نوال فخارجي رئيسة جمعية "ألوان الأندلس" لـ"المساء":

نأسف لغياب دعم مديرية الثقافة والفنون لولاية الجزائر

نأسف لغياب دعم مديرية الثقافة والفنون لولاية الجزائر
نوال فخارجي رئيسة جمعية "ألوان الأندلس"
  • القراءات: 423
دليلة مالك دليلة مالك

تتواصل الدورة الخامسة للمهرجان الولائي للأغنية الأندلسية للشباب بالمركز الثقافي "عيسى مسعودي" في بلدية حسين داي، تحت شعار "جولة أندلسية" . وهي تظاهرة تشرف عليها ولاية الجزائر، وتنظّمها مديرية الشباب والرياضة والترفيه، بالتنسيق مع ديوان مؤسسات الشباب، وجمعية "ألوان الأندلس" التي تترأسها نوال فخارجي.

يستمر المهرجان حتى 30 مارس الجاري. ويُعدّ فرصة للاحتفال بثراء وتنوع الموسيقى الأندلسية، وإبراز المواهب الشابة التي تساهم في استمراريتها.

وأكدت نوال فخارجي رئيسة جمعية "ألوان الأندلس" في حديثها إلـى "المساء" ، أن الدورة الخامسة للمهرجان هي الأفضل من حيث عدد المشاركين؛ إذ بلغ عددهم 13 فرقة من مختلف بلديات الجزائر العاصمة.

وشهد الافتتاح التقاء المدارس الثلاث للأغنية الأندلسية، وهي الصنعة، والمالوف والغرناطي، بحضور فنانين من قسنطينة، وتلمسان ومستغانم. وتم الجمع بين الأجيال؛ الجيل السابق وشباب اليوم، والجيل اللاحق من الصغار.

وعبّرت المتحدثة عن أسفها لغياب دعم مديرية الثقافة والفنون لولاية الجزائر. وقالت إن نشاطها غير موجود؛ ما يشكّل لها علامات استفهام كبيرة رغم أهميتها في الحفاظ على الموسيقى الأندلسية وإبراز المواهب الشابة، مشيرة إلى أن المهرجان يُقام تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة، وولاية الجزائر.

وفي هذا الشأن، قالت: "الاتفاقية التي تربطني بمديرية الشباب والرياضة هي إقامة مهرجان سنوي للأغنية الأندلسية في شهر رمضان. وإلى جانب الجمعية تنشط رابطتان تابعتان لمديرية الشباب والرياضة؛ الأولى تنظّم مسابقة في الإنشاد، والثانية خاصة بأغنية الشعبي. وأنا أنشط كجمعية لا كرابطة". وتابعت: "صحيح يمكن أن يندرج هذا المهرجان تحت وصاية مديرية الشباب والرياضة؛ لأنّها تضم شق الشباب الموهوب موسيقيا، لكن من المؤسف أن تغيب مديرية الثقافة والفنون كداعم أيضا! ".

ومن أجل تحقيق أهداف الجمعية في الحفاظ على هذا التراث العريق وذاكرته الأصيلة، دعت فخارجي، ضمنيا، وزارة الثقافة والفنون إلى المساهمة في دعم نشاط جمعية "ألوان الأندلس" ؛ فإلى جانب المهرجان الولائي للأغنية الأندلسية للشباب، تقوم هذه الجمعية باحتفال سنوي تكريمي للأخوين محمد وعبد الرزاق فخارجي.

ووفقا لرئيسة الجمعية، تواجه "ألوان الأندلس" بعض التحديات؛ منها قلة الدعم المالي من وزارة الثقافة؛ ما يحدّ من قدرتها على تنظيم أنشطة وفعاليات على مستوى عال، يليق باسم "فخارجي" الفني. وقالت: "وزارة الثقافة تمنحني مشروعا كلّ سنتين؛ في 2022 تم منحي غلافا ماليا معتبرا لمشروعي (تكريم الأخوين فخارجي)، لكن العام الماضي تم تخصيص ثلث المبلغ السابق. والميزانية المقدّمة، للأسف، لا تسمح بتنظيم هذا المشروع في المستوى الذي يليق بي. ولا يمكنني أن أُنقص من مكانة واسم فخارجي الذي أحمله (أعمام والدها) وهم أعمدة الفن الأندلسي".

ومع ذلك تبقى الجمعية مُصرّة على مواصلة رسالتها في الحفاظ على الموسيقى الأندلسية، ونقلها للأجيال القادمة. وتأمل نوال فخارجي في أن تحظى بدعم أكبر من مختلف الجهات المعنية؛ لكي تتمكن من تحقيق أهدافها النبيلة.

ويُقام المهرجان تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، بالتنسيق مع ديوان مؤسسات الشباب. وكانت أول دورة للمهرجان في عام 2018، وكانت ناجحة؛ حيث فازت جمعية "ألوان الأندلس" بالجائزة الأولى؛ ما أتاح لها فرصة المشاركة في مهرجان الموسيقى والأغنية التقليدية للشباب العرب في القاهرة، وكانت تجربة ثرية للتلاميذ، وشجّعتهم على المواصلة.

وحسب المتحدثة، تأسست جمعية "ألوان الأندلس" في عام 2014، ومقرها في شارع خليفة بوخالفة بالجزائر العاصمة. هدفها تعليمي، بالدرجة الأولى، تلقين الموسيقى الأندلسية، وهي مدرسة مفتوحة لجميع الأعمار، ولمن لهم مواهب موسيقية.

وتم الاحتفال بالذكرى العاشرة سهرة السبت. وأول نشاط للجمعية كان في 2015 بتكريم الأخوين محمد وعبد الرزاق فخارجي.

وفي جوّ احتفالي، شاركت فرقة المركز الثقافي "محمد عيسى مسعودي" من حسين داي، مساء أول أمس، في مسابقة مهرجان الولاية الخامس للأغنية الأندلسية للشباب، بحضور جمهور عارف ومتذوق، جاء لتقدير أداء المواهب الشابة في الموسيقى الأندلسية.

وقدّمت الفرقة عرضا مقبولا بأداء برنامج موسيقي منوّع، بدأ بمقطوعة موسيقية "توشية"، عنوانها "زهرة" في نوبة زيدان. تبعتها تنويعات في النغمات، في انقلاب زيدان، ودرج زيدان. ثم أدّت الفرقة انصراف "يا غزال ظبي الحمى"، و"بالله يا غزالي"، ثم مخيلص "لله وكلت أمري".

وعبّر الجمهور عن إعجابه بجودة الأداء. وصفّق للفرقة الشابة على تناغم أصواتها ومهارة عزفها على آلاتها الموسيقية. كما هنّأ أعضاء لجنة التحكيم برئاسة عزيز عزيزي وعضوية مولود مزاقر ونبيل بوشيخي، على موهبة الموسيقيين الشباب، مع تقديم بعض النصائح التقنية والفنية لتحسين أدائهم.

وأشادت لجنة التحكيم بالتحسن الملحوظ في مستوى الفرق المشاركة منذ آخر دورة للمهرجان. كما قدّروا تنوع الآلات الموسيقية المستخدمة؛ ما أثرى صوت الموسيقى الأندلسية.