الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية
نحو تصنيف النظام التحصيني لوهران ومساع لإدراج المدافع

- 1279

كشفت مصادر من ملحقة وهران للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، عن وجود مساع حثيثة لتصنيف المجموعة الأثرية لنظام تحصين مدينة وهران، التي يعود تاريخها إلى القرنين 16 و17 ميلاديين ضمن التراث الوطني المادي. وتمّ بهذا الخصوص إعداد ملف كامل عن النظام التحصيني لمدينة وهران من قبل فرقة تتشكّل من مختصين في علوم الآثار والجيولوجيا والتاريخ والهندسة المعمارية والأرشيف.
وتمّ تقديم الملف الذي ساهمت في إثرائه المديرية العامة للديوان الوطني لحماية وتسيير الممتلكات الثقافية، للجنة الوطنية لتصنيف المعالم التاريخية والأثرية بوزارة الثقافة، لتصنيفه ضمن القائمة الوطنية للتراث المادي المحمي. واستغرق تحضير هذا الملف أزيد من سنتين من البحث بمساهمة جامعيين جزائريين، يحضّرون مذكرات تخرجهم بإسبانيا، وعملوا على إزالة بعض التحفّظات التي سجّلتها اللجنة الوطنية لتصنيف المعالم التاريخية والأثرية.
وللإشارة، فإنّ النظام التحصيني والدفاعي لمدينة وهران خلال القرنين 16 و17 الميلاديين، يضم مجموعة من المعالم الأثرية تعود إلى مختلف المراحل التاريخية التي مرّت بها المدينة منذ الاحتلال الإسباني إلى فترة المرينيين والعهد العثماني، والبعض منها يعود إلى البرتغاليين وحتى المالطيين، على غرار "قصر لمحال" بالقرب من المعلم الأثري "قصر الباي"، مثلما أشير إليه.
وتضمّ هذه المجموعات الأثرية الأسوار والحصون، منها "بني زروال" و"صباحية" وأبراج، على غرار "الحمري" و"سانتا كروز" و"روزا ألكزار" والقلاع المبنية فوق أسوار المرينيين، وكذا الخنادق والأنفاق والأروقة الأرضية التي تربط مدينة وهران بقصبتها العتيقة بحي "سيدي الهواري".
وقد أثبتت الدراسات والبحوث التاريخية والأثرية أنّ مدينة وهران تُعتبر أكثر مدن البحر الأبيض المتوسط تحصينا، وتضمّ أكبر حصن يسمى "روزا ألكسار" الواقع بالقرب من المعلم الأثري "قصر الباي"، الذي يتربع على مساحة تزيد عن 6 هكتارات.
والجدير بالذكر أنّ اقتراح تصنيف المجموعة الأثرية للنظام التحصيني لوهران يأتي تحضيرا لاحتضان المدينة لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021. كما تسعى ملحقة وهران للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية مستقبلا، لتقديم اقتراح لتنصيف المدافع الموجودة داخل كاسرات الأمواج بمسمكة وهران، حيث تضم المدينة 49 مدفعا يعود تاريخها إلى فترة الاحتلال الإسباني.