بن دعماش مجددا على رأس مجلس الفنون والآداب

ميهوبي يستعرض التوجهات الجديدة لقطاع الثقافة

ميهوبي يستعرض التوجهات الجديدة لقطاع الثقافة
  • القراءات: 624
مريم. ن مريم. ن
أشرف عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة، أوّل أمس، على تنصيب الأعضاء الجدد للمجلس الوطني للفنون والآداب وتجديد الثقة في عبد القادر بن دعماش على رأس هذا المجلس الذي ينشّط منذ ثلاث سنوات، وكان اللقاء الذي تمّ بقصر الثقافة، فرصة أثار خلالها الوزير راهن المشهد الثقافي في الجزائر والسياسة المنتهجة للنهوض بهذا القطاع وتفعيله بمشاركة كلّ الأطراف المعنية. وفي كلمته الترحيبية، حرص الوزير على الوقوف عند عيد الطفولة ليحثّ المجلس الوطني للفنون والآداب على الاعتناء بهذه الفئة الناشئة من خلال ما يقدّمه من إنتاج وإبداع ثقافي وفني، عوض الانحصار في الجانب المهني والتنظيمي.
ونوّه من جهة أخرى، بما قدّمه أعضاء المجلس في العهدة السابقة، مشيرا إلى أنّ هذا المجلس كان مكسبا وسندا لوزارة الثقافة، لأنّه يختزل كلّ المجالات الفنية من خلال بعض الأسماء الفنية التي حظيت بالثقة في قائمة المجلس ممثلة للمسرح والسينما والآداب والفنون التشكيلية وغيرها، بالتالي رأى المتحدّث أنّ تجديد الثقة في السيد بن دعماش عمل مهم أنتجته العهدة السابقة وما قدّم فيها من جهد، بالتالي كان يجب استكمال المشوار.
واعتبر ميهوبي أنّ هذه الهيئة كان لها الحضور الكبير، خاصة فيما تعلّق برعاية الفنانين كي ينالوا الحظوة لأنّهم يسعدون المجتمع، ودعا إلى التكفّل بانشغالات فئة الفنانين من حيث التقاعد والحماية والرعاية، ليؤكّد أنه سبق لوزراء سابقين أن وضعوا بصمتهم في هذا المشروع الخاص بإنشاء المجلس، وهو جسر تمر عبره المشاريع والقوانين، كما ألحّ المتحدّث على إحصاء أسماء الفنانين عندنا، حسب اختصاصهم (خارطة فنية).
كما دعا الوزير إلى ضرورة تجاوز الجانب الاجتماعي والمهني كي لا يتحوّل المجلس إلى نقابة، وأضاف "علينا أن نجتهد في التعريف بما يقدّمه الفنان، لذلك اتّفقت مع المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة على وضع تصوّر لكيفية إنجاز مواقع على الأنترنت خاصة بالفنانين، علما أنّ لكل موقعه الخاص".
وألحّ الوزير أيضا على ضرورة تجاوز المدن الكبرى قصد ترقية الثقافة والاجتهاد في تنظيم الندوات واللقاءات وفتح ورشات، علما أنّ هناك نقص في التعريف بجهود فنانينا، بالتالي لا بد من تعزيز والترويج للثقافة بالدعاية والإعلام، كما نبّه المتحدث في سياق حديثه للحرص على جزائرية الثقافة والإبداع وعلى تجاوز الأسماء المحتكرة للمشهد، فهناك الكثير من الطاقات الشبابية الكفؤة منتشرة عبر الوطن، وهنا ذكر تجربته مع بلاوي الهواري الذي حوّل عمله إلى أوبيرات سنة 1984، وكان ميهوبي حينها في الخدمة الوطنية شابا مبتدئا، لكن رغم ذلك اختاره بلاوي وهو من هو.
استغل الوزير حضوره للحديث عن المرحلة الجديدة المتّسمة بنقص الموارد المالية، بالتالي أكّد على التخلي عن سياسة الميزانيات المجنونة، ليوضّح أنّه ستنجز بميزانية فيلم واحد 6 أفلام جزائرية، وستنصب لجنة تستدعي لأوّل مرة المنتج والمخرج لمناقشته، ليتم الأمر في شفافية ووجها لوجه، كما ستختار أفلام من داخل البيئة الجزائرية، وبالتالي التصوير سيكون في الجزائر بتوفير ظروف الإنتاج من خلال استحداث مؤسسات تركيب واستوديوهات تصوير وإنتاج بمساهمة المستثمرين، كما سيكون هناك تعاون مع الولاة لترميم قاعات السينما وتجهيزها من أجل تطبيع العلاقة بين الجزائري والفن السابع.
وكان الوزير يؤكّد في كلّ مرة على أنّ حديثه واقعي لا علاقة له بالسياسة، لذلك حثّ على تبليغ الإنتاج الوطني للمواطن، وكشف أنّه منذ توليه مهمة تسيير القطاع، قام بعدّة زيارات ميدانية منها إلى منطقة خميسة بسوق أهراس التي ترقد على مدن أثرية تحت الأرض، مشدّدا على ضرورة استكمال الحفريات بعد التنسيق مع الوزارات المعنية، وهنا أشار إلى أنّ جيراننا يستثمرون في آثارنا ويحرزون مداخيل رهيبة، كذلك الحال مع الباهية وهران التي بها 781 موقعا أثريا، لكن الثقافة تبقى بعيدة عن الاستثمارات الاقتصادية، بالتالي سيتم في المرحلة القادمة تحويل الثقافة إلى عنصر اقتصادي إيجابي بعدما ظلّت الثقافة تنفق ولا تجني، وتحدّث الوزير أيضا عن دعم المسرح الفقير الذي لا يتطلّب إمكانيات ضخمة وعلى دعم الجنوب وإبراز مواهبه ودعم أبناء المهجر وكذا تكييف القوانين المحلية مع الدولية خاصة في التوزيع والتسويق، وأشار المتحدث في ختام تدخله إلى أنّ هذا العرض العام يهدف إلى تشكيل منظومة ثقافية باتّحاد كلّ المبدعين، مما سيولد قوة ناعمة لجزائر الغد.
بعدها تدخل السيد ابن دعماش الذي شكر تجديد الثقة فيه وفي بعض أعضاء المجلس، مثمنا حصيلة 3 سنوات من العمل، رغم أنّ المجلس لم يحصل على المقر إلاّ في الستة أشهر الأخيرة بمكتب صغير في المكتبة الوطنية، ليؤكّد أنّ هيئته استقبلت 3483 ملف فنان على مستوى الوطن، منها 2253 تمت دراستها وصودق عليها، وقد سلمت 1150 بطاقة عبر الوطن ولا يزال 80 ملفا تحت الدراسة والفحص، وأشار المتحدث إلى أنّ العمل كان على المستوى الوطني وفي إطار قانوني والرهان الجديد سيكون علاقات العمل.
للإشارة، فإن قرار تعيين أعضاء المجلس صدر في 27 ماي 2015 ويتضمن إعادة تنصيب ابن دعماش رئيسا والسيدة مباركة قدوري نائبا للرئيس ممثلة لوزير الثقافة وصفية معزوز ممثلة لوزير العمل وباقي الأعضاء وهم جميلة قلباوي، سعيد بن زرقة، قدور نور الدين، نوال زعتر، كمال رويني، مليكة عيشور، رشيد بن علال وعلي شيبان (الفنان ماسينيسا)، زبير هلال، محمود ورابح أوفرحات وأحمد طاكجوت (الفنان حميدو).