عمل بعيد عن أسس السينما

ميهوبي يوبّخ بوعلام عيساوي بسبب «الحناشية»

ميهوبي يوبّخ بوعلام عيساوي بسبب «الحناشية»
  • القراءات: 3591
دليلة مالك دليلة مالك

وبّخ عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة المخرج بوعلام عيساوي، سهرة أوّل أمس، بقاعة «ابن زيدون» بالجزائر العاصمة، عقب نهاية فيلم «الحناشية» إذ أبدى استياءه من ضعف العمل المندرج ضمن تظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015».

تعدّ المرة الأولى التي يصعّد فيها ميهوبي، لهجته أمام مخرج بسبب المستوى الهزيل الذي ظهر به من الناحيتين التقنية والفنية، حيث طالب الوزير المخرج بوعلام عيساوي، بإعادة مشاهدة الفيلم معه وتقليص مدّته من ساعتين ونصف إلى ساعة وبضع دقائق.

من جهته رفض المخرج الإدلاء بأيّ تصريح بخصوص ملاحظة الوزير حول الفيلم، كما لم يكشف عن ميزانية العمل مخافة أن لا ينسجم الرقم مع مضمون الفيلم الذي تضمّن ديكورا فقيرا وشُحاً في تنويع المشاهد، إذ غلب على فيلم «الحناشية» المشاهد المقربة، وهذه الفكرة لم تتوافق مع أداء الممثلين الذي جاء مترهّلا وباردا ولم يقدّم الممثلون أداء محترفا فكان العمل بمستوى مدرسي أو أقل، رغم الاعتماد على أسماء سينمائية كبيرة على غرار حسان بن زيراري وأسماء واعدة على غرار سامي علام، لكنها تعثّرت في تقديم الأحسن.

بالنسبة لبطلي الفيلم علي جبارة «أحمد باي» وموني بوعلام «قمرة الحناشية»، فلم يقدّما الإضافة المطلوبة، والحديث عن تردي مستوى الممثلين يحيل للحديث عن إدارة الممثل الذي يضطلع المخرج القيام بها، ليثبت عيساوي فشله الكبير.

وبدا العمل فقيرا فارغا وهو ما عكسته المشاهد التي اقتصرت على خيمة عرش الحنانشة وقصر الباي فقط، إلى جانب مشهد خارجي أو اثنين، وما زاد الطين بلة مدّة الفيلم الذي كان طويلا دون طائل، فالعمل حسب ملخّص الفيلم وعنوانه يروي بطولة «قمرة الحناشية» التي قامت حسب ما ترويه الأسطورة بجمع شمل القبائل ضدّ المحتل، لكن الفعل لم يظهر في الفيلم، واكتفى بالكلام فقط، وهذا أمر لا يمت للسينما بصلة، وعزّز هذا التدنّي الحوار المتشضي والمطنب فتتكرّر المشاهد وتتشابه دون فائدة.

وجاء في البطاقة الفنية للفيلم أنّ قمرة الحناشية ظهرت من أعالي جبال عرش الحنانشة، ترعرعت في ظل الكفاح المتواصل ضد الممارسات القمعية للحكم العثماني الذي أقام الضرائب واستولى على المحاصيل، تظهر الحناشية بجمال أبهر العديد من الشعراء حتى وصل الصدى إلى أبواب قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة.بعد تولي أخوها عمار رمز، قيادة العرش من يدي والده وبحضور أسمى شيوخ قبائل الحراكتة ونمامشة ضيوف الشرف في هذه المناسبة التاريخية والمدعوين للمشاورة لضبط موقف موحد اتجاه السياسة المنتهجة من طرف بايلك الشرق الجزائري، ها هي حناشية تدخل قصر حاج أحمد باي بدعوة من الحاجة رقية أم الباي، المصرّة على خلق علاقات هادئة مع كلّ الأعراش لتقوية حكم الباي أمام الغزو الفرنسي الذي بدأ يستهدف قسنطينة عاصمة البايلك.