"شخصيات من الدرج” لبن عاشور بوزيان

نجوم في سماء الأغنية الجزائرية

نجوم في سماء الأغنية الجزائرية
  • القراءات: 1131
مريم. ن مريم. ن

أعاد الأستاذ بوزيان بن عاشور، مؤخرا، إصدار كتابه ”شخصيات من الدرج” تثمينا لمسارات فنّانين صنعوا مجد الأغنية الجزائرية ورسخوها في الوجدان، ونقلوها إلى خارج الحدود كلّ في أسلوبه ومدرسته، مع التركيز على هؤلاء الذين طالهم النسيان ويستحقون الظهور مجددا ليسمعهم ويعرفهم جيل اليوم.

أرسل الأستاذ بوزيان، لـ ”المساء” صورة من كتابه الجديد القديم الصادر مؤخرا عن دار الغرب للنّشر، متمنيا أن يلقى الصدى خاصة عند جيل الشباب كي يطّلع على أجيال من عمالقة الفن الجزائري الذين قدّموا الكثير للأغنية الجزائرية.

ويحاول الكاتب تقديم معلومات مفصلة عن هؤلاء العمالقة الذين سجّلوا بصمتهم في رصيد الفن الجزائري في الأمس واليوم، علما أنّ الكثيرين خاصة من الشباب لا يعرف مثلا المعلمة تيطمة، وعبد القادر ولد العيد، وسرور حسني وغيرهم من الفنّانين الذين قدّم الكتاب مسار حياتهم أو نجاحاتهم الباهرة، ليخرجهم من درج النسيان إلى نور الأضواء وأيضا للتعريف بألوانهم الفنّية الجميلة.

من الفنّانين الآخرين الذين يقدمهم الكتاب الذي لا يتجاوز الـ380 دينار جزائري لكنه يحمل معلومات ثرية وبعضها يقدّم لأوّل مرة، نجد فضيلة الدزيرية وصباح الصغيرة مرورا بصادق البجاوي ودحمان الحراشي وعلي معاشي وحسين شباطي والشيخ حمادة والشيخة رميتي والشاب خالد وغيرهم.

كان الضيف فيما مضى قد كتب عن شخصيات في ”تاقورة” ضمن مجموعة مقالات أصدرها بالتناوب مع الراحل جاوت، على صفحات ”ألجيري أكتواليتي” عبارة عن بورتريهات لفنّانين، علما أن بوزيان، جمع 15 بورتريها مع إدراج بورتريهات أخرى وصلت 167 خاصة بمغنيين وموسيقيين محليين وشعراء من سنة 1900، مع طيطمة حتى الفنانة ياسمين عام 2000 مع الالتزام بكل الطبوع وإظهار صور هؤلاء والكتاب في طبعته الأولى مطلع الألفية الثانية مترجم إلى العربية والإنجليزية.

للإشارة تحمل الذاكرة الفنّية الجزائرية رصيد أغان مختلفة الطبوع، وبقيت شاهدة ولازالت على مراحل فنّية مجيدة نحتتها أصوات فنّية جميلة من كل ربوع البلاد مشكلة بذلك موروثا أصيلا.

ومن الفنّانين الحاضرين في الكتاب هناك الشاب حسني، صوت الشباب الذي غنى في العشرية السوداء زارعا الأمل والحب في نفوس الشعب الجزائري، وهناك أيضا خليفي أحمد، رائد الأغنية البدوية الذي أحيا قصائد الملحون بامتياز ولكبار شعرائه، وهناك أيضا صباح الصغيرة، التي شجعها الفنّانان بلاوي الهواري وأحمد وهبي، على احتراف الغناء، كتب لها عمر البرناوي، أغنيتها الشهيرة ”يا عمري” كما تعاملت صباح، مع الملحن الهاشمي حفيان، قبل أن تلتحق في السبعينيات بالمسرح الجهوي بوهران، ومن أغنياتها ”الخمري، شحال نبغي ولاد بلادي، عن قريب يامة، آه يا الأسمر يا زين”.

كما استطاع الراحل دحمان الحراشي، تسجيل أكثر من مئة أغنية وقصيدة شعبية، فضلا عن كل هذا الإرث الفنّي الأصيل فإن دحمان، ترك وراءه إرثا فنّيا عالي المستوى وأعطى للأغنية الشعبية حقها في الأداء والتطوير، ترك وراءه إرثا فنّيا شعبيا تتحدث عنه الأجيال.

للتذكير فإن مؤلف الكتاب بن عاشور بوزيان، انتقل من الصحافة مرورا بالمسرح ليجد نفسه أيضا في أحضان الرواية، وله العديد من الأعمال الأدبية منها ”عشر سنوات من الوحدة”، ”مجنون”، ”حروق” ”صابرينال”، ونال جائزة الأديب الجزائري ”محمد ديب” سنة 2012، إضافة إلى عدة مسرحيات من تأليفه.

ويبقى الأستاذ بن عاشور، وفيا للكتابة والإبداع، يحاول في كل مرة تسجيل الذاكرة سواء في المسرح أو في السينما وكذا في فنّي الموسيقى والغناء، ناهيك عن المجال الأكاديمي الذي يراه الإطار الأكثر توثيقا للذاكرة وللبحث العلمي في شتى الفنون والآداب وفي الفكر والتاريخ، وهو قبل هذا وذاك الصحفي الملتزم بقضايا وطنه وشعبه وكاتب الافتتاحيات المحترف الذي له ما يقوله في كل الأمور.