مسرحية "الجدار الخامس" تدخل منافسة المحترف

نصٌّ ضعيف للدفاع عن أبي الفنون

نصٌّ ضعيف للدفاع عن أبي الفنون
مشهد من مسرحية الجدار الخامس
  • القراءات: 908
دليلة مالك دليلة مالك

قدّم مسرح سيدي بلعباس الجهوي مسرحية "الجدار الخامس" للمخرج عز الدين عبار، مساء أول أمس، بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي، لحساب منافسة مهرجان المسرح الوطني المحترف 14؛ إذ يتناول العمل عدة قضايا تشغل الفن الرابع، عبر دعامة خمس شخصيات نسائية على الخشبة، يتواجدن في صراع من أجل النجومية وافتكاك الدور الأول. 

ربما حاول المخرج عز الدين عبار الذي غاب عن العرض لأسباب صحية، البحث في معضلات المسرح التي يواجهها؛ من خلال إعطاء نماذج لممثلين كل بصفته، والاستعانة بممثلات لا يلغي الصراعات الموجودة أيضا بين الممثلين الرجال؛ نحن لسنا أمام قضية نسوية بقدر ما هي قضية فن محترف، ملزم على الجميع. العرض لامس العديد من القضايا المتناثرة، وكثيرا من الإسقاطات ذات الصلة الوطيدة بواقع الفن والفنان بشكل عام؛ فقد كشف لنا العرض منذ البداية، عن مساره، منتقلا من مشهد إلى آخر، محاولا التعبير والمساس بالحالة العامة، المتمثلة في العلاقة المطّردة بين مجموعة من السيدات، هنّ، في الأساس، ممثلات مهتمات بالمسرح، همّهن معانقة النجومية وفق صراع نمطيّ، يتم فيه الانتصار لصوت النضال المتمثل في دور "رشيدة" محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، من خلال اجتهادها الفني، وإيمانها العميق بأهمية الفن المسرحي، وما يحمله من قضايا إنسانية ونضالية نبيلة. العمل يستعرض واقع الفن، وتحديدا المسرح، بأسلوب مزج بين الكوميديا والتراجيديا ليعرّي المستور، في حقل إسناد الأدوار، والأدوار الأولى. وتضمنت المسرحية الكثير من التأويلات والإسقاطات في بعدها  النفسي، والاجتماعي، والاقتصادي والسياسي. والفكرة المراد تقديمها هي: بالفن قد ننجح، وربما نخيب.

ويشوب نص "الجدار الخامس" ضعف البناء الدرامي؛ فالنص يبدو مترهلا، ولعل فترات الرتابة والإقلاع بالمسرحية دليل على ذلك، مع تسجيل بعض الجمل الحوارية القوية، والوقوف عند أداء الممثلات، اللائي لم يكنّ بالقوة التي عوّدنا عليها مسرح سيدي بلعباس، حيث كان بالإمكان العمل أكثر على إدارة الممثل، والتحكم في نوتات الصمت، التي هي، في الأساس، لغة درامية ذات تأثير. وميّز العرض الإضاءة التي جاءت متناسقة مع بعض المشاهد، خدمت أداء الممثلات، مانحة إياهنّ مساحة معتبرة من الأداء لإنتاج المعنى وتوصيله، كعناصر فاعلة ضمن بقع الضوء؛ من دوائر ومستطيلات رافقت كل مشهد وأداء. "الجدار الخامس" من إنتاج المسرح الجهوي سيدي بلعباس، نص لعلي تامرت، دراماتورج يوسف ميلة، ومساعد مخرج مربوح عبد الإله، وسينوغرافيا لمراد بوشهير، في حين أُسندت أدوار العرض لكل من أمينة تواتي، ونوال بن عيسى، ومايا إيمان لعيمش، ونوال عواق، ونصيرة صحبي وشهرة بن بكريتي.