الكاتبة إيمورن الخليفة ضيفة "أربعاء الكلمة":

نشري بلبنان أوصلني إلى العالمية

نشري بلبنان أوصلني إلى العالمية
  • القراءات: 496
لطيفة داريب لطيفة داريب

نزلت الكاتبة إيمورن الخليفة ـ واسمها الحقيقي سهام زغدود ـ ضيفة على فضاء "أربعاء الكلمة" الذي تنظمه مؤسسة "فنون وثقافة" وتديره الشاعرة فوزية لارادي، وهذا نهاية الأسبوع الماضي بقاعة "بشير منتوري".

بالمناسبة، قدّمت الكاتبة إيمورن الخليفة روايتيها الموسومتين بـ"انتقام الرجل اللغز" و"ما بعد المحطة الثلاثين.. للعازبات فقط" الصادرتين عن منشورات "منتدى المعارف" اللبنانية. وقبلها قالت إنها من مواليد عام 1982 بالعاصمة. درست المحاماة. واشتغلت أمينةَ قسم ضبط غرفة الجنايات لمدة ست سنوات، لتقرر مغادرة هذا العالم الذي لم تتحمله، ومن ثم تشتغل محامية لمدة 17 سنة، لتقرر، مجددا، أخذ قسط من الراحة، والاقتصار على الكتابة الأدبية.

أما عن ظروف ولوجها عالم الكتابة، فكان ذلك عبر بوابة الخاطرة والشعر؛ إذ رغبت إيمورن في نشر أعمالها لكنها لم تتمكن من تحقيق حلمها في الجزائر أمام تعنّت دور النشر المحلية، حتى إنها وجدت عملا لها في سلة مهملات إحداهن، لتلجأ إلى دار نشر لبنانية "منتدى العارف" ، وتتفاجأ بطلب مديرها كتابة رواية؛ لاعتقاده امتلاكها نفَسا طويلا في الكتابة. وصدقت الكاتبة تخمين مدير دار النشر اللبنانية، فشرعت في كتابة رواية أولى، ثم ثانية، وها هي تكتب الثالثة، لتؤكد أمام الجمهور الحاضر، أنه لولا رفض دور النشر الجزائرية لكتاباتها لما وجدت نفسها تنشر في دار وزّعت روايتيها في العالم. وأبعد من ذلك، فقد أخبرتها جزائرية مقيمة بأستراليا، أنها وجدت رواية لها في مكتبة بهذا البلد. وتحدثت الكاتبة عن روايتها الأولى "انتقام الرجل اللغز" التي تحكي فيها قصة "سمر"، شابة تتعرف على رجل في ميدان عملها، فتحبه، لكنها تكتشف مع مرور الوقت، أنه مخادع، وأن كل الأحداث التي مسّتها على علاقة به، حتى معارفها هم من وسطه. كما تعاني كثيرا من نرجسيته، وتعيش معه علاقة سامة فعلا، لتقرر الانتقام، إلا أن طيبتها تمنعها من أخذ حقها من رجل عانى نرجسية زوجته التي عذبته، ليصمم على الانتقام من كل النساء.

أما الرواية الثانية فقد أضافت إيمورن إلى عنوانها جملة "للعازبات فقط" ؛ حتى تستدرج الرجال كي يشتروا روايتها. وقد تمكنت من تحقيق هذه الغاية. أما ظروف كتابة هذه الرواية فتعود إلى فترة اكتشافها إحصاء يخص النساء العازبات في الجزائر؛ حيث بلغ عددهن 13 مليون نسمة. وتختار هذا الموضوع لروايتها الجديدة التي تدور حول شابة عزباء تواجه في كل مكان تذهب إليه، أسئلة جارحة وغبية حول سبب عدم زواجها إلى حد الساعة، فتلجأ إلى موقع إسلامي للزواج، وتتعرف على رجل، ومن ثم تنتظر أن يزورها وفق العرف الذي ينص على أن الرجل هو الذي يبحث عن المرأة مثل العصفور الذي يلجأ إلى الشجرة وليس العكس، لكن بما أن نسبة العنوسة كبيرة في البلد، قررت أن تتعرف عليه أوّلا وأن تقوم بهذه المبادرة، لتكتشف بعدها أنه مخادع أيضا خاصة حينما بدأ يطلب منها الأموال، وهنا تفكر مليا في الخطوة الواجب اتخاذها؛ هل تتزوج به حتى تكفّ عنها أسئلة المجتمع، أم تصبر لعلها تحظى برجل بأتم معنى الكلمة؟

كما قدّمت ضيفة "أربعاء الكلمة" في روايتها الثانية، مقارنة حول القطار القديم ونظيره الجديد الذي يسير بالكهرباء. وتذكر حنينها على لسان الراوية، إلى ذلك القطار الذي كانت تشعّ فيه الرومانسية. صحيح أن كراسيه متباعدة عن بعضها البعض وأبوابه مفتوحة حتى عندما يكون في حالة سير، لكنه كان يحمل نوعا من الحميمية، جعلها تحنّ إليه، في حين فرّ قلبها من القطار الجديد رغم كل ميزاته.

وخلال هذه المقارنة التي دغدغت فكر بطلة الرواية، حنّت الكاتبة، أيضا، إلى كل ما كانت عليه الجزائر العاصمة في القديم، حتى القبيح منه. كما تناولت في عملها هذا، مواضيع اعتبرتها تنبؤات؛ مثل محاكمة رجال أعمال كبار وقياديين في الدولة، وهو ما حدث بعد سنوات من نشر روايتها.

وبالمقابل، قالت إيمورن الخليفة إن روايتها الثالثة التي لم تر النور بعد، ستكون على لسان شاب جزائري؛ لكي تثبت للجميع أنها ليست مناصرة للمرأة فقط، بل هي مع الإنسان؛ رجلا كان أم امرأة.