تراث أولاد نايل بالمركز الثقافي الجزائري بالعاصمة الفرنسية

نسمات ريح الجنوب تهبّ على باريس

نسمات ريح الجنوب تهبّ على باريس
  • 210
مريم. ن  مريم. ن 

ينظم المركز الثقافي الجزائري وجمعية إتيان دينيه يومي 20 و21 جوان الجاري، معرضا بعنوان "حماية التراث الممتد عبر الزمن"، ليقدم للجمهور روائع فنية وتاريخية أصيلة، قادمة من أعماق الذاكرة الساكنة بكل من بوسعادة وبسكرة والأغواط والجلفة ، حيث السحر الذي فتن الرحّالة والمستشرقين.

ستُفتتح الفعالية صبيحة السبت 20 جوان ابتداء من الساعة 10 صباحا وحتى 8 مساء. ويتضمن برنامج هذين اليومين المخصصين للمقاومة وللصمود الثقافي والتراثي في هذه المناطق، معارض، ومؤتمرات، وجلسات توقيع كتب حول التراث الثقافي الوطني، وعروضا توضيحية (دورات تدريبية وورش عمل)، ومبيعات، وتذوّق الأطباق التقليدية. 

كما يخصَّص هذان اليومان للمدن الأربع الجنوبية، أحدهما لعرض جوانب معيّنة من تراث الواحات المادي وغير المادي، من خلال المعارض التصويرية، والحرف، والمنتجات المحلية. والآخر لموائد مستديرة ينشطها متخصصون. 

وتتمثل تلك المناطق في بسكرة عروس الزيبان، وبوسعادة مدينة السعادة، والجلفة عاصمة أولاد نائل وأرض المرعى، والأغواط مدينة الثقافة والتراث. وكل تلك الأماكن تعكس ألوانها المضيئة، وثقافتها الأصيلة، وجود كرمها، مع حضور ملفت لباقي الفنون والحرف اليدوية، وكذا عرض مختلف الأطباق الشهية.

ويمنح المنظمون هذه الفرصة ذات المفتاح الذهبي، ليرحل الزوار من باريس إلى الجنوب الجزائري الساحر والدافئ.  

للتذكير، فقد سبق للمركز الثقافي الجزائري بباريس، أن خصص فضاء لهذه المناطق من الجنوب الجزائري؛ من خلال أعمال إتيان ديني، منها بوسعادة التي عَدّها جنة على الأرض. وقد عبّر عن ذلك في إحدى مقولاته الشهيرة: "إذا كانت الجنة في السماء فهي فوق بوسعادة. وإذا كانت فوق الأرض فهي بوسعادة". 

وكذلك الحال مع الأغواط التي تُعد من المناطق الأخرى التي استوحى منها إتيان ديني لوحاته، حيث أظهر جمال الطبيعة، وثقافة المنطقة بشكل فريد. 

لوحات إتيان ديني بمثابة شهادة حية على جمال الجنوب الجزائري في القرن 19م، حيث يعكس فن الرسام حبا وانبهارا كبيرين بالجزائر. وكان يرى أن السبب الرئيس في قدومه إلى بوسعادة هو البحث عن نوع خاص من الفراشات لرسمها، إلا أن المنطقة كلها أسرته بسحرها وجمالها. 

ويمكن القول إن إتيان ديني بفضل لوحاته، فتح نافذة على جمال الجنوب الجزائري، وأثبت أن هذه المنطقة تستحق كل الاهتمام والتقدير.