعب دور من خلال إدراج السينما في المدارس.    

أشار المخرج إلى أنّ الجزائر لم تعط أهمية كبيرة لمجال التكوين ولم يكن هناك استثمار في مجال السينما، موضّحا أنه بفضل التكنولوجية الحديثة يمكن لأي كان إنجاز ما يريد ويطلق عليه عملا سينمائيا، في حين أنّ العمل السينمائي المحترف يتطلّب الخبرة والمعرفة، وأنّ التكنولوجية وسيلة وتقنية للعمل السينمائي، منوّها بأن االشباب الذين اهتموا بالتكنولوجيات الحديثة يفتقرون للخبرة، كما أنّهم لم يبحثوا عن اكتسابها من الجيل القديم الذين ورغم قلة الإمكانيات، إلا أنّهم اكتسبوا معرفة وخبرة في المجال، داعيا المجتمع المدني للمشاركة في ترقية السينما، خاصة أن التكنولوجية الحديثة تسهل البرمجة، وعلى السلطات العمومية لعب دور من خلال إدراج السينما في المدارس، خاصة أنّ وزيرة التربية الوطنية السيدة بن غبريط شخص متفتح على هذا النشاط.

وبشأن عمله السينمائي عن فاظمة نسومر، قال بأن عدم إبراز دور لالة فاطمة نسومر المقاومة للاستعمار وقائدة المعارك، راجع إلى قلة الأرشيف الذي يوثق لتلك الفترة، ولما قامت به فاطمة نسومر، وأنّه اعتمد على ما يتم تداوله إلى حدّ الآن عن آثار مقاومتها، موضّحا أنّ قضية العلاقة التي تربط لالة فاطمة نسومر والقائد الشريف بوبغلة كانت مشكلا أساسيا في كتابة سيناريو الفيلم، فبينما تمتاز شخصية لالة فاطمة بالروحية والتصوّف والحكمة، كان العكس بالنسبة للقائد بوبغلة الذي كان رجل حركة وسلاح.