مهرجان السينما المغربية الثالث بمرتيل

نبيلة سنجاق تحاضر في "صورة المرأة في السينما الجزائرية"

نبيلة سنجاق تحاضر في "صورة المرأة في السينما الجزائرية"
الإعلامية نبيلة سنجاق
  • القراءات: 1255
❊دليلة مالك ❊دليلة مالك

"صورة المرأة في السينما الجزائرية" عنوان موضوع مشاركة الإعلامية المهتمة بالشأن الثقافي نبيلة سنجاق، في الندوة المنظمة من قبل نادي مرتيل للسينما المشرف على تنظيم مهرجان السينما المغربية الثالث، الذي جرت أطواره من 2 إلى 7 مارس الجاري بمدينة تيطوان المغربية.

قالت سنجاق في محاضرتها، إن المرأة في السينما الجزائرية تشكل عنصرا فاعلا يبرز للعيان، خاصة على صعيد الممثلات اللائي لعبن أدوارا رئيسية أو ثانوية في أفلام شهيرة، لكنه يتضاءل على مستوى الإخراج، فجل الأفلام التي قدمتها المخرجات الجزائريات لم تحقق رواجا يذكر على الصعيدين الوطني والدولي.

أكدت نبيلة سنجاق، وهي أحد أعضاء تنظيم مهرجان الجزائر الدولي للسينما، أن جل اللائي طفت أسماؤهن على الساحة السينمائية الجزائرية، لم تترك أثرا كبيرا في الحقيقة، باستثناء جميلة صحراوي التي كرمها مهرجان الجزائر الدولي للسينما، ونالت عدة جوائز دولية عن فيلمها الأيقونة "يما"، أو يمينة شويخ التي خلدت اسمها بأعمال مختلفة، منها "رشيدة" الذي يعالج حقبة العشرية السوداء ومعاناة الجزائر مع الٍإرهاب، أو فاطمة الزهراء زعموم (كاتبة ومخرجة فرانكو جزائرية)، التي قدمت عدة أعمال منوعة بين الروائي والوثائقي والقصير، أبرزها "قداش تحبني" الذي صال وجال في مهرجانات العالم، أنتجته سنة 2012.

أشارت المحاضرة إلى أنه رغم بعض الأسماء المعتبرة الفاعلة في حقل الفن السابع بالجزائر، إلا أن حضور الإخراج النسائي يبقى ضعيفا أمام الإخراج الذي يصنعه العنصر الذكوري، فضلا عن الجوائز التي قليلا ما تمنح للمخرجات، خاصة العالمية منها، باستثناء القلة القليلة التي تمكنت من الصعود على منصات التتويج في كبرى المهرجانات.

كما تطرقت  المتحدثة إلى السينما الجزائرية منذ نشأتها، إلى المرأة، من خلال رؤى متفاوتة من مخرج إلى آخر، متأرجحة في ذلك بين ما هو فني وجمالي وما هو تجاري ومادي. وبين ما هو سلبي وما هو إيجابي، وتنوعت صورة المرأة في السينما الجزائرية وأخذت صورا متداخلة ومتناقضة، أبرزها "المرأة المجاهدة المكافحة"، وتبدو هذه الصورة جلية في مختلف الأفلام السينمائية التي تطرقت للثورة التحريرية المباركة، على حد تعبير سنجاق.

أما النوع الثاني فهو "المرأة المعنفة" التي نجدها في عدة أفلام، من بينها فيلم "امرأتان" الذي برزت فيه الفنانة القديرة بهية راشدي بقوة، إلى جانب الممثل الكوميدي عثمان عريوات، في دور المرأة المقهورة المغلوبة على أمرها.

النوع الثالث هو "المرأة الماجنة" التي تجسدت -حسب بعض النقاد- في عدة أفلام، من بينها "ديليس بالوما"، وهو فيلم لنذير مخناش، يتطرق إلى الدعارة والمثلية الجنسية في المجتمع الجزائري المعروف بأنه من المجتمعات المحافظة.

والنوع الرابع هو "المرأة المواجهة للإرهاب والتطرف والمتطلعة للتحرر"، حيث سلطت مجموعة من الأفلام الجزائرية الضوء على مواجهة المرأة للموت في مقاومة الإرهاب، وهو ما صوره فيلما "باب الواد سيتي"، و«العالم الآخر" للمخرج مرزاق علواش، الذي كشف التأثر الكبير لعقلية الجزائريين في فترة التحولات السياسية بعقلية الأفغان التي ترى في المرأة مجرد جسم للمتعة الجنسية.

حسب سنجاق، تبقى هذه الأعمال محاولة جادة لمواكبة التغير السياسي والاجتماعي، على حساب التغير الذهني، حيث وقعت المرأة في فخ استغلالها في قضايا أمنية وسياسية مررت الخطاب الإيديولوجي، دون التعمق في مشاكلها الأساسية التي لا زالت تطاردها في مجتمع لم تتغير عقليته ومواقفه تجاه الأنثى التي لا زالت إلى اليوم تُمنع من الدراسة، ويمارس ضدها العنف الجسدي والمعنوي في سلطة الأب والأخ الأكبر.