الفنان نور الدين بشكري لـ"المساء":

نحتاج أماكن جديدة لغرس ثقافة مسرح الطفل

نحتاج أماكن جديدة لغرس ثقافة مسرح الطفل
الفنان نور الدين بشكري
  • القراءات: 858
❊ز. زبير ❊ز. زبير

عبر الفنان الكوميدي نور الدين بشكري، المشهور بشخصية "السايح البوسطاجي"، في سلسلة "أعصاب وأوتار"، عن رغبته في تكوين فضاء يجمع الأطفال الصغار، من أجل وضع كل خبرته في تنشئة هذه الفئة العمرية على مبادئ المسرح، وقال إن غرس الثقافة عند الأطفال الصغار منذ نعومة أظافرهم يعد استثمارا مستقبليا، من أجل إعداد رجل المستقبل وجيل مشبع بالثقافة من شأنه قيادة البلاد إلى مصاف الدول الكبرى، خاصة أن الجزائر تضم كل المؤهلات اللازمة، معتبرا أن الأمر يتطلب صدقا في العمل ومساعدة من طرف الجهات المسؤولة.

أكد نور الدين بشكري، في دردشة مع "المساء"، عندما كان في أحد الأنشطة بدار الثقافة "مالك حداد"، أنه يحمل مشروعا طموحا من أجل بعث مسرح الطفل بعاصمة الشرق، وخلق نواة لهذا العمل الفني، مضيفا أن الفكرة جاءت مع تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015"، حيث رحب بها المسؤولون عن قطاع الثقافة وقتها، خاصة أنها كانت ستساهم في خلق فضاء متخصص  من الأطفال وإلى الأطفال، في شكل مسرح العالم الصغير، حيث يستطيع الطفل تفجير طاقاته وإبراز مواهبه الفنية وتجسيدها في الميدان، حتى لا تضيع سدى، ولا يتوجه إلى الانحراف، غير أن  الأمور بقيت حبرا على ورق، ولم ير المشروع النور إلى اليوم.

كشف صاحب شخصية "السايح البوسطاجي"، الذي فتح قلبه لـ«المساء"، عن أن هذه الفكرة طالما راودته منذ عدة سنوات، خاصة أنه ترعرع منذ الصغر في عالم المسرح، معتبرا أن البراءة مهيأة لغرس قيم الخير فيها، من خلال الثقافة الهادفة، وقال إن أحسن دليل على ذلك، التجربة التي يقوم بها حاليا الفنان الفرنكو- مغربي جمال دبوز بفرنسا، عندما فتح "نادي جمال دبوز" للكوميديا، فرغم صغر الفضاء الذي لا يتعدى أربعة أمتار مربعة، وعدد الكراسي الذي لا يتعدى 100 كرسي، إلا أن الفنان نجح في إخراج عمله وجعله مشهورا، فمُشاهد عروضه، يظن أنه يعرض بقاعة "الأولمبيا".     

وأضاف المتحدث أن الأمر في هذا المشروع، لن يقتصر على المسرح فقط، إنما سيمتد إلى ألوان فنية أخرى، على غرار الرقص والغناء وفنون أخرى، مشيرا إلى أن هذا الأمر معمول به في العالم بأسره، من خلال مرافقة وتأطير الأطفال وجعلهم يحتكون بالخشبة والجمهور على المباشر، وتوجيههم في الأداء الفني بالطريقة الصحيحة، مع فتح المجال لهم للاحتكاك بالفنانين والوجوه الفنية البارزة، التي كانوا يشاهدونها عبر الشاشة أو فوق الخشبة، أو حتى الذين يسمعونهم عبر أمواج الإذاعة، ووضعهم أمام رجال الإعلام والصحافة، حتى يتم إخراج الطفل من الروتين الذي يعيشه.

حسب الفنان نور الدين بشكري، فإن الأمر بات ملحا أكثر من أي وقت آخر، خاصة مع ظهور المدن الجديدة التي باتت فضاءات ميتة دون روح ثقافية، وقال إن الوقت حان من أجل تنشيط هذه المدن، حتى لا يترك الأمر للمنحرفين الذين يتحينون الفرص من أجل اصطياد أكبر عدد من الأطفال، وإدراجهم في نشاطاتهم المشبوهة، مضيفا أن سكان المدينة القديمة من السويقة، طريق جديدة، باردو و«سان جان" والمنظر الجديد، كان لديهم متنفس في المسرح الجهوي، وحتى في كلية الشعب، حيث كانت تعرض أسبوعيا الأعمال الفنية التي تستقطب العائلات من هذه الأحياء.

يرى نور الدين بشكري، أن استقطاب الأطفال سيرافقه استقطاب الأمهات أيضا، وحتى الآباء، بالتالي خلق مناخ ثقافي داخل مجموعة من السكان، من شأنه خلق جوار نقي، مضيفا أنه مستعد لوضع كل تجربته الفنية في خدمة هذه الفئة العمرية، التي يرى فيها مستقبل الثقافة، مؤكدا أنه وجد تجاوبا من طرف إدارة دار الثقافة "مالك حداد"، التي وعدت بتوفير المكان والفضاء لإطلاق هذا المشروع الطموح، موجها نداء للقائمين على القطاع والسلطات المحلية وعلى رأسها والي قسنطينة، من أجل تخصيص فضاءات داخل المدن الجديدة واستغلالها في تحريك الفعل المسرحي عند فئة الأطفال، وبذلك خلق نشاط توعوي ثقافي من جهة، ومحاربة ظاهرة "الأحياء المرقد" أو الانتشار الكبير للمحلات التجارية داخل التجمعات السكنية على حساب فضاءات الترفيه والثقافة، من جهة أخرى، حيث أصبح ـ حسبه ـ بين محل ومحل، محل آخر، وبين مقهى ومقهى، مقهى جديد.