الفنان بختي عبد الرحمن يقدّم جديد لوحاته

نشوة الانتصارات في جزائر قوية وموحدة

نشوة الانتصارات في جزائر قوية وموحدة
الفنان بختي عبد الرحمن يقدّم جديد لوحاته
  • القراءات: 747
مريم. ن مريم. ن

يواصل الفنان التشكيلي عبد الرحمن بختي نشاطه الفني؛ إذ لا تكف ريشته عن التعبير وتسجيل الأحداث والحكايا والمشاعر المحملة برسائل إنسانية سامية، معبّقة بنسائم جزائرية فيحاء لا تعترف بالقبح والظلام.

من الذكريات الجميلة التي وثقها الفنان لوحة أهداها جدته من أمه السيدة يامنة، التي تختزل ذاكرة مدينة شرشال ومعها طفولة وشباب عبد الرحمان، إنها لوحة جميلة رغم شجن صاحبتها التي رحلت منذ 20 سنة.

لوحة أخرى جديدة بعنوان “سقط القناع عن القناع”، أُطلقت تزامنا وذكرى رحيل الشاعر محمود درويش. ولا يخلو أثر الجزائر فيها؛ حيث إن اسمها مرتبط دوما بالانتصار مهما كان الثمن.

وعرض الفنان على صفحته الإلكترونية لوحة كبيرة تشبه جدارية، علّق تحتها: “الشعب الجزائري في مفترق الطرق! أعداؤنا أرادوها حربا أهلية، لكننا نريدها جزائر قوية وموحدة، حذار من فخ الانتقام!”. وتضم اللوحة انتصارات الجزائر، وزعماءها الذين قاوموا الغزاة، منهم الأمير عبد القادر، ولالة نسومر، وبعض قادة ثورة نوفمبر.

كما حيّا الفنان تحية خاصة ابنَ مدينته شرشال وصديقه الدكتور محمد ساري رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب، الذي أدى زيارة ودية لمعرضه التشكيلي بمكتبة محمد فنجال بشرشال مؤخرا ليكتشف جديده، علما أن بختي لم يتوقف عن الرسم وتنظيم المعارض طيلة فترة الوباء.

يلزمك أكثر من إحساس لتنعم بإبداعات الفنان عبد الرحمن بختي؛ فهو متعدد الأساليب والمدارس والرؤى والمواضيع التي قد تضيع معها العين المجردة؛ إذ لا تستطيع مجاراتها وتتبّع ما تخفيه من أسرار الكون والحياة. ويقدم هذا الفنان تشكيلة من لوحاته التي تتناول مواضيع شتى، أغلبها في شؤون بني البشر.

ويحاول ابن مدينة شرشال المفتوحة على كل الآفاق، أن يستمد من مدينته الهيام والسفر؛ إذ عبّر بكل حواسه الملموسة والخفية، عن مكنوناته التي تنهمر سخية، فرسم بعضها باللونين الأبيض والأسود، كلوحة الجدة يامنة. واختار للأخرى ألوانا مختلفة، تعبّر عن حركة الحياة والأنوار وطبيعة الجزائر. ويحاول من خلال ذلك كله أن يكتشف عالما موازيا، يضمن الحرية والانطلاق بدون أي قيود. ويطبع لوحات الفنان بختي الأسلوب السريالي. كما يعتمد على أسلوب التشخيص؛ فهو شديد التركيز على الملامح، خاصة ملامح وجه المرأة. ويعطي الفنان الظهور كاملا للإنسان بتفاصيله وحياته وحالاته. وتحاول الريشة حفر معالم الوجه وخصوصياته التي لا تشبه الآخر، بكل إحساس ورقة.

ويقترح الفنان، كعادته، مواضيع لها علاقة بالمجتمع والثقافة، ويعكس في لوحاته سخاءه الفني، وألوانه المتدفقة كالشلال، حاملة معها الصفاء وزرقة مدينة شرشال.

وأغلب أعماله في الأسلوب السريالي الذي يعشقه حتى النخاع، تماما كما يعشق الملامح والمشاهد المكبرة والمباشرة، مع التطرق لعدة مواضيع فلسفية واجتماعية وثقافية تخص مجتمعنا، معتبرا أن الفنان ما هو إلا لسان حال مجتمعه وبيئته.

وظل عبد الرحمن بختي ينشط حتى في عز أزمة كورونا، من خلال معارضه الافتراضية؛ يزرع البهجة والأمل في نفوس الجزائريين، ويشد على يد الجيش الأبيض الذي كان في مقدمة محاربي الجائحة؛ إنه متعدد الأساليب والمدارس والرؤى والمواضيع، التي قد تضيع معها العين المجردة، فلا تستطيع مجاراتها وتتبّع ما تخفيه من أسرار الكون والحياة.

للإشارة، فإن عبد الرحمن بختي منسق بالاتحاد الوطني للفنون الثقافية بولاية تيبازة، وسبق أن أقام معارضه عبر مختلف ولايات الوطن منذ 1986 إضافة إلى معارضه في الخارج.