طباعة هذه الصفحة

علي قادر ورابح بوشنب بمكتبة ”ميديا بوك”

نظرة على الأدب الجزائري المكتوب باللغة الامازيغية

نظرة على الأدب الجزائري  المكتوب  باللغة الامازيغية
  • القراءات: 830
❊ لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

استضافت مكتبة (ميديا بوك)، الكاتب علي قادر والمترجم رابح بوشنب، ضمن نشاطاتها المعنونة بـ(أغورا كتاب)، الأول قدم كتابيه (امراة ورجلان وزواج) باللغة الفرنسية، و(زوج والدتي) باللغة الأمازيغية، أما الثاني فقد ترجم رائعة (نجمة) لكاتب ياسين من اللغة الفرنسية إلى اللغة الأمازيغية.

بهذه المناسبة، قال الكاتب علي قادر، إن الكتابات عن الثقافة الأمازيغية تعد على الأصابع، مضيفا أن السابقين في هذا المسار هما معمري وبوليفة، وأن البقية تبقى مجرد كتابات لفرنسيين، مضيفا أن جيراننا أكثر تقدما منا في هذا الشأن، لينطلق في الحديث عن تجربته في الكتابة باللغة الأمازيغية، التي قال إنها صعبة، خاصة من ناحية اختيار الكلمات التي تعبر فعلا عما يفكر ويشعر به، وكذا الكلمات التي تجاورها.

كما تحسر قادر على عدم الوصول إلى حرف يجمع عليه الخبراء لكتابة اللغة الأمازيغية، مضيفا أنه من المستحيل أن نكتب لغة بثلاث طرائق مختلفة، وهو ما يحدث مع الأمازيغية التي تكتب بحرف تيفيناغ والحرف اللاتيني وبالحرف العربي.

في المقابل، دعا إلى ضرورة تجاوز الاحتفال بيناير بالشكل الفلكلوري المتعامل به الآن، والتنقل مباشرة إلى الخطوة المقبلة، المتمثلة في تنظيم جلسات نقاش حول هذه الثقافة المتجذرة في الشعب الجزائري، مؤكدا أن جميع أطياف مجتمعنا أصبحت تؤمن بها، ولم يعد هناك انقسام حولها، مثلما كان عليه الأمر في السبعينات، حيث كان من الصعب أن يتحدث الجزائري باللغة الأمازيغية بكل حرية وفخر، مضيفا أن حتى عيد يناير كان يحتفل به جميع الجزائريين من دون معرفة معناه.

في هذا السياق، اعتبر المتحدث أن الاحتفاء بيناير عبر الرقص والغناء وإطلاق الزغاريد، جميل فعلا، لكنه لم يعد كافيا، ومن الضروري في الفترة الحالية بعد دسترة اللغة الأمازيغية، وجعل من يناير عيدا وطنيا، أن يتم تنظيم نقاش حول الأمازيغية بين مختصين من مختلف الفروع العلمية، من خلال التأكيد على مكانتها كلغة وثقافة في المدارس والجامعات، وحتى في الحياة اليومية، وهكذا سيتم تحويل النقاش حولها من الشارع إلى المؤسسات.

أما عن كتابيه الصادرين حديثا، فقال قادر، إن كتابه المكتوب باللغة الفرنسية والمعنون بـ(امراة ورجلان وزواج)، يحكي فيه عن الزواج الأبيض، بعدما تطرق في مؤلفاته السابقة لعدة مواضيع، من بينها: الهجرة غير شرعية والزواج المختلط والشهداء وسرطان الثدي. أما كتابه الثاني الذي خطه باللغة الأمازيغية، فجاء تحت عنوان (زوج والدتي) الذي قال إنه مستوحى من قصة حدثت في الواقع، لعائلة متكونة من أب وأم وأطفال يعانون من إعاقة خفيفة، تعيش في جبل من جبال بلاد القبائل، وفي يوم من الأيام يقرر الوالد الهجرة إلى فرنسا، بحثا عن العمل، وبعد زيارتين أو ثلاث زيارات إلى الجزائر، يتخلى عن عائلته ويعيد حياته في فرنسا.

تظل الأم مع أطفالها، وتعمل جاهدة في البيت والحقل لرعاية ما تبقى من العائلة، وبعد مدة من الزمن، تتوفى، ويتساءل أولادها الذين أصبحوا كبارا، عن والدهم، ويقرر أحدهم الذهاب إلى حيث يوجد (زوج والدتهم)، ليس حتى بأبيهم، للإتيان بالخبر اليقين.

من جهته، تناول المترجم رابح بوشنب، ترجمته رواية (نجمة) لكاتب ياسين من اللغة الفرنسية إلى اللغة الأمازيغية، التي قال إنها جاءت بطلب من طالب جامعي، فكانت انطلاقة مغامرة أدبية رائعة، مشيرا إلى أهم النقاط التي ركز عليها كاتب ياسين وترجمها بكل عمق رابح بوشنب وهي: النفاق الإسلامي، الحقد الكائن بين البروتستان والكاثوليك، صبيانية البكاء على حائط المبكى، تدهور مدن كانت كبيرة ومهمة، مثل عنابة وقسنطينة وقرطاج، وتحولها إلى مقاطعات في الفترة الاستعمارية الفرنسية، وتقديس الكبار.