على منصة "زووم"

ندوة دولية حول الإيتوس في الخطاب

ندوة دولية حول الإيتوس في الخطاب
  • القراءات: 1399
لطيفة داريب لطيفة داريب

ينظم مخبر تحليل الخطاب بجامعة "مولود معمري" لتيزي وزو، ندوة دولية على منصة "زووم" تحت عنوان "الإيتوس في الخطاب"، في 15 نوفمبر المقبل. وقد حُدد تاريخ 15 أكتوبر الجاري، كآخر أجل لاستقبال الملخصات.

جاء في بيان الندوة أنه لا يمكن للخطاب بشتى أنواعه وصنوفه، أن يشتغل بمعزل عن سياقات تداوله وتأويله من قبل ذوات متعددة الخلفيات والقدرات التأويلية والتفسيرية؛ لهذا يشتغل منتج الخطاب في تواصله الشفوي أو الكتابي أو الافتراضي، على رسم صورة له داخل الخطاب، وتمثل بها لدى المتلقي لتحقيق أغراض مختلفة؛ كالإقناع أو المحاججة أو المغالطة، أو لغرض جمالي بقصد التأثير به، فيخلق بذلك صورا عن نفسه، تتجلى من خلال العملية التلفظية والأساليب البلاغية التي يستعملها في تواصله مع المتلقي، وهي ما يمكن التعرف من خلالها، على الإيتوس في الخطاب.

وجاء في البيان أن المتابع لمختلف الخطابات بدءا من النصوص التراثية في النوادر والأخبار والطرائف والسرود والخطابات الشعرية الكبرى، يجد أن الإيتوس ظاهرة مركزية، تستحق الدراسة والتحليل لفهم طريقة تكوّنها وتجلّيها نصيا، وهو الأمر الذي لا يختلف أيضا عن المتفحص لمختلف الخطابات الجديدة التي يصادفها الإنسان /المتفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث يلغي تلك النزعة الساعية إلى سعي الذات المتكلمة إلى إظهار نفسها في صورة أكثر أخلاقية وإنسانية، إلى درجة التمركز حول الذات، الذي يمكن أن يصل إلى اعتبار الآخر شرا مطلقا، وهي المركزية الموجودة في كثير من النصوص المكتوبة والشفوية، قديما وحديثا. كما تأتي أهمية هذه الندوة انطلاقا من معاينة مظاهر تشكل الإيتوس في الخطابات المختلفة، هذا المفهوم الذي أسس له أرسطو فلسفيا وخطابيا في كتابه الشهير الخطابة، فقد ذكره في أكثر من خمسة فصول، كما كان حاضرا في ثنايا الفصول الأخرى، وقد سار هذا المفهوم زمنها، وعرف تحولات مع بول ركور وروث أموسي وأويفيي روبول وإلفي بولان، وغيرهم من السيمائيين والبلاغيين ومحللي الخطاب.

وفي هذا السياق، يسعى منظمو الندوة إلى معاينة هذه الظاهرة، وتوصيفها وتحليل تمظهراتها المختلفة في الخطابات، من خلال الأسئلة التالية: ماهي مسارات هذا المفهوم من خطابة أرسطو إلى البلاغة الجديدة ومجال تحليل الخطاب؟ ما مفهومه في التراث العربي؟ كيف يشتغل الإيتوس في مختلف الخطابات التراثية والمعاصرة؟ ما هي آلياته وتجلياته النصية والخطابية؟ وما الدور المعرفي في تشكيل الإيتوس، وعلاقته بالحجاج والتداول والتخييل؟

أما عن محاور الندوة فهي "الإيتوس: في المفهوم والتحولات"، و"الإيتوس في الخطاب الأدبي"، و"الإيتوس في الخطاب اليومي"، و"الإيتوس في الخطاب الرقمي /الافتراضي"، و"الإيتوس بين قصد الحجاج والمغالطة"، و"الإيتوس والبعد الجمالي التخييلي"، والإيتوس والباتوس؛ أي علاقة؟".

بالمقابل، الإيتوس هي الصورة التي يعطيها المتكلم عن نفسه في خطابه، لضمان فعاليته بدون حديثه عن نفسه بطريقة صريحة؛ أي أنه يتحدث عن مظهره الخارجي أو عن أخلاقه. وقد طور مفهوم (الإيتوس) أرسطو، وأعيد تناوله حاليا في التداوليات وتحليل الخطاب. كما حُد الإيتوس بوصفه "سمات الهيئة، التي يجب على المتكلم أن يظهرها (كيفما كان صدقه) للمخاطب (...) لكي يترك لديه انطباعا حسنا".