"الرجل الذي باع ظهره" للتونسية كوثر بن هنية

نال الحرية بجلدته

نال الحرية بجلدته
  • القراءات: 566
دليلة مالك دليلة مالك

عرضت "سينماتك الجزائر" العاصمة، أول أمس السبت، ضمن تواصل الطبعة السابعة لأيام الفيلم الأوروبي في الجزائر، الفيلم الروائي الطويل "الرجل الذي باع ظهره"، للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، حيث استمتع الجمهور الغفير الذي ملأ القاعة، بمشاهدة عمل سينمائي، مزج بين الدراما والكوميديا السوداء، تحدث عن قضايا عديدة، من خلال مغامرة رجل، اختار الهجرة مرغما، وبطريقة عجيبة.

 

قصة الفيلم (2021، 104 دقيقة) بطله الممثل يحي مهايني، في دور "سام علي"، الذي هاجر من سوريا نحو بلجيكا، وتعود الأحداث إلى واقعة بدأت في قطار، لما كان "سام" يعبر عن حبه لـ"عبير" علنا، باسم الحرية، وقد كانت سوريا في عز أزمتها الأمنية، الأمر الذي دفع بالقوات الأمنية لاعتقاله، ثم سرعان ما ساعده أحد العناصر على الهروب، لأنه ابن رجل معروف ومحترم في المنطقة، ولم تقم المخرجة بإعطاء أي موقف أو نقد حياله، وأبقت على البعد الإنساني للقصة.

أول محطة لسام بعد خروجه من سوريا، كانت بيروت اللبنانية، فاشتغل في مصنع للدواجن، وبين الحين والآخر، كان يذهب مع زميل له في العمل إلى المعارض الفنية، حيث الأكل والشرب بالمجان، وكان يفعل ذلك بثقة كبيرة، وهو يشاهد ويتابع مجمل التحف الفنية المعروضة، إلى أن حط، في يوم من الأيام، في معرض فني تشكيلي عالمي يدعى جفري، التقى به وكان بينهما اتفاق عجيب.

كان الاتفاق أن يشتري جفري ظهر سام، مقابل أن يحصل على مقابل مالي عالي، لينجز واحدة من أهم اللوحات الفنية عليه، وشم كبير لتأشيرة "شينغن"، لتصبح لاحقا أهم المعروضات الفنية في المتاحف الأوروبية، وتحديدا في بلجيكا، وهناك يستمر في محاولاته استرجاع حبيبته عبير، التي انتقلت للعيش ببلجيكا بعد زواجها، وقد فعلها. في مقاربة ذكية، تقوم المخرجة كوثر بن هنية بإسقاطات عن حال الإنسان، على أساس أنه لوحة فنية، أو يمكن اعتباره سلعة، يباع ويشترى، وعليه تأمينات ومناورات في قيمته المالية، ولم يعبر سام، وهو رجل عزيز النفس، عن سخطه، فبفضل المال الذي يجنيه، أعال عائلته وأمه المقعدة، بعد أن وقع جدار على رجليها في قصف عشوائي، وتم بترهما.

يقوم الفنان جفري بوضع ظهر سام في مزاد فني علني، بلغت قيمة المعروض الفني 5 ملايين أورو، وهو يعرض ظهره على المنصة، مثله مثل باقي التحف المنشود بيعها، ينزل سام إلى الحاضرين، ويقوم بإخراج خيط سماعات الهاتف ويصرخ، وكأنه سيفجر نفسه والمكان، فيهلع الجميع ويهرب خارجا، ثم يسقط سام ضاحكا من سخرية المشهد، لكنه توبع قضائيا بتهمة الإرهاب.

بعد أن استرجع حبيبته، لم يرغب سام في العودة إلى بلده، وهو في المحكمة أسقط محاميه تهمة الإرهاب، لكن القاضي حكم عليه بالترحيل من بلجيكا، بعد استنفاد تأشيرته، وفرح سام بهذا الخبر، يشبه الفرح لما نال التأشيرة في الأول. ولكن ماذا بخصوص وشم التأشيرة الذي على ظهره؟ ويدخل جفري في اتفاق جديد مع سام، حيث يبيع جلده الموشوم، ويعود إلى مسقط رأسه في الرقة السورية، وحتى ينال التأمين المالي المناسب، وإنهاء القصة كاملة، تم تصوير مقتل سام على يد "داعش"، في صورة تستصغر هذه الجماعة، ليتضح لاحقا أنها مجرد تمثيلية، هدفها بلوغ المطلوب.    الفيلم ثمرة إنتاج مشترك بين كل من تونس، بلجيكيا، فرنسا، السويد، تركيا وألمانيا، نال العديد من الجوائز الدولية.