رئيس جمعية "الشعلة" ياسين بن ديبة لـ"المساء":

نسعى إلى ترسيم أيام بومرداس للمونودرام

نسعى إلى ترسيم أيام بومرداس للمونودرام
رئيس جمعية "الشعلة" ياسين بن ديبة
  • القراءات: 873
حنان سالمي حنان سالمي

تتواصل الطبعة الأولى لـ"أيام بومرداس الوطنية للمونودرام، المنظمة من طرف جمعية الشعلة للمسرح والسينما لبرج منايل، تحت شعار الشباب وضرورة التكوين، كتأكيد على أهمية التكوين بهدف الاحتراف، حسب ما أشار إليه رئيس الجمعية، ياسين بن ديبة، في هذا الحوار، كما تحدث عن نقاط وفواصل أخرى..

بداية، حدثنا عن الهدف من تنظيم أيام بومرداس الوطنية للموندرام؟

❊❊ هو مشروع شباني تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون وولاية بومرداس، بالتنسيق مع مديريتي الثقافة والشباب والرياضة، وكذا دار الثقافة رشيد ميموني، والرابطة الولائية للنشاطات الثقافية والعلمية، يرمي إلى تفعيل النشاط الثقافي والفني في ولاية بومرداس، حيث نسعى إلى جعل هذه الأيام مهرجانا وطنيا سنويا. كما نعمل على ترسيخ تقاليد مسرحية بالولاية، كونها عريقة في الميدان الفني والمسرحي، مع إبراز دور الفن الرابع في توعية الشباب بأهم القضايا الاجتماعية، لبناء مجتمع مثقف وواع. هناك أيضا هدف التكوين المتواصل، فالموهبة وحدها لا تكفي، كما أن المشروع الفني يبدأ من الموهبة، ثم التكوين، حتى يصل إلى الاحتراف.

ماذا عن الأعمال المشاركة في هذه التظاهرة؟

❊❊ هناك 6 عروض مونودرامية محترفة لممثلين معروفين في الساحة الفنية، منهم ريم تاكوشت التي ستقدم سواد في أمل، الأستاذ تمثيل حسن عزازنة، وإخراج عمر فطموش، كذلك عرض كياس ولاباس لفوزي بايت، وإخراج عبد العلي شنتوف، وغيرها من العروض التي تدوم في المجمل حوالي ساعة من الزمن.

وقد عرفت الأيام الأولى للتظاهرة، تجاوبا كبيرا من الجمهور، سواء من سكان الولاية أو زوارها، خلال هذا الموسم الصيفي. كما حاولنا جمع المشاركين من ولايات مختلفة، مثل تمنراست، سيدي بلعباس، سطيف، الجزائر العاصمة، ومن ولايتنا بومرداس، التي نسعى إلى أن تحتضن هذه الأيام بشكل سنوي، لافتقارها للتظاهرات الثقافية الرسمية.

ماذا تقصد بقولك هذا؟

❊❊ أؤكد قولي هذا، بالإشارة إلى افتقار ولاية بومرداس إلى مهرجانات ثقافية، مرسمة من طرف وزارة الثقافة والفنون في كل ضروب الإبداع، سواء في المسرح أو الأغاني الشبانية، مثل الراي، أو في الشعبي أو غيره.. لذلك سعت جمعيتنا الشعلة الفتية إلى سد هذه الثغرة، ونعتبر تنظيم هذه الأيام الوطنية الأولى للمونودرام من 11 إلى 15 جويلية 2021، خطوة أولى. ونعتبر هذا الأمر تحديا كبيرا في حد ذاته، بالنظر إلى عدة صعوبات، لكننا قبلنا رفعه، فالهدف في الأخير كان أسمى، حيث نسعى بعد كل هذا، إلى ترسيم هذه التظاهرة كي تكون سنوية في ولاية بومرداس، ثم ليكون مهرجانا مغاربيا، ولما لا متوسطيا.

الطموح يبدو كبيرا، لكن غير مستحيل..

❊❊ بالفعل، طموحنا كبير في مساعينا، فحتى وإن كانت جمعية الشعلة للمسرح والسينما لبرج منايل فتية، حيث تأسست في 2019، إلا أن عملنا في الحقل الفني منذ سنوات طوال، تجعلنا نرى الأمور أكبر. وحقيقة، لا أعتقد أن هذه الخطوة مستحيلة، يكفي فقط التنسيق.

أما المطلوب في سبيل إنجاح هذه الخطوات، فهو المرافقة من طرف الوزارة الوصية لترسيم أيام بومرداس للمونودرام أولا، كأهم توصية نخرج بها من الورشات المنظمة على الهامش، ثم توفير الفضاءات المتخصصة للمسرح، فالولاية تفتقر حقيقة لمسرح لائق، والموجود عبارة عن مراكز ثقافية صغيرة لا ترتقي لمثل هذه التظاهرات الوطنية أو غيرها، ونحن في هذا المقام، نوجه تحية تقدير لإدارة جامعة امحمد بوقرة، على مد يد العون، بفتح قاعة المحاضرات الكبرى التابعة لمعهد المحروقات. كذلك ندعو السبونسور أو الجهات الراعية لمختلف التظاهرات، حتى تدعم مثل هذه التظاهرات الثقافية، خاصة في مجال المسرح، مما قد يمكن من تجاوز العديد من الصعوبات التي تواجه المنظمين، فنحن مثلا، واجهتنا عراقيل خارجة عن نطاقنا، مثلا، في إقامة الضيوف، فحتى الولاية تفتقر لمرافق مبيت، تسهل على المنظمين العمل والاهتمام بأمور أخرى، لإنجاح أي تظاهرة.

ماذا عن جمعية الشعلة وياسين بن ديبة؟

❊❊ أنا طالب جامعي في 26 سنة من عمري، أدرس تخصص الوقاية والأمن الصناعي بجامعة بومرداس، أهوى المسرح منذ كنت كشافا في سن التاسعة، حيث كنت أشارك في بعض السكاتشات، بعدها التحقت بجمعية النهضة المنايليلة الهاوية للمسرح ببلدية برج منايل. ومباشرة اخترت المسرح في عمر 16 سنة، فالتحقت بعدة دورات تكوينية، تحت إشراف عدة فنانين، منهم عمر فطموش. تعلمت فن التمثيل في 19 سنة من عمري بالمسرح الجهوي كاتب ياسين بولاية تيزي وزو، كما التحقت بعدة ورشات تكوينية لصقل موهبتي، فالموهبة وحدها لا تكفي للاحتراف.

حزت على العديد من الجوائز، منها أحسن ممثل في الأيام الوطنية للمونودرام بولاية أدرار، وجائزة مماثلة في تظاهرة أخرى بولاية مستغانم، وغيرها من الجوائز التي أعتبرها تحفيزا لي للعطاء أكثر، فأنا أحس بأنني ولدت فوق خشبة المسرح.

ما هي الرسالة التي توجهها لأقرانك من الشباب؟

❊❊ أقول لهم؛ يا شباب، إن المجتمع نحن من نبينه وليس العكس... نبنيه بالوعي. كما أقول لهم؛ لا تحتقروا الثقافة أبدا، فبها تبني الحضارات والتاريخ العريق يثبت ذلك. ولتكوين ثقافة متينة، لابد من العودة إلى موروثنا الثقافي الثري...هذه رسالتي.