انتقل الفنان نصر الدين غزايلي من رسم الكاريكاتور في الصحف إلى التعبير عنه فنيا من خلال أكثر من 76 لوحة، يعرضها حاليا برواق «عسلة حسين»، أضفى عليها بورتريهات لشخصيات ألهمته سواء من عائلته أو من الفنانين.

في هذا السياق، قال الفنان لـ «المساء» إنّه توقّف عن رسم الكاريكاتور في الصحف في تسعينيات القرن الماضي، وانتقل إلى تجسيد أعماله بشكل فني محض، وهو ما انجرّ عنه لوحات يعرضها بين الحين والآخر.

ويهتم الفنان بمواضيع شتى، من بينها التي تتعلّق بالمجتمع والأسرة، وتلك التي تمسّ وضعية الفنان. وفي هذا يقول إنّه يقدّم رسمته بشكل فكاهي، لكن هذا لا يمنعه من تمرير فكرته. كما أنه يرفض أن يضع عنوانا لأعماله، تاركا للجمهور حرية فهم الموضوع.

ورسم الفنان عن ثقب الأوزون، وعن غياب الأب عن البيت، كما رسم عن حمل المرأة الثقيل ومسؤولياتها الكبيرة، وعن مخاطر الخمر والتدخين، وتلوث البيئة والتصحر، إضافة إلى احتراق الفنان لأجل الجميع. وأشار غزايلي إلى مشاركته في الصالونات، ومن بينها صالون الكاريكاتور والأشرطة المرسومة. كما يتعامل مع عدّة جهات، مثل الوزارات والمديريات والمؤسسات الخاصة التي تهتم بالحملات الوقائية والدعائية حول مخاطر التدخين مثلا، والتي رسم لأجلها أكثر من لوحة، كرسمة الرجل الذي احترق رأسه من التدخين، وصورة أخرى لامرأة حامل تدخن، وثالثة ليد تنفض رماد سيجارة ممثلة في أشخاص وغيرها. كما رسم الفنان عمارة مكتظة بالناس، بل تكاد تنفجر كرمز لمشكل السكن الذي تعاني منه أغلب العائلات الجزائرية، كما رسم علم فلسطين.بالمقابل، يعرض الفنان عدة بورتريهات أغلبها لفنانين تأثّر بفنهم، مثل سيد علي كويرات وعبد القادر علولة وحاج عبد الرحمن والهاشمي قروابي وغيرهم. وفي هذا قال لـ «المساء» إنّه يرسم الشخصيات التي ألهمته سواء من محيطه العائلي أو حتى الفني، كما أنه رسمها بقلم الرصاص، معلنا أن توجهه إلى رسم البورتريهات حديث، ويصبو إلى الإتقان مع الخبرة.

وضمّ معرض هذا المهندس الفلاحي والفنان العصامي، لوحات تحمل ملصقات شارك بها في حملات تحسيسية ومهرجانات، مثل اليوم العالمي للماء، حيث رسم قطرة ماء «مبللة» طريفة، واليوم العالمي للمناطق الرطبة؛ حيث رسم سمكة تنط من بركة الماء التي تعيش فيها، علاوة على رسمة خاصة بالمهرجان الدولي للشريط المرسوم، إضافة إلى أخرى حول اليوم العالمي للبيئة؛ إذ رسم رجلا يرمي الخبز والفواكه في المزبلة.